الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي لم يكن لديه الوقت لينتظر زملاءه قادة الدول العشرين الأهم في العالم لإلقاء تحية الوادع في قمة أوستراليا نهاية العام الماضي ، يجد مزيدا من الوقت ليلتقي الرئيس المصري الجنرال عبد الفتاح السيسي مرتين في أقل من عام ، دون أن يتذكر أن ساعات النوم أهم عنده .
ليست مواعيد قمم الرئيس بوتين ترفا ، ولا هي علاقات شخصية ، إنها سياسة الدولة العظمى المشحونة بالطريقة الشخصية للرئيس بوتين بالتعبير ، فالحاجة للنوم في قمة أوستراليا رسالة ، والمجي إلى القاهرة رسالة . ي
أتي الرئيس بوتين ووراءه صورة ما أنجز في اوكرانيا ، من صمود لحلفائه في جيوش وجمهوريات الشرق ، التي هزمت جيش كييف المدعوم من واشنطن وفرنسا وألمانيا ، وقد جلب المستشارة أنجيلا ميركل والرئيس فرنسوا هولاند إلى بيت الطاعة في الكرملين للإعلان عن وثيقة مشتركة حول اوكرانيا تتضمن وقف التسليح وإعلان بدء حل سياسي إمتنع الغرب عن تسهيله رهانا على إستنزاف روسيا وحلفائها الأوكرانيين ، بالتزامن مع حرب أسعار النفط التي تقودها واشنطن ضده وتنفذها السعودية ، وفيما تمانع فرنسا وألمانيا بالذهاب لقمة جديدة في مينسك عاصمة روسيا البيضاء حليفة روسيا ، التي يريد بوتين فرضها شريكا رابعا في الحل ، تشتعل جبهات القتال الأوكرانية مجددا ويحقق حلفاء بوتين المزيد من الإنتصارات .
يصل بوتين إلى القاهرة ، ليوجه رسائل متعددة الإتجاهات والمضامين ، محورها كلها نحن شركاء .
يقول بوتين من القاهرة لواشنطن نحن شركاء ، وفي الشرق الأوسط لا يمكن تجاهل روسيا ، ومصر التي تعبرونها حليفا لكم هي حليف لنا ، وسنسلح جيشها بأفضل ما عندنا دون إذن إسرائيل الذي تشترطونه على كل قطعة سلاح تصل إلى جيشها ، وفي الحرب على الإرهاب نحن معها بتصنيف الأخوان المسلمين تنظيما إرهابيا ، بينما أنتم تعارضون .
يقول بوتين لتركيا نحن شركاء ، أقمنا تفاهما إقتصاديا يحقق المصلحة المتبادلة ، لكن روسيا لا تحكم تحالفاتها بحساب ما يرضيكم ، أو يغضبكم ، قرارها المستقل يدفعها لبناء العلاقات الأفضل مع مصر ، ورغم ما تفعلونه لتقويضها ، سنفعل ما نستطيع لدعمها وتعزيز قوتها . يقول بوتين للسعودية ، نحن شركاء ، فنحن أكبر بلدين في سوق النفط العالمي الذي تخربونه كرمى لعيون السياسة الأميركية وتخسرون لتخسرونا ، لكننا لن نغير في سياستنا المصرة على كوننا شركاء كاملين لأميركا في العالم ، ولن تجعلنا حرب الأسعار نتراجع ، ومن القاهرة روسيا تقول لكم أوقفوا الإنتحار فلن يتغير شيئ ، ومثلما نقف مع مصر لأن فيها رئيس نثق به وجيش وشعب يواجهون الإرهاب نقف مع سوريا ورئيسها وجيشها لذات الإعتبارات ، وسنبقى نسلح الجيش السوري وندعم الرئيس السوري بمثل ما نسلح الجيش المصري وندعم الرئيس المصري .
للرئيس عبد الفتاح السيسي سيقول بوتين من القاهرة ، نحن شركاء ، تشجعوا لملء مقعدكم الشاغر في المساعي الخاصة بالحل السياسي في سوريا ، ولا تنتظروا موافقة أحد ، فمصر أكبر من ان تنتظر وتستأذن أحدا ، وسيجد الأميركي المرتبك والذاهب لتفاهم مع إيران ، و السعودي المنشغل باليمن والمنكفئ عن سوريا ، أنكم خشبة خلاصهما ، و القيادة كما تعلم مدارس تخريج الجنرالات شجاعة الإقدام ، وروسيا تنتظر أن ترى جنرالا يقود مصر ويسترد لها مكانتها القيادية في منطقة تعاني من فراغ القيادة .
ستصل رسائل بوتين ، فروسيا على عتبة إعلان إنتصاراتها ، ولا وقت لدة الرئيس بوتين للنوم هذه الأيام .
2015-02-10 | عدد القراءات 2199