التعليق السياسي 28/10/2024

النهوض الاستثنائي للداخل

التعليق السياسي - كتب ناصر قنديل

- منذ معركة سيف القدس وما فعله فلسطينيو الأراضي المحتلة عام 1948، وما مثله من تهديد سياسي بانتفاضة دقت ابواب قادة الكيان وأمنه، وضعت مؤسسات الأمن في الكيان ثقلها لقمع أي احتمال لحضور فلسطيني الداخل في المواجهات التي جاءت بعد سيف القدس، وظهر ذلك جليا خلال سنة من طوفان الأقصى، ومصاعب إطلاق تحركات تضامنية مع غزة بوجه حرب الإبادة في مدن وبلدات الداخل، رغم المحاولات الحثيثة لذلك واشتعال المشاعر بين فلسطينيي ال 48.

- هذا الكبت المتمادي لم يلبث أن وجد طريقه للانفجار عبر عمليات فردية بطولية ينفذها الفلسطينيون في الداخل ضد الاحتلال ومستوطنيه، مع تركيز ذكي مدروس على جنود جيش الاحتلال، والملفت في هذه العمليات اعتمادها على إمكانات بسيطة، مرة نزع سلاح شرطي بطعنة سكين، ومرة بطعن مجندة وإطلاق النار من سلاحها، وأمس كان الحدث الضخم من صناعة الشاب الفلسطيني رامي ناطور "نصرالله"، حيث الحصيلة لعملية دهس نفذها بشاحنته كانت 50 إصابة منها 15 بحال الخطر.

- بدأ المعلقون في قنوات التلفزة العبرية يسألون وزير الأمن ايتمار بن غفير عن النتائج التي يحصدها الكيان من سياساته الدموية والشديدة العنصرية بحق الفلسطينيين، فهل يبدو المستوطنون أشد أمنا مع قبضته الوحشية في السجون وسياساته بتسليح المستوطنين المتطرفين في الضفة الغربية وسياسات اقتحام المسجد الأقصى والتهديد بهدمه، أم ان الكيان الذي يخوض حروبا على عدة جبهات قد أوجد بنفسه جبهة جديدة تشكل جبهة حرب بنتائجها، التي تعادل جبهة حرب، وتتفوق بعدد القتلى والجرحى على بعض الجبهات؟

- بمقدار ما كانت السياسات القائمة على تجاهل الحقوق السياسية للفلسطينيين على قاعدة وهم صياغة معادلات المنطقة عبر تهميش القضية الفلسطينية، سببا جوهريا في نمو المقاومة في الضفة الغربية والقدس خلال سنوات مضت، وكانت السبب في طوفان الأقصى، تبدو هذه السياسات ذاتها قد بدأت تحصد ثمار وحشيتها في الداخل الفلسطيني، وشبح الحرب بين المستوطنين والسكان الأصليين في الضفة الغربية الذي يخشاه بعض مفكري الكيان، يبدو أنه يتمدد ليشمل الداخل ايضا.

 

2024-10-28 | عدد القراءات 69