لم يعد غيظكم مهما فالمهم ان النص قد سقط
التعليق السياسي - كتب ناصر قنديل
- حال الغضب التي يعبر عنها خصوم المقاومة في الداخل كانت تهمنا بصفتها تعبيرا عن منطق ونص سياسي، وبالتالي كانت توحي بصدق أصحابها عندما يقولون أنهم لا يضمرون شرا ولا ضغينة للمقاومة، وانهم يقدرون عاليا تضحياتها، لكنهم يطلبون منها ومن مؤيديها الاعتراف بأن لبنان يرتبط عضويا اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا بمحيط عربي تقوده دول الخليج، التي تمثل مصدر رزق لمئات آلاف اللبنانيين وسوقا للكثير من السلع والخدمات التي ينتجها لبنان، وأن القطيعة الخليجية مع لبنان سببها الموقف من المقاومة، والخصومة معها.
- ردة الفعل العدائية للمقاومة و المنتفضة ضد الإجماع العربي، التي أظهرها هؤلاء على إعلان الأمين العام المساعد في الجامعة العربية حسام زكي من بيروت عن قرار عربي بالإجماع بالتوقف عن استخدام توصيف حزب الله بالارهابي، وإلغاء القرار الذي اتخذ بهذا الاتجاه عام 2016، وهو ما أعاد زكي تأكيده في تصريحه التوضيحي بأنه لا تزال هناك ملاحظات على مواقف حزب الله، تقول شيئا واحدا وهو أن النص الذي بقوا يحتمون به سنوات طوال قد سقط.
- سبق لهؤلاء أنفسهم ان قالوا إنهم لا يوافقون على انفتاح الدولة اللبنانية على الدولة السورية، رغم أهمية ملف النزوح السوري بالنسبة للبنان، لأنهم لا يريدون للبنان أن يتجاوز الموقف العربي الذي كان يقاطع سورية، وعندما قرر العرب الانفتاح على سورية، وأعادوا سفارتهم إليها ودعوا رئيسها لحضور القمة، لم يتغير شيء و بلعوا ألسنتهم.
- قد لا يكون بعيدا مشهد الانفتاح الفرنسي على سورية اذا نجح اليمين بتشكيل حكومة، وزعيمة هذا اليمين صرحت مرارا أن حل مشكلة النزوح السوري نحو أوروبا هي بالتفاهم مع الدولة السورية ورئيسها على شروط مناسبة لاستقبالهم في بلدهم، وان مواجهة خطر تهديد الإرهاب لأوروبا يبدأ من التفاهم والتنسيق مع الدولة السورية التي تشكل أهم عدو للإرهاب.
- مشكلة هؤلاء أن عداءهم للمقاومة وسورية لا يرتكز للنص الذي يدعون تبنيه، فالنص هو مجرد ذريعة، ولذلك عبثا هو النقاش مع نصوصهم، لأن الحقد اعلى مرتبة عندهم من الحق.
2024-07-01 | عدد القراءات 63