الرقم الرسمي لجرحى جيش الاحتلال
التعليق السياسي - كتب ناصر قنديل
- أعلنت وزارة الحرب في كيان الاحتلال عن عدد جرحى الجيش في الحرب الممتدة منذ عشرة شهور على جبهتي الجنوب والشمال، مع المقاومة في غزة وجنوب لبنان، والرقم المعلن يزيد عن عشرة آلاف، مقابل 2000 جريح في حرب العام 1967 مقابل 7500 جريح في حرب العام 1973 وقرابة 1000 جريح في حرب العام 1956.
- بمعزل عن مدى دقة الأرقام المعلنة من وزارة الحرب في كيان الاحتلال، طالما أن الحرب لا تزال مستمرة، ويمكن أن تطبق على الكشف الكامل عن الخسائر قواعد الرقابة العسكرية، أو الغموض والتجاهل لكثير من الاصابات خصوصا بين المرتزقة وغير المستوطنين، لكن وزارة الحرب تعترف بالمقارنة مع الأرقام التي كشفتها في الإرشيف المتاح للاطلاع عن أعداد الجرحى في الحروب السابقة أن هذه الحرب هي أشد الحروب ايلاما على المستوى البشري للكيان وجيشه.
- وبالقياس الجغرافي يخوض الكيان هذه الحرب مع جبهتين لم يدرجها يوما بين جبهات التحديات الحربية، جبهة قطاع غزة و جبهة جنوب لبنان، ولا يخفى على اي متابع ان المخاطر المرافقة لهذه الحرب تتجاوز عدد الجرحى، فهي أول حرب تدور في الجغرافيا التي يسميها الكيان، "أرض إسرائيل" لا "ارض العدو" كما قالت استراتيجيته العسكرية دائما، ذلك أن معركة غزة دار نصفها في مستوطنات غلاف غزة يوم طوفان الأقصى، ومعركة جنوب لبنان تدور في شمال فلسطين المحتلة، والغلاف والشمال مناطق يسميها الكيان ب"أرض إسرائيل" وهي أراض محتلة منذ العام 1948.
- اضافة الى النزيف البشري في المؤسسة العسكرية هناك نزيف معنوي لا يقل أهمية، حيث تموت الروح القتالية لجيش الاحتلال حيث يتراجع أداء القتال لوحداته في المعارك خلال الشهور الأخيرة، وتزداد نسبة الفرار والتمرد وطلبات التسريح.
- في هذه الحرب خسر الكيان ما لم يخسره في حروب أخرى، سواء دعم الشارع الغربي، أو صورة الجيش الذي لا يقهر، أو قدرة الردع، أو تماسك المجتمع وراء الجيش وتماسك المجتمع السياسي وراء الحكومة، ولذلك ليس من المبالغة في شيء أن يصفها قادة الكيان بالحرب الوجودية، لأن ركائز الكيان تتزعزع.
- إذا أخذنا في الاعتبار أن قائد لواء جولاني السابق قال قبل شهور أن اللواء فقد في الحرب 40% من قوامه البشري، وإن صحيفة هآرتس نشرت لمعلقها العسكري تقريرا يتحدث فيه عن رقم 12500 أصابه بصدمة نفسية، وقال ان مثلها من الجرحى المصابين باعاقة، ومثلها التسرب من الخدمة، ومثلها المصابين بصدمة نفسية، نستطيع أن نقول بأن الرقم المعلن من وزارة الحرب هو 20% من الحقيقة، وهذا هو الأصح والأكثر مقبولية، ويسهل اكتشاف انه يتناسب مع نسبة ال40% من الخروج من الخدمة التي وقعت في لواء جولاني ويفترض انها اصابت سائر الوحدات، فيكون العدد 50 ألف من مجموع القوى البرية البالغة 120 ألف جندي وضابط.
2024-08-15 | عدد القراءات 81