كما كان متوقعاً، كان خطاب أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله مليئاً بالمفاجآت، وهذه المرة المفاجآت من العيار الثقيل الذي يتناسب مع حجم النتائج الاستراتيجية لعملية مزارع شبعا التي فاقت كل�' توقع وكل�' حساب، فقد نجحت المقاومة في نصب كمين استراتيجي تاريخي لـ»إسرائيل»، باستفزاز أوهامها عن تغي�'ر موازين القوى التي ثبتتها حرب تموز، وفقاً لمعادلة توازن الرعب وما تعنيه من التفادي المتبادل لاختبار الاقتراب من خيار الحرب، فاقتربت المقاومة بجديتها وهدوئها مما تعتبره «إسرائيل» خطاً أحمر في حساباتها، وهو تمركز المقاومة في جبهة الجولان، واستشعرت «إسرائيل» خطر تحويلها تدريجاً وفقاً لمعادلات المقاومة حالة شبيهة بما كان عليه جنوب لبنان، كما قال أمس وزير خارجية الاحتلال أفيغدور ليبرمان، الذي تبادل الأدوار مع خصمه موشي يعالون وزير الحرب، فصار يعالون يدافع عن تجر�'ع سم�' الهزيمة ومرارتها، ووقف ليبرمان يحاضر برفض التهاون مع المقاومة في تثبيت معادلة جديدة في الجولان، ليعترفا معاً بأن�' نجاح المقاومة بالتقر�'ب الهادئ، وتحريكها للسكين في الجرح «الإسرائيلي» تأسيساً على نظرة «إسرائيلية» واهمة لضعف أصاب المقاومة وشتت قدراتها، بسبب دورها في الحرب في سورية، ووهمها لمعادلة المفاوضات الإيرانية الغربية والأميركية خصوصاً، كحاجة إيرانية وتنازل مجاني أميركي كما قال أمس بنيامين نتنياهو، فتوقعت «إسرائيل» أن�' ذهابها إلى اختبار توازن الرعب باللعب على حافة الحرب، سينتج تمسكاً إيرانياً بالضغط على حزب الله للإحجام عن أي�' عمل يعر�'ض المفاوضات مع أميركا للاهتزاز، كما أن�' حزب الله سيكون جاهزاً لتلقي الضغط بسبب الحرج الذي يسب�'به به التفكير بالرد�' وتداعياته في ضوء الحرب في سورية، بينما كانت المقاومة على العكس، واثقة من أن�' تقر�'بها من خطوط الاشتباك في الجولان مبني�' على أساس صلب، من زاوية الثبات السوري والدعم الإيراني، واليقين بمعادلات التفاوض الراجحة لصالح تسليم أميركي بعناصر القوة الإيرانية، وواثقة من قدرتها على خوض الحربين معاً، حربها في سورية، والحرب مع «إسرائيل»، فحدث أن تور�'طت «إسرائيل» بالانكشاف عارية، ضعيفة، هزيلة، عاجزة، كثيرة الكلام قليلة الأفعال، جيشها أضحوكة بين الجيوش، امتحنت المقاومة قدرة وقرار «إسرائيل» بالذهاب إلى الحرب، فأحجمت «إسرائيل» وتهر�'بت من الاستحقاق الذي اد�'عت طويلاً أنها تنتظره، وأنها قد أعد�'ت له منذ ثماني سنوات أنفقت خلالها مليارات الدولارات وراكمت آلاف أطنان السلاح والمعدات، وبأبهى الصور ظهرت المقاومة منتصرة تعلن أن�' بيدها الإثبات العملي على معادلتها الذهبية الرديفة، «إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت»، رغماً عن أنف موشي يعالون وبنيامين نتنياهو....تتمة
2015-01-31 | عدد القراءات 2430