المقاومة واليد العليا في الحرب
التعليق السياسي - كتب ناصر قنديل
- ضمن إطار يتصل حكما بردود الميدان على غارات الاحتلال بحق المدنيين وتجاوزه لخط الجبهة نحو العمق، تمارس المقاومة حقها الطبيعي والمشروع باستهداف مواقع ومقرات جيش الاحتلال، لكنها وهي تفعل ذلك ترسم ايقاع معادلة أكبر وأشد أهمية، هي معادلة اليد العليا في الحرب.
- لم تكد وسائل إعلام الكيان تنتهي بعد من تحليل وقراءة ما بين سطور ما تسميها واقعة حرفيش، والاستهداف المحسوب والمدروس والمقتدر للمقاومة، وقبلها تدمير القبة الحديدية في عدد من مواقع بطارياتها و راداراتها، حتى ضجت وسائل إعلام الكيان بخبر عاجل.
- الخبر هو أن طائرة مسيرة من طائرات المقاومة نجحت باختراق كل الدفاعات الجوية وبلغت أبعد مدى تصل إليه طائرات المقاومة المسيرة منذ بدء الحرب قبل ثمانية شهور، واستهدفت مقار قيادية حساسة شرق العفولة في مرج بن عامر، وما يسميه الاحتلال ب "عيمك يزرعيل"، واصابت الطائرة أهدافها بدقة.
- منذ شهر وأكثر والمقاومة عبر جبهة لبنان ترسم إيقاعا للحرب تدمر فيه صورة الردع التي يتوهم جيش الاحتلال أنه قادر على إعادة ترميمها، حتى بات المستوطنون يتندرون بالطرائف التي يتداولونها على مفردة الردع، ويقولون إن البر حتى عمق 20 كلم من الحدود تحت السيطرة النارية لحزب الله، وأن الأجواء حتى عمق بات منذ أمس 50 كلم تحت هيمنة الطائرات المسيرة لحزب الله.
- المقاومة تظهر الى جانب الشجاعة وروح البطولة عبقرية عسكرية ومهارات تقنية، وتخطيط ودقة وجدية وتفوق، بما يستحق حماية ظهرها من كل محاولة للتطاول والتمادي، لأنها فخر لبنان وأشرف وأنبل ما انجب تاريخنا المعاصر منذ ولادة لبنان الكبير.
2024-06-08 | عدد القراءات 150