مفاجأة العراق بعد اليمن
التعليق السياسي - كتب ناصر قنديل
- يتعرض العراق ومساهمته في وحدة الساحات الى استخفاف الكثير من المحللين والمتابعين، كما تعرض اعلان اليمن عن فتح جبهة الإسناد في بدايات الحرب على غزة الى الاستخفاف من الكثير من المحللين والمتابعين، اما بسبب مواقف عقائدية وسياسية مسبقة منعتهم من رؤية ما سوف يفعله اليمن وماهو قادر على فعله، أو بسبب رؤية نمطية تم تسويقها تاريخيا عن اليمن المتخلف والأمي والتي تم الأخذ بها من الكثيرين دون التدقيق بتاريخ اليمن الذي بقي عصيا على الاستعمار وحده دون كل بلاد العرب، والذي يعود له التاريخ الحضاري والعمراني الذي يتباهى به العرب لمرحلة ما قبل الإسلام، والذي يعود له الحديث عن الإبداع العقلي والذهني في مقولة الحكمة يمانية.
- بسبب هذا الإستخفاف تفاجأ الكثيرون بما اعترف به كيان الاحتلال من خسائر جسيمة تسببت بها طائرات مسيرة أطلقتها المقاومة العراقية باتجاه تجمعات جيش الاحتلال ولواء جولاني بالتحديد في منطقة الجولان السوري المحتل، سواء بسبب حجم الخسائر الاسرائيلية المعلنة من جهة، ودقة الاستهداف من جهة مقابلة، بمثل ما كانت المفاجأة عندما بدأت تظهر نتائج ما نجح اليمن بإثباته في معادلة وحدة الساحات من تحد للهيمنة الأميركية على البحار والمضائق، خصوصا البحر الأحمر ومضيق باب المندب، أو ما تسبب به من فرض حصار اقتصادي حقيقي على الكيان أخذت نتائجه بالظهور تباعا، وكان رمزها الظاهر فرض اغلاق ميناء إيلات.
- ينسى كثيرون أن المقاومة العراقية هي نخبة الحشد الشعبي العراقي الذي ألحق الهزيمة بتنظيم داعش خلال سنوات قليلة، بعدما قال الرئيس الأميركي باراك أوباما أن الحرب معه سوف تمتد لعشرات السنين، وأن هذه المقاومة تعتبر البنية الأكثر قدرة على تعبئة المقاتلين للمشاركة في حرب خارج بلدها، بين قوى محور المقاومة، وقد شاركت بالآلاف في الدفاع عن سورية، وأنها تملك أفضل تسليح نوعي بين قوى المقاومة بما يوازي قدرة المقاومة في لبنان، وأنها تقوم بتصنيع الكثير من أسلحتها وذخائرها، وأنها على خط الإمداد الإيراني دون تعقيدات الجغرافيا، وأنها تمتلك مهارات عسكرية عالية في صفوفها، كما ظهر في استهداف القاعدة الأميركية عند البرج 22 على الحدود الأردنية العراقية السورية، الذي فرض قبولا أميركيا بالتفاوض على الانسحاب من العراق بعد مقتل جنديين أميركيين.
- ربما فات البعض ان المقاومة العراقية التي انطلقت بصفتها تشكيلات منسقة ومنظمة مرة ثانية بعد تأسيسها في مواجهة الإحتلال الأميركي بين عامي 2003 و2011، وان التأسيس الثاني لكل فصائلها ترافق مع الحرب مع تنظيم داعش، تحت ظلال فتوى المرجعية من جهة، وبقوة التنسيق والرعاية المباشرة مع السيد حسن نصرالله، وأن استشهاد السيد نصرالله ومواكبة المرجعية لهذا الاستشهاد، يشكلان دافعا قويا لتحول نوعي في حجم ونوع مشاركة المقاومة العراقية، وأن ما رأيناه ليس إلا البداية فقط.
2024-10-04 | عدد القراءات 60