من موسكو إلى واشنطن ....اللعبة انتهت يا نتنياهو مقدمة نشرة أخبار توب نيوز بقلم سعد الله الخيل

فيما الأنظار متجهة إلى موسكو حيث يعقد اللقاء التشاوري السوري ،وبينما تدور نقاشات هادئة تارة ومشادات لم تخرج عن نطاق المألوف في هكذا لقاءات تارة أخرى ،أتت الحرارة والتصعيد من جبهة الجنوب اللبناني في استهداف موكب للعدو الإسرائيلي في مزارع شبعا المحتلة دق ناقوس الخطر لدى العدو من انطلاق موجة الرد لمحور المقاومة على غارة القنيطرة انطلاقاً من البيان رقم 1 لحزب الله الذي تبنى العملية ما يعني وجود بيانات قادمة تحسباً لأي تصعيد محتمل.

من موسكو إلى الجنوب اللبناني تحولت الأنظار في لحظة فرغم الأجواء الإيجابية فيما يجري في أروقة موسكو يدرك القاصي والداني أن المجتمعين في موسكو وإن كانت قاعات الخارجية الروسية تجمعهم فإن عقولهم وقلوبهم وعيونهم في أماكن أخرى بعيدة كل البعد عن بلاد الصقيع.

في القاعة من كان ينتظر انتهاء الجلسة لينقل التقارير إلى مرجعياته الدولية منتظراً تعليماتها بشآن قادمات الأيام ، والتي أربكتها بالمطلق عملية حزب الله ، وفي القاعة أيضاً من يرفع الصوت عالياً بمحاربة الإرهاب الداعشي ومشتقاته ،وعين على الأرض تراقب معركتها بغض النظر عما يجري في موسكو ،والعين الأخرى لرد محور الحلفاء على الغارة الإسرائيلية وكانت بوادر الرد في جبهة الجولان مقدمة ورسالة من موسكو إلى واشنطن وتل أبيب ،لتأتي عملية الجنوب كجرعة نشوة كافية لقلب المعادلات وكسر الموازين وفتح الباب واسعاً لعمليات قادمة تترجم المعنى الحقيقي لكلمة اختيار المكان والزمان المناسبين ،ومغزى الاحتفاض بحق الرد بعيداً عن سخرية المعارضين لسورية في كل مرة قالتها دمشق ... فهل حان وقت الرد.

رغم أن الموقف الأميركي المرافق للقاء التشاوري حمل طابع التشدد والتصعيد حيال سورية ، والتي كان أقواها من الناطقة باسم الخارجية الاميركية جينيفر بساكي التي أكدت موقف بلادها حيال القضية السورية ،والتي تعتبر الرئيس الأسد خارج أي دور في سورية ووصفت حديث الرئيس الأسد بالأوهام ،إلا أن هذه التصريحات التي تطلق للاستهلاك الإعلامي ولإرضاء حلفاء واشنطن الاقليمين لا يمكن إطلاق صفة لها سوى أوهام حقيقية ، بالنظر للخطاب الحقيقي الذي تنتهجه واشنطن والموجه للشارع الأميركي والنخب الفكرية مختلف تماماً تقوم على حملة دعائية قوية أطلقها الإعلام الأميركي للتعامل مع الرئيس الأسد فنشرت النيويورك تايمز حديث لمروجة الدعايات في الصحيفة أنا بارنارد يحمل دعوة لتغيير موقف أميركا حيال الرئيس الأسد أما تعليق النيويورك تايمز بأن الخطر الأقوى ليس بالتعاطي مع السيد الأسد انما في تمدد تنظيم داعش ،وهذه الدعوة بعد ثلاثة أيام من دعوة ليزلي غليب الرئيس السابق في مجلس العلاقات ذو النفوذ القوي للتعامل مع الرئيس الأسد وفي هذا السياق يأتي لقاء الرئيس الأسد مع صحيفة "فورين أفيرز " ضمن حملة التراجع الأميركية عن الحملة الممنهجة لتشوية صورة الرئيس الأسد ،خاصة وأن أعلى المجلات الأميركية مقاماً تتعامل بمهنية في ادارة الحوار الذي وصفه مركز غراند استراتيجي باحترام لا يناله ،إلا من لا يعتبر أميركا قدراً ومقدمة لبدء مرحلة التطبيع مع الأسد ورمي المعارضة الموالية للغرب.

إذا الزمان زمان التسوية هكذا تقول واشنطن لمن يهمها أمرهم ولا مكان لعنتريات نتياهو ،وألاعيب اسرائيل بعملية القنيطرة التي أرادت قلب المعادلات ،والقول لسيدها "لا يا سيد ...اللعبة لم تنته ومازلت قادرة على خلط الأوراق".

حزب الله بعملية الجنوب أكد أن اليد الطولى في المنطقة لمحور المقاومة قالموقف الدولي والاقليمي لم يعد يحتمل واليوم الواقع الميداني لم يعد يحتمل أيضاً بعد أن طالت صواريخ المقاومة فيك من المقتل في ذروة الاستعداد والحذر تحسباً من الرد والإستنفار الأمني ... لا داعي للمتابعة والمغامرة أكثر فاللعبه انتهت يا نتنياهو.

 

 

 

2015-01-28 | عدد القراءات 2861