ملحمة الخيام
التعليق السياسي - كتب ناصر قنديل
- في كل جبهات القتال يجد جيش الاحتلال أنه يواجه شبكة قرى وبلدات ومدن تتكامل وتتواصل، لتشكل عقدا قتالية يصعب الفك بينها، فهذا هو حال عيتا الشعب وراميا و صربين وكفرا وياطر، وهو حال مارون الراس و يارون وبنت جبيل و عيترون وعيناتا، وحال ميس الجبل و بليدا ومركبا ورب الثلاثين والطيبة و طلوسة ومجدل سلم، ومثلها شمع والجبين وطير حرفا والبياضة ومجدل زون.
- تكاد تكون الخيام وحيدة فريدة في حالتها، حيث تقع المطلة بينها وبين كفركلا والعديسة، وتقع الغجر على خط يعطل تواصلها مع كفرشوبا، وامامها بلدات القليعة ومرجعيون حيث يصعب على المقاومة التموضع، لذلك ركز الاحتلال على معركة الخيام وخصص لها فرقتين، الفرقة 210 من جهة الشمال والشرق، والفرقة 98 من جهة الجنوب والغرب، وخلال شهر شن عليها هجمتين استراتيجيتين توزعت كل منهما على عشرات الهجمات التكتيكية.
- بقي جيش الاحتلال يقاتل على اطراف الخيام الشرقية والجنوبية، والمناطق المفتوحة الفاصلة بينها وبين نقاط تمركزه، وبقيت محاولات الوصول الى وسط المدينة التي تعادل في مكانتها مدينة بنت جبيل، بعدد سكان متقارب، حوالي 35 ألف نسمة لكل منهما، ونجحت الخيام بالصمود واستبسلت المقاومة في القتال داخلها وفي الدفاع عنها من خلال شبكة حماية توزعت على التلال القريبة والبعيدة.
- وضعت المقاومة خطة الدفاع عن الخيام مستفيدة من التطور في اسلحتها بالمقارنة مع خطة القتال في حرب تموز 2006، حيث لعبت الصواريخ القصيرة المدى وصواريخ الكورنيت دورا فعالا في تشتيت القوات المهاجمة وارتباكها وايقاع الخسائر بوحداتها البرية وآلياتها، وتولت مجموعات المقاومة داخل المدينة مهمة الالتحام المباشر بالنيران من مسافة صفر مرارا.
- بعد شهر من المعارك فشلت كل محاولات الاحتلال السيطرة على مدينة الخيام، واعتمادها قاعدة ارتكاز لبناء رأس الجسر الذي يريده الاحتلال للوصول الى ضفاف نهر الليطاني والاحتفال بصورة نصر، فحمت الخيام كل الجنوب من هذه الصورة المخزية التي يسعى رئيس أركان الاحتلال لالتقاطها على ضفاف النهر عند جسر الخردلي.
- الخيام تكتب ملحمة المقاومة التي سطرتها بنت جبيل عام 2006.
2024-11-22 | عدد القراءات 41