سميح التايه: الناتو الغير معلن …

يذكرني هذا المشهد في منطقتنا ، وتنادي رؤساء أركان خمسة جيوش عربية للتماهي والتنسيق مع رئيس اركان الجيش الاسرائيلي القاتل والتخطيط ، بالتأكيد ، للقتال كتفًا بكتف مع الكيان المجرم … يذكرني بفيلم النبوءة ، The Omen , الذي ألفه ديفيد سليتزر ، واخرجه ريتشارد دونر ، وقام ببطولته جريجوري بيك والممثلة لي ريميك … وكيف تنادت قوىً بإيعاز من الشيطان ، إحداها مربية ، ثم بعد ذلك كلب متوحش أسود ، تنادوا لحماية نقيض المسيح ، والذي هو في أدبياتنا ، الأعور الدجّال … يبدو ان أولئك الذين سيهبّون للذود عن سيّدهم في المنطقة ليس بينهم مربّيات هذه المرة ، ولكنهم جميعًا من الكلاب المتوحشة السوداء … أصبح كلّه عالمكشوف ، لم يعد هنالك حياءً ، فلقد انقطع شرش الحياء ، واصبح العدو الذي أوغل في دماء أطفالنا ونسائنا ، ودمر وأحرق الاخضر واليابس ، وقتل بلا رحمة ، واجتاز كل الخطوط الحمراء التي نعرفها ، والتي لا نعرفها ، أصبح شريكاً وحليفًا لهم ، يجتمعون معه ، ويخططون ويتآمرون على قوى المقاومة التي تبذل الدم في سبيل رفعة الأمة وانعتاقها من الهيمنة الصهيوانجلوساكسونية … لقد انفق الأعراب أكثر من تريليون ونصف تريليون دولار في حربهم ضد إيران ، وانفقوا مبلغًا مماثلًا في الحرب على سوريا ، وكله كان يصب في مصلحة الدفاع عن الكيان الصهيوني ، ثم يتساءل الناس ، أين يصطف الأعراب من قضايا الامة ، وبالذات القضية الفلسطينية … لو انفقت هذه الاموال على التنمية ، والبنية التحتية ، والتعليم والصحة والانتاج ، لكنا الآن في مكان آخر … ولكن كل هذه الاموال أنفقت دفاعًا عن "اسرائيل " … وكل تلك الارواح التي ازهقت في هذه الحروب هي أيضًا دفاعًا عن "اسرائيل " … فمتى تستيقظ هذه الشعوب من غيبوبتها وتحطم كل هذا الاستتباع والارتهان المطلق للشيطان .

سميح التايه 

2024-06-15 | عدد القراءات 96