التعليق السياسي 20/8/2024

السودان وليبيا…وفلسطين

التعليق السياسي - كتب ناصر قنديل

- وفق تقديرات مجموعة الإنقاذ الدولية التي تتخذ من نيويورك مقرا لها فإن عدد القتلى في حرب السودان يزيد عن 150 ألفا وعدد المهجرين يزيد عن عشرة ملايين، ووفقا لتقديرات موازية حول عدد قتلى الحرب في ليبيا فإن العدد يناهز ال 100 الف مع ثلاثة ملايين مهجر، هذا مع العلم ان في البلدين ثروات هائلة وكانت فيهما بنى حكومية خدماتية فاعلة، واليوم يعاني السودان بصورة خاصة من غياب الخدمات بصورة شبه كاملة، كهرباء وهاتف ومشافي وجامعات ومخابز.

- الذين يتخذون من عدد الشهداء والحالة الإنسانية في حرب غزة سببا للمطالبة بتحميل قوى المقاومة المسؤولية عن عذابات الشعب الفلسطيني، ويصلون الى القول ان لا معاناة في المنطقة ليس لقوى المقاومة ومن خلفها ايران يد فيها، مطالبون بأن يقدموا لنا تفسيرا عن أحجامهم المريب عن التحدث عن حربين كبيرتين في دول عربية هامة، وقد دمر البلدان، وسقط ربع مليون ضحية وتهجر أكثر من عشرة ملايين، وهل من جهة يمكن تحميلها المسؤولية عن هذه المآسي، طالما ان ليس لي من قوى المقاومة او لإيران أي حضور أو دور أو وجود فيهما؟

- السؤال البديهي الذي يخطر في البال أمام البكائيات التي نسمعها من المغرمين بأميركا والتطبيع و المنبهرين بالقوة الإسرائيلية، وهم يتحدثون عن غزة ومأساتها، ليست تضامنا مع مظلومية شعب غزة، ولا شعورا بالقهر لما يعانيه الناس فيها، بل محاولة خبيثة لتوظيف المعاناة للنيل من المقاومة وتحميلها المسؤولية.

- في السودان تمويل عربي للحرب ومصادره على الضفتين ليست بعيدة عن أصحاب البكائيات على غزة، والتحريض ضد المقاومة، وربما ذات الجهات العربية تقف على ضفتي الحرب في ليبيا أيضا، والسؤال البديهي لهؤلاء هو، أليس الأجدر بهم وقف هذا النزيف في السودان وليبيا بدلا من تكريس الوقت والجهد والمال والإعلام للتحريض على المقاومة بذريعة البكائيات المفتعلة على غزة؟

- الدم عربي حيث يراق، يبقى الفارق أنه في غزة يراق دفاعا عن قضية خذلها سائر العرب، رغم اعترافهم في كل بياناتهم أنها قضيتهم المركزية، وانها تستحق التضحية بالغالي والنفيس، وهذا ما يفعله أهل غزة، لكن هلا تفضلتم وشرحتم لشعب السودان وشعب ليبيا القضية التي تمولون الحرب لأجلها والتي عليهم تقبل الموت في سبيلها؟

 

2024-08-19 | عدد القراءات 117