ديمستورا يحلم بالحل على الطريقة اللبنانية لكنه سيرجع خائباً..... بدء الحل السياسي في اوكرانيا هو انتصار لروسيا و تثبيت مكانتها و دورها كقوى عالمية عظمى .... اليمن يغير و جه المنطقة و ينهي زمن الهيمنة السعودية .
تحدث الاستاذ ناصر قنديل رئيس شبكة توب نيوز ورئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية عن أخر التطورات والمستجدات بقراءة تحليلية لأحداث المنطقة والعالم هذا العالم الذي يرسم على إيقاع إنجازات المقاومة وصمود سورية وثبات إيران وحضور روسيا وصعودها إلى المعادلات الدولية الكبرى كقوة تحجز لذاتها مكانا كشريك كامل في صناعة القرار ...مع سوريا وإيران والمقاومة وروسيا حركة الشعوب التي إستلهمت هذا النهوض وقرأت موازين القوة وبدأت بتصحيح المسارات العرجاء والتي اخطتت زورا بإسم حركة الشعب واطلق عليها بهتانا بإسم الربيع العربي .. نحن أمام مجموعة من المتغيرات المتلاحقة والمتتالية .. أشار قنديل اننا أمام حدث روسي كبير والذي جرى نجاح بوتين بإستدراج الموقف الاوروبي معبرا عنه بالفرنسي والالماني إلى الحظيرة التي رسمتها روسيا وجعلتها عنوان المتغيرات بثبات شرق أوكرانيا وصمودها أمام حرب الاسعار والرسالة التي تتضمن هذا الصمود أن روسيا لن تتراجع ولن تهزم ولن تنجحوا بإفلاسها .. وذكر قنديل وكما جاء بصحيفة نيورك تايمز أن روسيا تفاوض السعودية لمقايضة وقف حرب الأسعار أي وقف إغراق السوق النفطية من قبل السعوديين باستعداد روسي لمقاربة جديدة في سورية عنوانها الاستعداد للبحث بصيغة تتخل عن الرئيس بشار الاسد وجاء النفي الكاسح للعرض الذي تتضمنه الخبر المزور هذا المحور قطع شوطا كبيرا في القمة الثلاثية الذي استضافها الكرملين والذي ضمت الرئيس بوتين وهولاند وميركل وخرجت بوثيقة سياسية وافقت عليها قيادة كييف .و التالي بدأت أوكرانيا تتجه نحو الخيار السلمي على قاعدة دستور جديد ودور معترف به .. لدنيا ثلاثة محاور في حلقة اليوم : 1_المحور الروسي الاوكراني 2_المحور الخليجي اليمني 3_المحور الثالث وهو المبادرة التي جاء بها دي مستورا في عرضه أمام وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في بروكسل القسم الاول :المحور الروسي الاوكراني : بوتين يريد اعطاء العالم نموذج عبر دعمه ايران و سورية أشار قنديل :أنه في الوقت الذي يبدو واضحا أن هناك تعاون روسي أمريكي بدأ منذ إتفاق السلاح الكيميائي في سورية بناءا عليه عادت الاساطيل البحرية من عرض البحر المتوسط وسقط خيار الحرب على سورية . ولفت قنديل : أن العد التنازلي الذي بدأ مطلع العام وانتهى بشهر أيار بلقاء كيري لافروف أثبت أن خيار الحرب على سورية قد سقط .وجاءت معركة القصير لتقول أن ميزان القوى قد تبدل , فذهبوا الى الدوحة وقالو لن نعود ب30 حزيران الا و أن يكون ميزان القوى قد تعدل, فبدأ الحشد ....