الأبواق المشتراة ذممهم في أوساط معشر الأوغاد بين ظهرانينا كانوا يروّجون عبر وسائل إعلامهم أن عائلة إسماعيل هنية وأبنائه بالذات يعيشون بعيدًا عن غزة ، في تركيا وفي بلاد أخرى ، في القصور والفلل ، بينما يذبح أبناء الشعب الفلسطيني في غزة من الوريد الى الوريد كنتيجة لطوفانهم … هكذا كان يقول هؤلاء الفاقدين لأي قيمة أخلاقية ، ولا يحركهم اي وازع قيمي او انساني … فقط يحركهم الدولار … يعبدونه ويقدسونه ويتخلون عن أدنى درجات الاحترام للذات مقابل ذلك الاخضر … هم انفسهم الذين كانوا يروّجون بأن نجل سماحة السيد ، سيد المقاومة ، هادي ، لم يكن في جبهة القتال حينما استشهد ، بل كان في إحدى الحانات … سفالة ، وقذارة وانتفاء تام لأي قدر من الانتماء الى اي فضيلة ، او تحيّز نحو الخير … كتل قابضة ، ديدنها هو المال ، والمنفعة الآنية ، يأتمرون بأمر من يدفع أكثر ، وينطلقون في نفث الأكاذيب بلا رادع ، وبلا مانع ، طالما يقبضون المال في مقابل ذلك ، كلما بذل لهم المال ، يصبحون كالكلاب النابحة… ولا يحضرنا هنا إلّا بيت الشعر الذي يصف هذا العواء البائس ، وتلك النفوس المبتذلة … لو كل كلب عوى ألقمته حجرًا لأصبح الصخر مثقالاً بدينار … لست أدري متى يشرّع المشرعون عقاباً لجريمة قتل الحقيقة ، والتي هي حتى أشد وطأةً على الناس من جريمة قتل البشر ، لأن قتل الحقيقة يلحق ضررًا بالمجتمع برمته… ويشوّه الشخصية المزاجية والموضوعية للإنسان ، ويخلق الفتنة ، ويستدعي التضليل .
سميح التايه
2024-06-28 | عدد القراءات 111