اللعب على حافة الهاوية يرفع احتمال الحرب
نقاط على الحروف
ناصر قنديل
- الفارق بين التفاوض على صفيح ساخن الذي كان عنوان المرحلة السابقة منذ طوفان الأقصى، واللعب على حافة الهاوية كبير ومتعدد الوجوه، ومخطئ من يعتقد بسهولة السيطرة على مسارات اللعب على حافة الهاوية ومنع الانتقال الى حرب تخرج عن السيطرة، لأن هذا الانتقال من التفاوض على صفيح ساخن الى اللعب على حافة الهاوية يتم بسبب عجز أحد طرفي الحرب عن الانضباط بقواعد تسخين الصفيح بصورة تتناسب مع التفاوض، والانتقال إلى استخدام قاذفات اللهب وبحال من الهيستيريا والغضب، بعدما بات على يقين بأن معادلة التفاوض وموازينها تنتج هزيمة كاملة ولم يعد يهمه أن يخاطر بقلب الطاولة وفق معادلة علي وعلى أعدائي، أملا بأن يتقبل أعداءه أقل مما كان يمكنهم تحقيقه وفق موازين التفاوض، تفاديا لبلوغ مرحلة حرب الدمار المتبادل.
- في التفاوض على الصفيح الساخن، جبهات فيها جيوش وتمارين حربية لإثبات لمن اليد العليا فيها، والميدان يقدم وقائع في حصيلة مسارات زمنية تفرض حضورها في المفاوضات، ووفق هذه القاعدة لم يعد هناك التباس حول وجهة اختبارات الميدان في جبهات غزة ولبنان واليمن، حيث في جبهة غزة المقاومة تمسك بزمام المواجهة وجيش الاحتلال إلى تراجع، وقد فشل في القضاء على المقاومة وفشل في استرداد الأسرى، وفي جبهة لبنان تهجير للمستوطنين وايقاع حربي بري وجوي ناري لصالح المقاومة، بينما على جبهة اليمن توقف كامل لعبور السفن الى موانئ الاحتلال عبر البحر الأحمر وصولا الى شلل تام في ميناء إيلات (أم الرشراش)، والحصيلة أن الترجمة التفاوضية لهذه الحقائق تعني تسليم الاحتلال بشروط المقاومة لوقف النار، وهي شروط تبدو بصراحة متواضعة قياسا بحجم الحرب و التضحيات والانجازات، لكن قيادة الكيان تأخذ رمزية اليد العليا وتقيس عليها تداعيات يبدو أنه من الصعب السيطرة عليها بمجرد وقف الحرب، ويمكن لها أن تشكل تدحرجا للمأزق الوجودي و السياسي و العسكري للكيان نحو الخروج عن السيطرة.
- الانتقال الى اللعب على حافة الهاوية يدمج الحرب الوجودية للكيان بحرب طوفان الأقصى، التي حددت المقاومة سقفها بتبادل الأسرى وفك الحصار، أي أن بنيامين نتنياهو من ومعه ومن خلفه، وتبدو أميركا خلفه بوضوح هذه المرة، يقرأون في موازين القوى الناجمة عن انتصار تكتيكي للمقاومة بحجم مطالب غزة، على خلفية نتائج الطوفان وما فعلته جبهات اليمن والعراق ولبنان، بداية مسار انحداري يصعب منع التدحرج منه الى الانحلال والتفكك في وضع الكيان، ويصبح تفادي هزيمة تكتيكية مسألة وجودية بحجم قرار استراتيجي بالمخاطرة بحرب كبرى قد تخرج هي أيضا عن السيطرة.
- المعادلة التي يرسمها اللعب على حافة الهاوية، كما قالت عملية طهران عملية بيروت، ان على ايران والمقاومة في لبنان منح الكيان فرصة نصر استراتيجي تفاديا للحرب ومقابل قبوله بمنح المحور مجتمعا فرصة نصر تكتيكي، والكيان يقول انه دخل مرحلة لم يعد لديه ما يخاف ان يخسره وهو جاهز للمخاطرة بالحرب، سواء كان هذا القول صدقا أو كذبا، وانه جاهز للمجازفة بهذه الحرب التي تخرج عن السيطرة، وانه اذا ارادت ايران والمقاومة في لبنان تفاديها فعليهما التراجع ببساطة والانهزام بلا تردد، والا فان الحرب ستقع، والدمار سوف يكون على طرفي المواجهة، وهنا يطل الأميركي برأسه ويقول انه مستعد للتدخل إذا سحب مطلب انسحاب قواته من العراق وسورية من التداول.
- الجواب وفقا لكلام الإمام السيد علي خامنئي والسيد حسن نصرالله، فان قرار ايران والمقاومة في لبنان قد اتخذ وهو الرد بما يتناسب مع خرق الخطوط الحمراء باستهداف عاصمتي لبنان وإيران وتنفيذ عمليتي اغتيال كبيرتين فيهما، أي ارتكابه لجريمتين بحق كل عاصمة ما يجعل الجمع أربع جرائم، وواحدة من هذه الرباعية تكفي لإشعال حرب، والقرار بالرد المناسب والموجع والقاسي، يعني قبول التحدي، اذا كان التأقلم مع تجاوز الخطوط الحمر تفاديا للحرب هو المطلوب، فليكن مطلوبا من الكيان، لأن ايران والمقاومة يردان على تجاوز الخطوط الحمر بالمثل، وتدرك إيران والمقاومة ان هذا يجعل الحرب أقرب، لأن من لم يستطع تحمل نتائج هزيمته التكتيكية والتأقلم معها تفاوضيا في مرحلة الصفيح الساخن، يصبح من الصعب عليه تحمل صفعات استراتيجية بحجم تلك التي يتم تبادلها في اللعب على حافة الهاوية.
- لم يقل السيد نصرالله اردتموها حربا مفتوحة فلتكن حربا مفتوحة، لكنه قال سوف نرد بما يؤلم ويرد الاعتبار لقواعد الاشتباك ويظهر كلفة تجاوزها، فإن قررتم الرد على الرد سوف نبقى نرد بذات المعيار، نرد بما يؤلم ويرد الاعتبار لقواعد الاشتباك ويظهر كلفة تجاوزها، وهذا يعني انه يقول ، ان اردتموها حربا مفتوحة فلتكن حربا مفتوحة.
2024-08-01 | عدد القراءات 70