حدود التزام المقاومة هي الاتفاق وليس تفسيراته
التعليق السياسي - كتب ناصر قنديل
- كرس الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم جزءا من كلمته يوم أمس لشرح حدود التزام المقاومة بما تفرضه عليها موجبات القرار 1701 كما وردت في الاتفاق، في رد ضمني على موجة تفسيرات أعادت طرح مستقبل سلاح المقاومة إلى الواجهة، والحديث عن القرار 1559.
- قال الشيخ قاسم أن "الاتفاق يدعو إلى انسحاب إسرائيل من كامل الأرض اللبنانيّة وإيقاف عدوانها، بالمقابل يُمنع تواجد المسلّحين وسلاح المقاومة في جنوب نهر الليطاني، حيث ينتشر الجيش اللبناني الوطني كقوّة مسلّحة وحيداً. إذًا هو اتّفاق محصور بمنطقة جنوب نهر الليطاني، أمّا القرارات ذات الصلة وآليّاتها المختلفة والواردة في داخل القرار 1701، والتي لم يتعرّض لها الاتّفاق في آليّاته التنفيذيّة، لأنّ الآليّات التنفيذيّة مُقتصرة على جنوب نهر الليطاني وليس شيئًا آخر، وإن أشارت إلى غير ذلك فهي إشارة للعودة إلى القرارات ذات الصلة وإلى المضمون التفصيلي الآخر 1701".
- خطاب الشيخ قاسم يرسم خطا أحمر يسبق اجتماع لجنة الشكاوى والمراجعات التي يراد تنصيبها حاكما عسكريا للبنان، وكما ورد في تعليقات أميركية وإسرائيلية فان الانسحاب الاسرائيلي مشروط بإنجاز الجيش اللبناني لمهمة وقف إمدادات حزب الله وفتح ملف سلاحه، وحتى ذلك الحين لا تصنف عمليات المطاردة الإسرائيلية النارية بصفتها خروقات لاتفاق وقف إطلاق النار.
- اجتماع اللجنة اليوم يعتبر تأسيسيا ومفصليا، بين خيارين، صمود اتفاق وقف إطلاق النار أو بدء تفككه وانهياره، فإذا تمسك الأميركي والاسرائيلي بفهم ملتو للاتفاق فهذا يعني أن الاتفاق يحتضر، وأن المقاومة سوف ترفع وتيرة ردودها على الخروقات التي سوف تستمر عندها ولا توصف بالروقات من الجانب الأميركي حتى لو سجلها الجيش اللبناني خروقات للاتفاق وفقا للنص الذي صدر، اما اذا تقيد الأميركي بنص الاتفاق فلا يبدو ان الاسرائيلي يملك زخم الانفراد بالرفض وتعريض الاتفاق للسقوط.
- المقاومة وفق كلام الشيخ قاسم متمسكة بالاتفاق ولا تسعى لإسقاطه ولا تضع العراقيل في طريق تنفيذه، وهي جاهزة لأداء موجباتها دون الدخول في مماحكات لفظية تستطيع التذرع بها للتهرب كما يفعل الاحتلال أمام موجباته، لكنها مخلصة لبلدها وتعهداتها، فان تم تثبيت وقف النار وتوقفت الخروقات، فهي جاهزة لفعل ما عليها فعله بالتوازي مع الانسحاب الاسرائيلي لتكون منطقة جنوب الليطاني عهدة حصرية للجيش اللبناني.
2024-12-06 | عدد القراءات 226