وفي تموز استخدموا السلاح الكيميائي في الغوطة لإتهام الدولة السورية . و اكمل قنديل حديثه بأن الرهان الامريكي كان على نفاذ الوقود الروسي أي قدرة الصمود الامنية والاقتصادية . اما الرهان الروسي فكان على نفاذ الوقت الامريكي . فلا وقت لديه أمام الحرب على الارهاب في الشرق الاوسط والانسحاب من أفغانستان و عليه ألا يتباطأ في الانخراط مع القوى الفاعلة والحية التي لابد منها من أجل الوصول الى نظام اقليمي في الشرق الاوسط يتمكن من مواجهة الارهاب وتمدده نحو الغرب ويتمكن من احتواء النتائج الناجمة عن الفراغ الاستراتيجي العسكري في هذا البر الاسيوي والانسحاب الامريكي وبذلك الوقت يكون الامريكي لم يخلي الساحة لتلاقي روسي صيني ايراني سيتم عبر أفغانستان المخلاة من الوجود العسكري الامريكي بل يكون الاتفاق ضمن خطوط عريضة متفاهم عليها تشكل الضمان للمصالح الامريكية . وقال قنديل : نحن الان أمام معادلة جديدة في أوكرانيا هذه المعادلة خاضتها روسيا تحت شعار لا لتسليح الجيش الاوكراني التابع للغرب مقابل أن روسيا أمددت جيش الشرق في الحمهوريتين الشرقيتين المنفصلتين بكل قدرات الصمود ودارت المواجهة وفشل جيش الغرب بكسر إرادة جيش الشرق والنتيجة أن هولاند يتحدث أن لاجدوى من تسليح جيش كييف وميركل تتحدث عن أهمية الحل السياسي والنتيجة هو الوصول الى قمة الكرملين التي انتهت بالوثيقة (وقف إطلاق النار –اجتماع منفيسك والتي فرضها الروسي للحل في أوكرانيا
و تابع قنديل كلامه : إن خريطة اوروبا حسب ما كان يريده الامريكي هو لجعلها خط النار الاول بالمواجهة مع روسيا يعني ستكون اوكرانيا و جورجيا جزء من الحلف الأطلسي, و درع صاروخي ينتشر مقابل الجيش الروسي ,و بالتالي ساحة المواجهة المقبلة ستكون: تهدئة في الشرق الاوسط انطلاقا من الحرب على الارهاب و التفاهم مع ايران و بالتالي تهميش مكانة الشرق الاوسط الاستراتيجية ,و فيه ياخذ الروسي دورا جزئيا بصياغة الحلول و التفاهمات مقابل استدارة الى اوروبا لتحويلها الى كتلة اطلسية كاملة و عسكرة المواجهة , و تكون قاعدة ارتكاز للامريكي لبلوغ حدود روسيا و استقطاب ماحول روسيا لتصبح تحت الحصار,بالاضافة الى العقوبات الاقتصادية , و بالتالي تتمكن امريكا من بلورة نظام عالمي جديد على قاعدة ان روسيا شريك موضعي و لا مكان لها كشريك ندّي . و أشار قنديل ان بوتين تكلم باكثر من مناسبة عن ان روسيا ترفض هذا الخيار و ترفض الإهانة و ترفض اعتبارها جزء من المشكلة و ليست جزء من الحل و خاصة في الموضوع الاوكراني , فهذا زمن انتهى . كما قال بوتين و أن الامة الروسية بتاريخها و مواردها لا ترضى دور الصف الثاني كما هي دول اوروبا . و تابع قنديل أن بوتين يريد اعطاء العالم نموذج عبر دعمه ايران و سورية و خاصة للدول التي تتطلع للخروج من الهيمنة الامريكية و تريد التحقق من أن روسيا دولة عظمى و قادرة و يمكن الاعتماد عليها . و أضاف قنديل الى ان الجامع المشترك بين ايران و روسيا و الصين و سوريا هي أنها دول استقلال وطني تدافع عن حقها بخيارها و سيادتها و تتشارك بالمواجهة مع أمريكا . و لفت قنديل الى أن هذه المتغيرات هي بداية لزمن يكون فيه لروسيا اليد العليا . فبعد هذه التسوية لن يكون هناك انضمام لاوكرانيا و جورجيا للحلف الاطلسي , و لن لن يكون هنالك درع صاروخي و لا حرب أسعار بالنفط .