هل يملك نتنياهو خطة لإعادة المهجرين؟
التعليق السياسي - كتب ناصر قنديل
- يستطيع بنيامين نتنياهو أن يجلس في مقعد سيارته وأن يلهو ب الصفير من شفاهه وهو فرح بما أنجزت مخابراته من ضربات الحقت الأذى بجسم المقاومة وبنيتها وبيئتها، غير آبه باتهامه بالارهاب، وقد قتل في غزة عشرات الالاف أغلبهم من الأطفال والنساء.
- نوعية وحجم الضربة يمنحان نتنياهو فرصة التباهى بالقدرة على تسجيل نقاط على المقاومة، في إلحاق الأذى وفي صورة المهابة والإبهار بالقدرة، لكن نتنياهو الذي لم يعلن تبني الضربة خرج يقول موحيا بانه صاحب الضربة أنه سيحقق الهدف الذي التزم بتحقيقه وهو إعادة مهجري مستوطنات الشمال إلى مستوطناتهم، فهل يملك نتنياهو خطة لتوظيف الضربة في تحقيق هذا الهدف؟
- تحقيق هدف إعادة المهجرين يستدعي وقف إطلاق حزب الله للصواريخ والطائرات المسيرة نحو شمال فلسطين المحتلة، وحزب الله يقول إنه مستعد لذلك في حالة واحدة هي وقف العدوان الاسرائيلي على غزة وفق اتفاق تلتزم به قيادة الكيان بشروط المقاومة لإنهاء الحرب وتبادل الأسرى، وهو ما يرفضه نتنياهو ويبحث عن خطة لإعادة المهجرين من خارجه، أي خطة لوقف استهداف حزب الله لشمال فلسطين دون وقف الحرب على غزة، فكيف سوف يفعل ذلك؟
- على نتنياهو أن ينجح بإجبار حزب الله على القبول بوقف إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة نحو شمال فلسطين المحتلة دون وقف الحرب على غزة، كي يضمن عودة المهجرين الى مستوطناتهم، وذلك عبر احدى طريقتين، إما نجاح الضربات بإيصال حزب الله بالتراجع عن التزامه بجبهة الإسناد اللبنانية، أو خوض حرب تبعد حزب الله عن الجبهة وتصيب بنيته العسكرية بالضعف وتخرجها من دائرة القدرة على تشكيل خطر على مستوطنات شمال فلسطين المحتلة.
- نوعية الضربة وحجمها يقولان أنها من النوع الذي تفتتح به الحرب او النوع الذي يستخدم خلال الحرب بعد بدئها، ولا يبدو اننا امام هذه الحالة، فهل يمكن للضربة وحدها أن تضمن عودة المهجرين؟
- في حالة واحدة يمكن ذلك، إذا قال حزب الله انه مستعد للبحث بحلول سياسية تنهي التوتر على الحدود، بمعزل عن التزامه بمعادلة جبهة الإسناد، لكننا أمام بيان واضح من حزب الله يقول فيه أنه سوف يمضي بقوة في مواصلة وظيفة جبهة الإسناد نحو غزة ومقاومتها، وقد أضاف إسناد الضفة الغربية إلى البيان هذه المرة، وفوق ذلك تعهد بالرد المناسب والقصاص العادل للاحتلال على ما فعل، فكيف سوف يعيد نتنياهو المهجرين؟
- يحق لنتنياهو أن يرفع تكتيكيا شارة النصر، لكنه يرفعها بيديه وجسمه ظاهر من بقعة وحل استراتيجية شديدة الكثافة لا يستطيع الخروج منها وقدماه مقيدتان في أسفلها.
2024-09-19 | عدد القراءات 40