مانشينت 27/9/2024

المسار التفاوضي يتراجع لصالح طبول الحرب في الكيان سياسيا و عسكريا وشعبيا

المقاومة تبدد في الميدان أوهام المستوطنين وجيشهم وقادتهم وترسم سقوفهم بالنار

النص الفرنسي الأميركي: تهدئة منفردة لتفاوض متلازم للقرارين 1701 و 2735

كتب المحرر السياسي

لم تعد المفاوضات التي بدت أمس خيارا راهنا تملك ذات الاندفاعة، بعدما بدا الكيان تحت تأثير نشوة صورة النيران تلتهم المنازل في لبنان وتحصد مئات الشهداء وآلاف الجرحى، فظهر اجماع القيادات السياسية وقادة الجيش ووزارة الدفاع وتكتلات الرأي العام، حول مواصلة الحرب ووهم النصر، وتنافس الجميع في إظهار ثقتهم بأن هناك إنجازات تحتاج إلى مواصلتها بالمزيد من القوة، بينما يتحدث بعكس ذلك الخبراء الذين حذروا من فشل الحرب في غزة ولم يسمع لهم أحد إلا بعد شهور من المحاولات الفاشلة لتحقيق النصر الموهوم، ويبدو أن أياما وأسابيع يجب أن تمر هذه المرة حتى تتبدد هذه الأوهام، وهؤلاء الخبراء الذين يمثلون ضباطا كبار سابقين في جيش الاحتلال يقولون إن القوة استنفدت قدرتها على فعل المزيد وان التوقف الآن هو عمل نموذجي للكيان والدخول في تفاوض بالتوازي لوقف النار في جبهتي لبنان وغزة بالتوازي والتزامن، ويسألون ماذا سنفعل إن بقينا في الحرب، والحرب البرية مجربة ومعروفة النتائج، تجربتي غزة وحرب 2006 تقولان إن حزب الله سيخرج منتصرا في الحرب البرية وان الذهاب الى حرب المدن لا تعني إلا فتح الطريق أمام ترسانة حزب الله ان تجري مناورة نارية تظهر التوازن الناري مع الكيان، بينما تبدو "اسرائيل" اليوم في وضعية التفوق الناري.

المقاومة في الميدان غير معنية بالمسار التفاوضي أقلع ام لم يقلع، وهي تستثمر كل لحظة ودقيقة لفرض إيقاع يؤكد إمساكها بزمام المبادرة و يبدد أوهام المستوطنين وجيشهم وقادتهم حول إمكانية تحقيق نصر، فتوسع دائرة النار جغرافيا وتدمج استهداف المواقع العسكرية والحيوية باستهداف المدن والمستوطنات، وتزيد عدد صلياتها الصاروخية اليومية وترفع من نوعيتها الى الأكثر قدرة، حتى يكتشف الموهومون بتحقيق النصر أنهم كيفما استداروا في هذه الحرب فإنهم وسف يحصدون الخيبة والفشل.

بانتظار الميدان والمعادلات التي سوف يرسمها كشفت أمس تفاصيل النص الأميركي الفرنسي حول هدنة 21 يوما تتيح التفاوض حول تطبيق القرار 1701 بالنسبة للبنان و 2735 بالنسبة لغزة، وقد وقعت البيان دول عربية وأجنبية، حيث قال الرئيسان الأمريكي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون في بيان مشترك أنهما عملا على دعوة مشتركة لوقف مؤقت لإطلاق النار لمنح الدبلوماسية فرصة للنجاح وتجنّب مزيد من التصعيد عبر الحدود.وأضاف بايدن وماكرون أنّ "البيان الذي تفاوضنا عليه بات الآن يحظى بتأييد كلّ من الولايات المتّحدة وأستراليا وكندا والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر".وقالت الدول الموقعة على البيان المشترك: إنّنا ندعو إلى وقف فوري لإطلاق النار لمدة 21 يوما عبر الحدود اللبنانية-الإسرائيلية لإفساح المجال أمام الدبلوماسية لإبرام تسوية دبلوماسية"، ودعا النداء "جميع الأطراف، بمن فيهم حكومتا إسرائيل ولبنان، إلى تأييد وقف إطلاق النار المؤقت على الفور بما يتفق مع قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701 وتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 2735 المتعلق بوقف لإطلاق النار في غزة".

 

 

 

2024-09-27 | عدد القراءات 55