روزنامة الحل السوري بين موسكو والجولان - ناصر قنديل

أظهر العام الماضي أن المعادلات التي ستتحكم بالحرب في سوريا وبالتالي بالحل ، تتأسس على خروج  أميركي خجول من قرار الحرب ، وإرتباك في  جلب  حلفاء واشنطن لصيغ التفاهمات ، وخصوصا السعودية وتركيا وإسرائيل .

كان واضحا أن السعودية التي خسرت احصنة رهانها العسكرية في سوريا وشعرت بإهتزاز كيانها السياسي في ضوء الثورة العاصفة في اليمن التي غيرت معادلات الخليج ، وأزمة البحرين ، صارت خارج الصورة ، وباتت تختبئ وراء مصر لدور سياسي خجول ومرتبك لكنها لم تعد في الضوء كقوة قيادية للحرب ، خصوصا بعد تسليم راية الإئتلاف لرجل المخابرات التركية خالد الخوجة .

بقي الثنائي التركي الإسرائيلي هو قوة الدفع للحرب ، وما كان لأحد أن يتخيل بقدر من التفكير والإنتباه ، أن يصير حل يعيد العافية لسوريا وأن تقف إسرائيل متفرجة ، ولآ أن تسلم تركيا بسقوط نهائي لمشروع السلطنة الأخوانية أو العثمانية ، وتراجعت كل أشكال التشكيلات المسلحة المقاتلة ضد الجيش السوري لحساب النصرة وداعش الموجودين في الحضن التركي والإسرائيلي علنا .

الحل في سوريا متسحيل سياسيا ، و بالتالي عسكريا ، لا بد من تصفية داعش والنصرة ليستقيم الأمن مجددا ، وسياسيا لا بد من صيغة ومخرج  يؤمنان للغرب ومن ورائه جماعة أميركا  من العرب للإعتراف بالنصرالسوري بطريقة لا تبدو هزيمة كاملة ، طريقة تسمح بالعودة للعلاقات على قاعدة أن الحل السياسي يبرر هذه العودة .

الحسم العسكري يعني  ضمنا وضع تركيا وإسرائيل خارج دائرة الحرب ، وكانت تطورات الحرب في العراق من جهة والحسم في عين العرب من جهة مقابلة ، المدخل لإبلاغ تركيا ان اللعبة شارفت على النهاية ، وأن داعش حصان خاسر ، وأن عليها الدخول  مباشرة على خط الحرب  لتعديل الموازين ، فإنكفأت تركيا وتجرعت هزيمة داعش في عين العرب والعراق وهي تتمتم على مضض ، ورهانها أن التعديل ستتولاه كما كل مرة إسرائيل التي يستحيل أن تترك أمنها أمام تحد عنوانه حلف سوريا والعراق وإيران ، حلف له رأس  حربة مسنن وفعال يمثله حزب الله .

صار التزامن بين مثلث عين العرب ومزارع شبعا وموسكو ،تعبيرا عن معادلة سوريا الجديدة وروزانمة الحل فيها للعام الذي سيكتب سلمها وعودة الأمان لها ، وفقا لمعادلة ، الحسم مع داعش متواصل وتركيا أجبن من أن تتدخل ، و العمل السياسي في موسكو مستمر وسيستمر لبناء مرجعية معارضة بديلة للإئتلاف تشترك في حوار تحت قاعدة التسليم بشرعية الرئيس الأسد لحل سياسي عنوانه توسيع قاعدة الحرب  على الإرهاب من جهة ، والتهيئة لإنتخابات برلمانية خلال عام من جهة أخرى بمعايير تضمن الرضا الداخلي والخارجي  عن نتائجها  .

الرأس الأهم في المثلث ، هو ما قالته عملية مزارع شبعا ، ومن بعدها خطاب سيد  المقاومة ، إسرائيل أعجز من الدخول في حرب ، رغم الصراخ والتهديد ، فعند الإمتحان يكرم المرء أو يهان ، وقد تمرغ انفها بالوحل ، و النصرة تلعب في الجولان  دور جيش لحد ما قبل تحرير جنوب لبنان ، وستلقى ذات مصيره ، وجبهة الجولان لن تغلق حتى يتحرر الجولان من الإحتلال ، وتفرض المقاومة على إسرائيل معادلة التحرير في جنوب لبنان .

العام 2015 ، حرب  على داعش وحوارات في موسكو ، لكنه عام تفكيك جبهة النصرة في الجولان ، ووضع إسرائيل بين خياري الإنسحاب أو ملاقاة حرب إستنزاف لا تتقبلها ، أو الذهاب لحرب لا تتحملها .

 

2015-01-31 | عدد القراءات 3183