صاروخ تل أبيب
التعليق السياسي - كتب ناصر قنديل
- صباح أمس كشفت المقاومة عن إطلاق صاروخ باليستي من طراز قادر 1 نحو مقر جهاز الموساد في تل أبيب، واعترف كيان الاحتلال بالعملية وقال انه اسقط الصاروخ بعدما تصدى له بواسطة مقلاع داود، لكن الصاروخ تسبب مع إطلاق صفارات الإنذار في تل أبيب الكبرى وغوش دان بنزول مليوني مستوطن الى الملاجئ.
- من الواضح ان ارسال صاروخ واحد يجعل إسقاطه أسهل من رزمة صاروخية يقدر حزب الله على إرسالها ويعرف قادة الكيان انه قد يفعل ذلك قريبا، وأن ارسال الصاروخ إعلان نوايا بهذا الاتجاه.
- يعرف قادة الكيان أنه يكفي تكرار إرسال الصاروخ منفردا كل صباح واسقاطه سوف يكون حرب استنزاف قائمة بحد ذاتها، تنهك المستوطنين المليونين الذين سوف ينزلون الى الملاجئ او يعيدون ترتيب أوقات حركتهم بعدما ينتظروا انتهاء محنة الصاروخ اليومي، حتى لو بقي اطلاقه الى المساء، وبذلك يضيف حزب الله الى التهجير الآخذ في الاتساع استنزاف انزال المستوطنين إلى الملاجئ في العمق دون الدخول في حرب مدن واستهداف المدنيين فيها، وهو ما لا يملك الكيان مكافئا له وقد اختبر خرق جدار الصوت فوق العاصمة وواصل اللبنانيون دورة حياتهم العادية.
- عمليا يقول حزب الله انه استعاد زمام المبادرة وأنه يضيق الخناق على عنق الكيان كل يوم، وأنه رغم الخسائر والجراح والآلام قد حول تحدي توسيع نطاق الحرب ومداها إلى فرصة، وها هي منطقة شمال تل أبيب تتحول الى منطقة تهجير محتمل يزداد عدد الذين يغادرونها كل يوم، بينما يزداد ضغط الهجرة المعاكسة على مطار بن غوريون كما تقول الصور.
- يضع حزب الله الكيان وقادته بين خياري الذهاب الى درجة اعلى من الحرب، سواء عبر حرب المدن التي يعرف الكيان كلفتها القاسية على عمقه، رغم كلفتها القاسية على لبنان، وأن البادئ بها سيخسر في بيئته ويتحمل عبء الخسائر القاسية التي تتسبب بها، أو عبر العمل العسكري البري الذي يحذر كبار ضباط جيش الاحتلال من مخاطره مقارنة بما جرى ويجري في حرب غزة، والجيش أضعف مما دخل حرب غزة وحزب الله اقوى بمرات مما كانت حماس في أول أيام الحرب، ومقارنة بحرب تموز 2006 والحزب اقوى بكثير وجيش الاحتلال خسر في غزة الكثير.
- الكيان امام أوقات حاسمة وقد فشلت الضربة القاضية بإسقاط المقاومة، فهل يذهب للقبول بشروط المقاومة لاتفاق في غزة، قبل أن يصل صاروخ مشابه الى تل أبيب ويستهدف الموساد وينجح؟
2024-09-26 | عدد القراءات 53