سميح التايه: لم يتغيّر شيء

هكذا كانوا على مدى العصور والأزمان ، وعبر التاريخ وفي كل الحقبات … وهكذا كانت علاقتهم بالرب أرادوها علاقة مصلحيةً ، يتطلعون دائماً من خلالها الى الانتفاع الدنيوي ، والجائزة الآنيّة ، ويريدون للمكافأة ان تأتيهم على طبق من الفضة ، دون ان يكلّفوا أنفسهم جهد المعاناة … الأغلبية الساحقة من هذه الكينونة الشيطانية هم من العلمانيين ، الذين لا يكادون يؤمنون بأن الله هو رب هذا الكون … ولكنهم بالرغم من ذلك يرون ان الله وعدهم بهذه الأرض … 600 عائلة حتى الآن ، وهم أول الغيث ، تقدّمت بعريضة لرئيس أركان حرب الجيش القاتل للأطفال ، هيرتسي هاليفي ، مطالبين إياه بأن يعامل أبناءهم تيمّناً بأبناء الحريديم ، أي أن يعفيهم من الخدمة في الجيش … أولادنا ومن ورائهم أهاليهم ، يتسابقون لنيل شرف الاستشهاد في سبيل الوطن والمقدسات والدين … بينما يتسابق هؤلاء الاوغاد للتهرّب من القتال في سبيل " أرض الميعاد " … لم يتغيّر شيء على مدى آلاف السنين … ومنذ أكثر من ثلاثة آلاف عام … هم ذاتهم الذين يتهرّبون من القتال الآن ، ويتسابقون في التمنّع عن أداء ضريبة الدم ، حتى عن "أرض ميعادهم " المزعومة … هم ذاتهم الذين قالوا لموسى … إذهب أنت وربك فقاتلا ، إنا ها هنا قاعدون … ونحن مازلنا كما نحن ، ومنذ ألف وخمسمائة عام ، نفس التابعين للرسول الأعظم ، والمتفانين في التضحية في سبيل الله والأوطان والشعوب … نفس أولئك الذين قالوا للرسول الحبيب… لن نقول لك كما قال بنو إسرائيل لموسى … اذهب أنت وربك فقاتلا ، إنا ها هنا قاعدون … بل سنقول لك … اذهب انت وربك فقاتلا ، إنا معكما مقاتلون … لم يتغيّر شيء … نفس الضلال ، ونفس المقدرة على خداع الذات ومحاولة خداع الآخرين ، بأنهم متميّزون ، وأنهم شعب الله المختار ، وأن الآخرين هم أغيار كفّار يستحقون القتل أو الاستعباد … لم يتغيّر شيء .

سميح التايه 

 

2024-06-12 | عدد القراءات 122