في القرآن الكريم … " والعاديات ضبحاً ، فالموريات قدحًا ، فالمغيرات صبحاً ، فأثرن به نقعاً ، فوسطن به جمعاً … وفي الحديث الشريف … الخيل في نواصيها الخير … وما غزي قوم في عقر دارهم إلّا ذلّوا … وفي شعر الشعراء ، ينشد فارس اليمن ، وبطل الأبطال ، الذي لا يشق له غبار … عمرو بن معدي يكرب … أعددت للحدثان سابغةً وعدّاءً علندا … نهداً وذا شطب يقدّ البيض والأبدان قدّاً … هي الخيل … وهي الحرب المتحركة ، الكرّ والفرّ والإقدام والإحجام … لقد آن أوان الكرّ والإقدام … آن أوان أن نعكس الإيقاع الذي فرضه علينا هذا العدو الصهيوني والغرب الأوليغارشي الذي يقف خلفه … إيقاع البليتزكريغ ، والقتال داخل أراضينا … والإمساك دائماً بجغرافيتنا ، ومن ثمّ كتلنا الديموغرافية … علينا ان ننقل الحرب الى داخل الكيان … وعدم الاكتفاء بتبادل الضربات عن بعد ، بينما يمسك بين يديه بأطفالنا ونسائنا وشيوخنا وبنيتنا التحتية ، ويعمل فيها قتلًا وتدميرًا وابتزازًا … هلمّوا أيها الأحبة إلى الحرب المتحرّكة … الماء المستنقع آسن ، والماء الجاري فيه الخير والحياة … هنالك رهائن في يد العدو … شعبنا في غزة والضفة الغربية … وهو يقوم بكمٍّ هائلٍ من البطش والإبادة الجماعية ، كيما يتخلّص من السكان ، إن إبادةً وإن تهجيرًا ، وسيساوي العقل اللاواعي الجمعي للناس ، وبفعل الإلحاح الاعلامي الصهيوأعرابي بين المقاومة ، وبين الدول المنبطحة المتقاعسة المطبّعة ، إذا لم تقم المقاومة بفعل غير تقليدي لوقف المجازر التي يقوم بها العدو ، والتي هي غير منتهية كما يبدو ، حتى يحقق أضغاث أحلام سموتريتش وبن غفير في الحسم السريع … إمساك العدو دائمًا بأراضينا وبشعوبنا القاطنة في تلك الديار يجب ان يتغير ، فهذا من الممكن ان يحدث في زمن عرب الإنبطاح والتآمر ، ولكنه لا يجب ان يحدث في زمن المقاومة … بل ان عكس ذلك يجب ان يحدث ، وهو قفزة نوعية إلى عمق العدو ، ومن ثمّ الإمساك بشيء من الجغرافيا والديموغرافيا ، وسنرى كيف سيتوقف هذا الفاقد لأي قيمة أو رادع أخلاقي فورًا عن جرائمه ضد أهلنا … لا نريد ان يقال حينما يدوّن التاريخ ، ان شعب فلسطين ذبح في غزة وفي الضفة الغربية ، بينما وقفت الأمة بنهجيها… النهج المنبطح … والنهج المقاوم … غير قادرين على إنقاذ الشعب المذبوح .
سميح التايه
2024-09-09 | عدد القراءات 89