ماذا سيتغير بعد الانتخابات الأميركية؟
التعليق السياسي - كتب ناصر قنديل
- لا يكاد يمر مقال سياسي حول أي قضية على الساحة الدولية دون أن يتضمن اشارة الى انتظار نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية، فهل لهذه الانتخابات هذا التأثير؟
- الأكيد هو أن أميركا طرف مباشر في كل أزمات العالم، من حروب المنطقة التي يخوضها كيان الاحتلال بدعم أميركي مفتوح، الى الاحتلال الأميركي لسورية والعراق، والحرب الباردة الدائرة بين أمريكا وإيران، مع شحنة من السخونة يضيفها عليها الدور الذي يلعبه الكيان باشراف اميركي لمحاولة تحجيم الوزن الإقليمي لإيران كقوة صاعدة، اما خارج المنطقة فإن المعلوم هو أن الأزمات الكبرى مع روسيا والصين مصدرها قضايا وعناوين تتصل بالدعم الأمريكي لكل من تايوان وأوكرانيا.
- أميركا دولة قوية ومقتدرة وتستطيع توفير إدامة الحروب أو وقفها، فهل يمكن أن تؤثر الانتخابات الرئاسية في رسم اتجاه الحركة الأميركية وما هي حدود هذا التأثير في المنافسة الدائرة بين المرشحين الديمقراطية كمالا هاريس من جهة والجمهوري دونالد ترامب من جهة مقابلة؟
- اذا كان ترامب يرفع شعار أميركا أولا ويسعى عموما الى تقليص التدخل في الحروب أو شن حروب جديدة، فإن هذا الشعار الذي حمله قبل ولايته الأولى لم يرى النور عمليا وتابعت ادارة ترامب التدخلات التي بدأت في عهد سلفه الديمقراطي أوباما، خصوصا في حرب سورية التي كانت مشتعلة في ذروتها، واضطر ترامب للتراجع مرتين عن قرار بالانسحاب من سورية.
- في دعم كيان الاحتلال يبدو ترامب أكثر تطرفا من الديمقراطيين، لكن ما يمكنه تقديمه اضافة للدعم السياسي والتبني الأعمى للمواقف الاسرائيلية، لن يكون كافيا لتوقع تغيير جوهري في الحروب التي يخوضها الكيان، لأن الإدارة الديمقراطية في عهد الرئيس جو بايدن قدمت المال والسلاح والدعم الاستخباري والدبلوماسي والضغط غير القانونية على المحاكم الدولية دعما لحروب الكيان، وبقي تجييش القوات الأميركية لخوض حروب الكيان، وهو ما لم تستطعه إدارة بايدن ولن تستطيع إدارة ترامب فعله، ما يعني أن وصول ترامب للرئاسة سيقدم شحنة دعم معنوي للكيان لكن موازين الحروب لن تتغير.
- كلام المرشحة كمالا هاريس عن أولوية وقف حرب غزة يبقى بلا قيمة أيضا، لأن الأمر في النهاية هل سوف تهدد هاريس بوق فالسلاح عن الكيان لاخضاعه لمعادلة وقف الحرب، والجواب هو قطعا بالنفي، ولذلك فعالية الكلام هي صفر هنا.
- الالة الأميركية العسكرية والأمنية والمالية تقودها دولة عميقة تقف خلفها تكتلات اقتصادية عملاقة، ويشكل البنتاغون والمخابرات عقولها وذراعها، وهي واحدة وموزعة بين الحزبين ومعسكرات المرشحين، ورؤيتها تنبع من المصالح العميقة للمشروع الاستعماري الإمبراطوري الأمريكي، وحدود التأثير الناجم عن تغيير اسم الرئيس سيبقى طفيفا.
2024-11-02 | عدد القراءات 50