مانشينت 12/6/2024

حماس والجهاد تربحان بالنقاط بالذكاء المقاوم على الذكاء الصناعي لمبادرة بايدن

رد المقاومة يربط بدء المرحلة الثانية بانتهاء المفاوضات على اتفاق انهاء الحرب

واشنطن والقاهرة والدوحة: لدراسة متأنية وتقييم الرد ومواصلة الجهد التفاوضي

كتب المحرر السياسي

أسدل الستار على الحملة المبرمجة والمكثفة التي شنتها واشنطن وتل أبيب، لفرض حصار سياسي و دبلوماسي وإعلامي على المقاومة، وتحميلها مسؤولية استمرار الحرب، وتقديم نموذج متوحش مثلته غزوة مخيم النصيرات لترويع الشعب الفلسطيني من مخاطر هذا الاستمرار، وبعد عشرة ايام من اعلان مبادرة بايدن، قدمت المقاومة ردها المكتوب، ولم تؤثر في موقفها وتأنيها واستثمارها لذكاء التوقيت كل الضغوط والملاحقات والاتصالات والتصريحات التي تمت تحت عنوان، الكرة في ملعب حركة حماس والمقاومة، وعلى المقاومة وحماس عدم اضاعة الفرصة، والعالم كله ينتظر حماس، كما قال بلينكن واضاف ان على الدول العربية والشعوب العربية الضغط على حماس للقبول العلني الصريح بلا شروط للصفقة.

ربحت المقاومة بالنقاط، باستخدامها للذكاء المقاوم، في مواجهة مبادرة تقول تقارير اميركية انها ولدت عبر الاستعانة بالذكاء الصناعي، من خلال أخذ النص الذي قدمه وليم بيرنز لقطر ومصر بعد مفاوضات شاقة مع قيادة المقاومة كعرض أخير، وانتهى في السادس من أيار بموافقة المقاومة على العرض الأخير، وتمت عملية فصل للنقاط التي اعترض كيان الاحتلال على وجودها في العرض بموجب مذكرة قدمها للوسطاء، وتمت إعادة ترتيب النص المكتوب بما يتناسب مع اعتراضات الكيان، واحالة النقاط التي تمثل الاستجابة لطلبات المقاومة، الى المداخلة الشفوية التي قدمها الرئيس جو بايدن في مؤتمره الصحافي، بحيث يكون على المقاومة الموافقة على نص مكتوب لا يحقق لها ايا من مطالبها الأساسية بداعي أن الرئيس الأميركي قال إن هذه الموافقة سوف تحقق تلك المطالب، وهنا كانت أهمية ذكاء التوقيت هي الحاسمة، فصمدت المقاومة أمام الضغوط واستثمرت على الوقت، ونجحت بضمان موقف روسي صيني يرفض إصدار قرار عن مجلس الأمن الدولي يدعم مبادرة بايدن دون تضمينه التعهدات الشفوية التي أوردها بايدن والتي تشكل طلبات المقاومة، وهي جوهر ما يدعو إليه القانون الدولي في تدخل مجلس الأمن في مثل حالة الحرب على غزة، وهي تحديدا، الدعوة لإنهاء الحرب، والدعوة لانسحاب كامل لجيش الاحتلال من كل مناطق قطاع غزة.

ذكاء التوقيت كان بتمرير ثلاثة استحقاقات قبل تقديم الرد، الأول موعد الثامن من حزيران الذي أعلن عضو مجلس الحرب في الكيان انه موعد استقالته ما لم يذهب بنيامين نتنياهو الى صفقة تعيد الاسرى، وعندما مدد غانتس المهلة انتظرت المقاومة حتى أعلن استقالته وتلقت حكومة نتنياهو الصفعة الأولى، ثم جاء الاستحقاق الثاني وهو موعد التصويت على قانون الجندية، وقضية إعفاء الحريديم، وتلقت حكومة نتنياهو الصفعة الثانية بتصويت وزير الحرب يوآف غالانت ضد القانون، حتى جاء أول الاستحقاق الثالث وهو التصويت على مشروع القرار الأميركي الداعم لمبادرة بايدن، بعد تعديله ثلاثة مرات، بحيث تضمن ما تريده المقاومة من طلبات تجنبا لاستخدام الفيتو.

هنا دقت ساعة الرد، فاجتمع قادة حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي لأول مرة في تقديم رد، وبدت صورة القائدين اسماعيل هنية و زياد نخالة يقرآن ويعدلان على النصوص، ذات معنى، في تأكيد وحدة المقاومة وتماسك صفوفها في مقابل التفكك الذي ينخر الكيان، وكان الرد ذكيا ومرنا و هادئا، لكنه مستند إلى قرار مجلس الأمن، وليس إلى كلام ابدين، طالما أن واشنطن تعتبر قرار تأييدا للمبادرة.

مصادر متابعة للملف تقول ان المقاومة ضمنت ردها الكثير من الملاحظات، خصوصا تأكيدها لعنواني الوقف النهائي للحرب والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة، لكن يبقى الأهم هو الرد ينطلق من أن الاشارة الى استمرار وقف اطلاق النار بعد نهاية المرحلة الأولى، إذا استدعى التفاوض على وقف الحرب نهائيا مزيدا من الوقت، تستدعي لضمان التوصل إلى اتفاق وتحقيق التوازن بين مصالح الفريقين، الاحتلال والمقاومة، ربط تنفيذ المرحلة الثانية بانجاز الاتفاق النهائي الذي يعلن إنهاء الحرب، بحيث لا يتم الافراج عن الاسرى من الذكور الأحياء الضباط والجنود خصوصا الا بعد الإعلان عن نهاية الحرب والالتزام بتنفيذ الانسحاب الشامل.

بعدما سملت قوى المقاومة ردها، أعلنت واشنطن والدوحة والقاهرة انها بصدد دراسة متأنية للملاحظات، وتقييم الرد والتمسك بمواصلة مساعي الوساطة التفاوضية حتى يتحقق التوصل إلى اتفاق، فربحت المقاومة بالنقاط حيث أريد لها ان تخسر بالضربة القاضية.

 

 

2024-06-12 | عدد القراءات 116