غالانت: الحرب على حزب الله في المستقبل البعيد وليس الآن وهاليفي يطمئن
البيت الأبيض: هجوم حزب الله كان كبيرا ومختلفا في نطاقه عما كنا نراه يوميا
المقاومة تستقبل وتودع رئيس الأركان في الاحتلال والجيش الأميركي بالنيران
كتب المحرر السياسي
بقي رد حزب الله على اغتيال القيادي الكبير في المقاومة فؤاد شكر واستهداف الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، وتداعيات هذا الرد ورصد ردود الفعل عليه هو الحدث الأبرز، وكان اللافت في التعليقات هو ما ظهر على المستويين الأميركي والإسرائيلي، باعتبارهما المعني الأول بالرد، فمن جهة كان البيت الأبيض قد أعلن في بيانات مواكبة لارسال الحشود الأميركية الى المنطقة انها آتية لردع أعداء اسرائيل في ايران وحزب الله عن استهدافها، وتقديم كل الدعم اللازم للدفاع عنها إذا تعرضت للهجوم، ومن جهة ثانية قال البنتاغون في أكثر من تصريح أنه على تنسيق على مدار اللحظة مع قيادة جيش الاحتلال استعدادا للردود المتوقعة، وبالأمس كشف البنتاغون عن قيامه بتزويد جيش الاحتلال بمعلومات استخبارية تتصل برد حزب الله، وترجمت واشنطن مقاربتها للرد بخطوتين، الأولى زيارة رئيس أركان جيوشها جبهة الشمال برفقة رئيس أركان جيش الاحتلال، حيث استقبلتهم المقاومة وودعتهم بالنيران، عبر وجبات من الصواريخ والطائرات المسيرة، والثانية كانت صدور تصريح عن البيت البيض اعترف فيه بقوة الرد، وقال إن هجوم حزب الله كان كبيرا ومختلفا في نطاقه عما كنا نراه يوميا.
على مستوى الكيان لا يزال الذهول هو السمة المشتركة في تعليقات قادة الكيان، الذي توافقوا منذ أمس على الإعلان عن عدم نية الذهاب الى الحرب رغم عشرات التصريحات والمواقف التي كانت تردد دائما انها تعطي مجالا لحل دبلوماسي لوقف تهديد حزب الله عبر الحدود لكنها سوف تتصرف عسكريا بعد اسبوع او اسبوعين اذا لم تفلح المساعي الدبلوماسية بوقف هذا التهديد، وكان هذا الكلام لازمة يكررها وزير الحرب يوآف غالانت، الذي قال انه سوف يعيد لبنان الى العصر الحجري، وان على لبنان أن يدفع ثمن عدم لجم قوة حزب الله عن تهديد الكيان، وكان رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو يقول ان قضية مستوطني الشمال يجب ان تحل قبل حلول الموسم الدراسي اما عبر الوساطة الدبلوماسية او عبر قيام جيش الاحتلال بعملية عسكرية تبعد حزب الله الى ما وراء الليطاني، والتهديد بتدمير الضاحية على الأقل والقيام بعملية برية كبرى تبعد حزب الله الى ما وراء الليطاني كان محور الخطاب الاسرائيلي لعشرة شهور مضت، ليحل مكانه فجأة الحديث عن عدم الرغبة بالحرب والتصعيد، ثم يقول رئيس الأركان خلال زيارته المشتركة مع رئيس الأركان الأميركي ان تأمين المستوطنين هو هاجس قيادة الكيان وأن المواجهة مع حزب الله مستمرة، لكن التهديد بالحرب وذكر الليطاني والعصر الحجري، بينما كان غالانت أكثر وضوحا بقوله، ان الحرب على حزب الله سوف تأتي في المستقبل البعيد ولكن ليس الآن، وتوقفت مصادر متابعة أمام هذا التحول الكبير في موقف الاحتلال ووضعته في سياق تداعيات رد المقاومة وساتهدافاته، ووضعه الأمور بين احتماي الاحتواء بالتراجع عن العنتريات، او اعتباره فرصة ترجمة التهديدات بالذهاب الى الحرب، ويبدو ان الكيان قد فضل الذهاب الى الخيار الأول في ضوء المعطيات التي تجمعت عنده حول ما يمكن ان ينجم هعنها في ضوء ما كشفه الرد من خفايا وأسرار لم تكشف لكن قيادة الكيان باتت تعلمها، كما تعلم محدودية القدرة على التعامل مع قوة المقاومة.
2024-08-27 | عدد القراءات 132