التعليق السياسي 15/10/2024

الإعلام حدود الحرية والجريمة

التعليق السياسي - كتب ناصر قنديل

- أن يخرج أحد من الإعلاميين ويقول انه لا يوافق حزب الله على قرار فتح جبهة الإسناد لغزة، وأنه لم يقتنع بما قاله حزب الله عن اعتبار ذلك دفاعا استباقيا عن لبنان، فهذا كلام وحق تعبير يكفله الدستور، وهو من صلب مفهوم حرية الإعلام.

- أن يخرج أحد ويضيف على ذلك أنه لهذه الأسباب فهو لا يعتبر العدوان الاسرائيلي على لبنان عدوانا بل حربا على حزب الله وليس من واجب اللبنانيين الوقوف في وجه هذا العدوان او المشاركة في أعباء هذه الحرب، فذلك اضعاف الشعور الوطني في زمن الحرب يعاقب عليه القانون، وان اضاف اليه الوانا طائفية ومذهبية ومناطقية فهو اثارة النعرات والعصبيات بما يجعل العقوبة مشددة، لكن حتى هذا النوع من الاستخدام السيء والمريض للحرية يمكن التسامح معه باعتباره بعضا من الأمراض اللبنانية.

- المشكلة أن هناك في الإعلام من يعمل لدى العدو، فيقول إن مسلحين من حزب الله يتواجدون في مراكز إيواء النازحين، مقدما التغطية والتحريض لاستهداف هذه المراكز، وهناك من يتطوع ويقول ان هناك مستودعات للأسلحة تنفجر بسبب الغارات التي استهدفت بعض مناطق الضاحية والجنوب والبقاع مانحا المشروعية للاستهداف، وقد تبين أنها قنابل موقوتة يرميها طيران الاحتلال لتتفجر تباعا وتبدو مستودعات أسلحة تتفجر، ومثلها كثير من الجرائم التي لا يمكن التهاون معها، ولا يجوز التهاون معها، وهي أشد وطأة من التخابر مع الاحتلال، لأنها عمالة لا تحتاج إلى إثبات، و تقديم خدمات للعدوان دون أن يرف لصاحبها بسبب الحقد جفن.

- الدولة بمؤسساتها ملزمة بالتحرك، وزارة الاعلام والمجلس الوطني للإعلام في غياب تام، والقضاء لم يظهر له تحرك عساه لا يكون غائبا ايضا، والمؤسسات الأمنية التي كانت تلاحق تغريدة تزعج حاكم مصرف لبنان، اين هي من هذه الجرائم الموصوفة؟

- لا يطلب اللبنانيون ان يكون حالهم كحال الكيان، الذي يتخاصم فيه السياسيون لكنهم متحدون في حال الحرب، وتفرض الرقابة العسكرية تدخلها في كل ما ينشر، لكن من غير المقبول في حال الحرب التي صارت الأدوات الإعلامية بعضا أساسيا من أدواتها الأمنية هذا الفلتان، إذا تسامحنا مع الفلتان في صياغة الرأي العام والتلاعب به.

 

2024-10-14 | عدد القراءات 55