طوفان العائدين يحاصر الاحتلال وصورة النصر والهزيمة في مواقف المهجرين
بري: لبنان أحبط العدوان…وميقاتي: الجيش الى الجنوب…وهستيريا الاحتلال
المقاومة: نراقب التطبيق وجاهزون…وهوكشتاين لحكومة بعيدة عن حزب الله
كتب المحرر السياسي
لم يكد يدخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ فجر أمس، حتى كان طوفان العائدين يغمر الطرقات الذاهبة الى الجنوب، وصولا الى القرى الواقعة على حافة الحدود، يحملون صور سيد المقاومة وشهيدها السيد حسن نصرالله وأعلام حزبها الصفراء ومعها صور رئيس مجلس النواب نبيه بري واعلام حركة امل الخضراء، وكان المشهد المهيب يقول إن أحد أهداف العدوان قد سقط، وهو ربط عودة النازحين بالانتهاء من الترتيبات الأمنية التي نص عليها الاتفاق ضمن مهلة 60 يوما، بما يمنح الاحتلال وقتا كافيا للقيام بترتيبات تخضع سكان القرى الحدودية لنظام أمني خاص بالترهيب بالنار، فكانت مفاجأة العودة الفورية، فارتبك جيش الاحتلال، ولجأ الى سلوكيات هستيرية من نوع اطلاق النار على الناس والصحافيين، وصولا إلى إصدار أوامر للجنوبيين بالامتناع عن العبور من وإلى الجنوب من الخامسة بعد الظهر الى السابعة صباح كل يوم، مسجلا أول انتهاكات اتفاق وقف النار.
كان مشهد النازحين والمهجرين على ضفتي الحدود كفيلا بحسم النقاش حول معيار النصر والهزيمة في الحرب، حيث كان المهجرون من مستوطنات شمال فلسطين المحتلة يرفضون العودة رغم الدعوات والمناشدات، بينما كانت عودة الجنوبيين بزخم استعاد صورة يوم 14 آب 2006، يظهر كيف يعود المنتصر، وكيف يكون المهزوم محبطا وكئيبا.
في بيروت تلاحقت المواقف المواكبة لاتفاق وقف إطلاق النار، فكانت مواقف لرئيس مجلس النواب نبيه بري تدعو للتمسك بالوحدة الوطنية التي أظهرتها الأيام الصعبة للحرب، مؤكدا على أولوية انتخاب رئيس جديد للجمهورية، مشيرا الى ان لبنان أحبط أهداف العدوان، بينما ترأس رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي اجتماعا حكوميا لاقرار الاتفاق، أعلن بعده ميقاتي عن الالتزام بإرسال الجيش اللبناني إلى الجنوب، داعيا الى المساعدة في تمويل حاجات الجيش.
غرفة عمليات المقاومة قدمت كشف حساب عملياتها التي زادت عن 4000 عملية منذ طوفان الأقصى، أعلنت أنها تراقب تنفيذ الاتفاق من قبل قوات الاحتلال، مؤكدة على جاهزيتها للتصدي لأي عدوان أو عمل عدائي.
الحدث اللافت والمستغرب كان في الكلام الصادر عن المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين، الذي قال ان على اللبنانيين المسارعة لانتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل حكومة بعيدا عن حزب الله، بما دعا إلى التساؤل، هل تساعد واشنطن بهذا الخطاب على انجاح تنفيذ الاتفاق الذي ترعاه ام تكشف أهدافهم المبيتة معرضة الاتفاق للخطر؟
2024-11-28 | عدد القراءات 256