في لغة الجسد ، تؤشر ملامح بيبي وهو يلقي كلمة في الكنيست الصهيوني مؤخراً ، الى رجل هو في خضم متاهةٍ بلا آفاق وبلا قرار ، لقد تبدّد كل ذلك الحضور الذي كان يتمتع به وهو يتحدث الى المتلقّين ، وتلك الحركات التي يستطيع من خلالها إرسال الانطباع بالثقة والتمكّن والسيطرة على مجريات الأمور ، باليدين وبالوجه وبالنظرات التي تنتقل سريعاً فلا يضطرّها إلى الاستقرار في أي اتجاهٍ ما ، متجنّباً التركيز الطويل ، ومستعيضاً عن ذلك بالنظرة المتحركة بسرعة بدون استقرار … لقد تبدّد كل ذلك ، وإذا نحن بإزاء رجل مرهق يتدفق الخوف والشعور باللامقدرة على السيطرة على الأمور ، وسحنة يعتريها الكثير من الوجل ، والشعور بالإحباط واقتراب النهاية … هذا ما سيتمخض عنه ما هو آتٍ سريعًا من التطورات … فالكيان المارق وصل الى حواف النزع الاخير … فوضى عارمة في اتخاذ القرارات ، وتراشق متواصل بين الجميع من دون استثناء واحد ، وأزمات في كل الأصعدة ، تضيف الى الورطة العسكرية التي أوقع هؤلاء الحمقى أنفسهم فيها … وأصوات هنا وهناك تشي بالمأزق الوجودي الذي بات يعتري هذا الكيان الساقط … آخرها وليس أخيرها الجنرال المتقاعد إسحق بريك ، والذي رأى ان الدخول في حرب شاملة مع حزب الله على الجبهة الشمالية ، سيودي بالهيكل الثالث إلى الزوال الحتمي … من جانبنا نحن ننتظر ذلك على أحر من الجمر ، فحينما يتنامى إلى مسامعنا بأن هنالك مئات الآلاف من المجاهدين آخذون في التغلغل خلال الديار المحتلة ، حينئذٍ فالتتعالى التكبيرات والتهليلات ، لأن الكيان ساعتها يلفظ أنفاسه الاخيرة ، ثم فاليؤتى بالسفلة قاتلي الأطفال والنساء الى منصة العقاب الماحق الذي ينتظر هذه المخلوقات النتنة المزرية والبالغة التخلّف والانحطاط.
سميح التايه
2024-06-26 | عدد القراءات 54