سيضطروننا إلى خوض المعركة الكبرى رغم أننا لا نريدها الآن … الفرق بيننا وبين هذا العدو ، أننا لم نخرج بعد من قدراتنا إلّا النزر اليسير ، بينما أخرج هو كل قدراته … سيضطروننا إلى التدفق عبر الحدود بالملايين … أسود العراق … ونمور اليمن … ونشامى الأردن … سيجعلون كل عراقي وكل يمني وكل أردني ، ولربما كل عربي وكل مسلم يشعر في صميم ذاته بأن الأمر غدا بين يديه ، وأن السكين قد وصل الى الرقبة ، وأن كل امرئ أصبح مصيره بين يديه ، وأن عليه ان يمتشق السلاح ، وينطلق الى المقتلة العظمى … وأن الأمور إن أنيطت بأصحاب العقد والحل فالويل لنا … وأن القرار والنصر هو بأيدي الشباب والفتية ذوي القلوب النظيفة الصافية ، والهامات العالية ، والعضلات المفتولة ، والنفوس المتحفّزة … ونحن في هذا الخضم ، وفي هذه الانحناءة التاريخية ، والتي ستسفر عن متغيّرات هائلة … نعرض على الملك الاردني ان يتملًص من الهيمنة الأمريكية ، وينأى بنفسه بعيدًا عن أعداء الأمة … وينسحب من هاتيك التحالفات المزرية مع أعداء الأمّة ، ونحن بدورنا نضمن له عرشاً دستوريًا هو وعائلته ، وليتنحّ جانباً حتى يتمكن مغاوير الأمة من العراق واليمن والاردن وغيرهم من إشعال أطول جبهة مع هذا العدو القاتل ، والذي إذا قيّض له أن يحدث ، فسيكون في طيّات ذلك نهاية هذا الكيان السريعة والحاسمة … ونتعهد بالإبقاء على عبدالله الثاني وأولاده وعائلته ملكًا دستوريًا الى مالا نهاية … وهو عرض كريم إلى أبعد الحدود ، لأن الأيام تحمل في طياتها زوال الكيان ، وهذا الزوال أضحى قريباً ، وأقرب كثيرأ مما يتصوّر الكثيرين ، وهذا الزوال سيجرف معه كل الأنظمة التي واكبت إنشاء الكيان ، لزوم حمايته ، والإبقاء عليه ، وتأمين حدوده .
سميح التايه
2024-09-06 | عدد القراءات 61