بعد ترامب ونتنياهو…ماكرون يحذر من حرب أهلية في فرنسا إذا خسر الانتخابات
واشنطن تمسك الثور الاسرائيلي الهائج من قرنية حرصا على عدم تكسيرهما شمالا
تراجع مبادرة بايدن يتزامن مع تراجع قرع طبول الحرب… والفضل لتهدئة العجز
كتب المحرر السياسي
على مسافة يومين من الانتخابات البرلمانية المبكرة التي دعا إليها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على خلفية التقدم الذي أظهرته انتخابات البرلمان الأوروبي لصالح اليمين، قال ماكرون ان فرنسا تواجه خطر حرب أهلية إذا بقي الاستقطاب القائم بين اليمن واليسار، بعدما أظهرت استطلاعات الرأي تراجع حظوظ حزبه إلى ادنى الدرجات، بتأييد 20% مقابل 27% لليسار ممثلا بالجبهة الشعبية الجديدة و36% لليمين ممثلا بحزب التجمع الوطني، والملفت أن كلام ماكرون وأركان حزبه عن خطر الحرب الأهلية إذا فشل حزبهم بالفوز، يشبه ويلحق بكلام كل من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ، الذي حذر من خطر حرب أهلية في اميركا اذا لم يربح السباق الرئاسي، ومثله فعل بنيامين نتنياهو الذي قال إن زعزعة بقاء حكومته سوف يذهب بكيان الاحتلال الى الحرب الأهلية.
هكذا دون أن يرف لهم جفن يتحول دعاة الديمقراطية التي يقدمونها قيمة تفوق حضاري يميزهم، إلى اعتبار الاحتكام لصناديق الاقتراع سببا للحرب الأهلية وليس طريقا لتجنبها، لمجرد أن نتائج هذه الصناديق قد تفضي لابعادهم عن كراسي الحكم ومغانم السلطة.
على مستوى تطورات المنطقة التي عاشت صدى صيحات الحرب الاسرائيلية عبر تهديدات قادة كيان الاحتلال، خصوصا احتمال شن حرب واسعة على لبنان، تبدو هذه الصيحات في حال تراجع، بعدما أمسكت واشنطن بقرني الثور الاسرائيلي الهائج وهي تملك الحسابات الدقيقة لما سوف ينتج عن هذه الحرب من خطر على أمن ومستقبل كيان الاحتلال، ومن موقع حرصها على أن تبقى هذه القرون سليمة، قالت واشنطن الكلمة الفصل، انتم عاجزون وحدكم عن خوض هذه الحرب، وأميركا لا تستطيع ان تقدم لكم المساعدة التي قدمتها في مواجهة العمل الإيراني العسكري الذي هدد أمن الكيان في منتصف نيسان، فخرج وزير حرب الكيان يوآف غالانت ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي يقولان أن الأولوية هي للمساعي الدبلوماسية والضغط على حزب الله لتخفيض التصعيد، وأن لا مانع من رؤية ما يعتقد الأميركيون أنه ممكن الحدوث، بحيث يتراجع التصعيد على بجهة لبنان اذا تم تنفيذ الانسحاب من أغلب مناطق غزة وتراجع العمليات فيها.
وهذه العقلانية الناجمة عن العجز، لا تتضمن فتح الطريق لتهدئة ينتجها اتفاق ينهي الحرب، حيث لا يزال الموقف الذي يجمع عليه قادة الكيان هو اعتبار مبادرة بايدن بتهدئة مترابطة المراحل لأربعة شهور حتى لو لم تنص صراحة على إنهاء الحرب، غير مناسبة، وهم يكتفون منها بالمرحلة الأولى، وابقاء خيار الحرب على الطاولة حاضرا.
2024-06-26 | عدد القراءات 36