نقاط ع الحروف 10/10/2024

الحرب سجال…والجولة للمقاومة

نقاط على الحروف

ناصر قنديل

- الحرب سجال بين المتحاربين، هذه واحدة من قواعد الحرب، ولا شك أن الأيام التي مضت على المقاومة منذ تفجير اجهزة المناداة حتى اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، و القصف المتوحش على الضاحية الجنوبية وقرى وبلدات الجنوب والبقاع، كانت ايام لجيش الاحتلال، وقالت انها جولته بلا تردد، حيث نجح في توجيه ضربات مؤذية وكادت تكون قاتلة لو كان المعني جهة أخرى غير هذه المقاومة.

- في الحرب بين قوى المقاومة والاحتلال يبدو واضحا أن منهجية الاحتلال تقوم على تحديد جبهة الفعل ورمي كل الثقل المتاح لتدميرها بأدوات عسكرية وأمنية، والاستعانة بكل ما لدى حليفه الأميركي استخباريا وتسليحيا وقانونيا ودبلوماسيا لتمكينه من فعل ذلك بأعلى الامكانيات التي توفر فرص النجاح والفوز، وهذا ما فعله في خلال عشرة شهور على جبهة غزة، محاولا صناعة نصر ولو نسبي، وعندما فشل رغم كل القتل والتدمير والوحشية الاجرامية غير المسبوقة، قامت واشنطن بامداده بحزمة قاتلة أعدتها لإسقاط حزب الله بالضربة القاضية، لصناعة نصر على القوة المحورية في قوى المقاومة التي يمثلها حزب الله، ليقطف ثمار هذا النصر معه على كل جبهات محور المقاومة بما فيها إيران.

- أمضى حزب الله أياما يلملم جراحه، لكنه ثبت في جبهة الإسناد وإطلاق الصواريخ على مستوطنات شمال فلسطين المحتلة مؤكدا قدرته على النهوض، حتى جاء الظهور الأول لنائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم وتوالت بعده الإشارات التي تقول بأن الحزب بصفته قلب هذه المقاومة يتعافى ويتماسك ويستعيد زمام المبادرة، وبعد الظهور الثاني لنائب الأمين العام كانت الإشارات أقوى، خصوصا عندما تم إدخال معادلة الردع مجددا على أدوات الحرب، من خلال قصف حيفا وأحيائها السكنية والاقتصادية، بعدما قالت جبهات الحرب البرية الكثير عن مدى قوة الحزب العسكرية وتماسك بنيته القتالية.

- الجولة الآن للمقاومة، أن طريقة المقاومة التي قدمتها علنا على لسان أمينها العام خلال أحد عشر شهرا من الحرب، كما قدمتها المقاومة في غزة طوال شهور الحرب، تقوم على معادلة معاكسة لمعادلات الاحتلال، فهي لا ترمي بثقلها وتضع ما بين أيديها فورا على الطاولة، بل تعتمد التدرج البطيئ في إظهار أوراق قوتها واستخدامها، وحرب الاستنزاف هي حرب المقاومة التي تنتصر عندما تجعل عدوها يصاب باليأس من مواصلة الحرب والرهان على تحقيق النصر، وتصير أكلاف الحرب أعلى من عائداتها المرتقبة ومن أكلاف وقفها، ويصير الرأي العام داخله مساندا لوقف الحرب بعدما كان مساندا لاستمرارها وتصعيدها.

- المقاومة لم تستخدم بعد كثيرا مما لديها وما يعلم عدوها أنه لديها، لكنها دخلت مرحلة اظهار بعض من هذا الكثير، وهي اليوم تمسك بمفاصل الحرب التي لا يملك معها جيش الاحتلال الا التباهي بعمليات الاغتيال التي أدت مهمتها انتهت مفاعيلها مع نهوض المقاومة واستعادتها لعافيتها، ولو بقيت الآلام والجراحات في النفوس بآثار يصعب محوها، وخلال اسبوع مضى توقف الناطق بلسان جيش الاحتلال عن التحدث عن إنجازات في العملية البرية بعدما صار مصدرا للسخرية هو و مزاعمه التي تكذبها وقائع صارخة، عن فشل جيشه بتحقيق أي تقدم في أي نقطة من نقاط القتال، بينما تدخل المقاومة كل يوم جديد على أدوات حربها.

- هذه الجولة للمقاومة، أمر بات واضحا وأكيدا، بعدما صارت الجبهة البرية في يومها العاشر تحكي عن إمساك المقاومة بالسيطرة وزمام المبادرة، وصارت حيفا ميدان تصويب لصواريخ المقاومة، وجاء الهدهد بنسخة جديدة عن أهداف رادعة مقابل الاستهدافات التي تطال البنية السكانية والخدماتية والمؤسسات الصحية والتربوية، وكل شيء يقول إن كل يوم سوف يحمل المزيد من الياس للمستوطنين من جدوى رهانهم على حكومتهم وجيشهم، لضمان التلذذ الآمن بقتل المزيد من النساء والأطفال في غزة ولبنان، فكلما قتل المزيد في غزة ولبنان سيسقط المزيد من الصواريخ فوق رؤوسهم و تشتعل الحرائق في مستوطناتهم، ولن تكون مؤسساتهم الخدماتية وأماكن سكنهم بمنأى عن الاستهداف، وأن ثمن الأمن الذي يحلمون باستعادته هو أن توقف حكومتهم ويتوقف جيشهم عن خوض هذه الحرب الإجرامية المتوحشة.

- المقاومة تدافع عن شعبها ولا تقتل للقتل، ولا تحرق للثأر، انما لتدفع المتلذذين بالقتل والحرق الى اليقين بانهم سوف يشربون كأس السم نفسه الذي يستمتعون برؤية سواهم يتجرع مرارته.

 

2024-10-10 | عدد القراءات 46