فالتسوية في أوكرانيا هي اعلان نهاية القدرة على تركيع روسيا بالحرب و الاعتراف بها كشريك اوروبي كامل تمهيدا للاعتراف بها كشريك عالمي كامل , وتحييد اوروبا بأن تكون خط النار الأول بوجه روسيا و لاحقا ستصبح أوروبا بزعامة روسية ألمانية و تشكل مع الصين ثنائي آسيوي و مع سوريا ثنائي متوسطي و مع ايران ثنائي خليجي و مع البرازيل ثنائي امريكي لاتيني . القسم الثاني : المحور اليمني الخليجي : اليمن شكّل العلامة الفارقة الكبرى في تشكيل المشهد السياسي والامني والعسكري والاستراتيجي الجديد. تحدث قنديل عن المشهد اليمني أن هناك إعلان دستوري و مشاورات وصلت الى طريق مسدود أعطت القوى الثورية التيار الحوثي ثلاثة أيام لملئ الفراغ بعد نزولها الى الشارع وحاصرت القصور الرئاسية وفرضت هيبتها في كل مؤسساتها العسكرية والامنية والاقتصادية والاعلامية .وان هذا الفراغ الدستوري يراد به أخذ البلاد الى الفوضى ...والفوضى يعني تأكل الثورة وفقدان الناس للأمن والاستقرار . ولفت قنديل أننا على موعد مع كلمة لعبد الملك الحوثي رجح أن تشهد اعلاني دستوري وعن خطوة ثورية وهي تعديل لموازين قوى بالنهاية في طريقة التسوية والثوار يريدون حلا تسوويا والاخرون لن يجدوا مكان لهم في المعادلة وسيجبرون للعودة للتفاوض . أشار قنديل :أن لهذه القيادة درجة عالية من الذكاء والحنكة والاهم هو ذكاء الوقت من جهة ومرحلة الخطوات من حهة اخرى .وان هنالك مطالبة بتعديل مسودة الدستور وان منصور هادي أصدر مسودة الدستور تنسف إتفاق السلم والشراكة وعندما استشعرت القوى الثورية أن الامور تذهب للهيمنة بقوى هامشية بقوة الدعم السعودي , انتفضت ودخلت الى صنعاء وأدهشت بسرعة الحسم وحجم القدرة والامكانات الذي أظهرها الشعب بالشارع . اضطر منصور هادي ان يوافق على تعديل مسودة الدستور و لكنه قام بالاستقالة بطلب سعودي لعدم منحهم الشرعية لكن الثوار أدركوا اللعبة وأعطوا فرصة للقوى السياسية ثلاثة أيام لإيجاد بديل يسد الفراغ الدستوري. و تابع قنديل : اليمن الآن امام فرصة الذهاب الى تسويةة لكن ليست المواجهة هي الخيار الذي ينتظر اليمن باستثناء المواجهة مع القاعدة اما في المعادلة الداخلية فاليمن على سكة الوصول الى تسوية حتى لو اضطر التيار الثوري الى تشكيل مجلس انتقالي و حكومته و مجلسه الرئاسي . ورأى قنديل :أن مثل مافي اشمال الشمال شكلت أوكرانيا علامة التحول الكبرى بمستقبل التوازنات الاقليمية والدولية ..في جنوب الجنوب شكل اليمن العلامة الفارقة الكبرى في تشكيل المشهد السياسي والامني والعسكري والاستراتيجي الجديد خصوصا"بجهة الاعلان بأن زمن الحقبة السعودية قد ذهب الى غير رجعة . القسم الثالث : ديمستورا يحلم بالحل على الطريقة اللبنانية لكنه سيرجع خائباً. أشار قنديل ان ديمستورا يحلم بالحل على الطريقة اللبنانية و العراقية كما فعلها الابراهيمي من قبله . الرغم ان ديمستورا أكد ان لا حل دون الرئيس الاسد و مستقبل الرئاسة هو أمر يقرره السوريون على طاولة الحوار أو صناديق الاقتراع . وهو يعلم ان هذه المعارضة بالكاد تحصل على 15% من البرلمان ولكن ديمستورا يريد عمل كانتونات أمنية للمسلحين بكل أنحاء سوريا ثم دمجها بالجيش و إعادة هيكلة الاجهزة الامنية .بالرغم أنه صرّح أن مشاورات موسكو هي خطوة جيدة على طريق الحل السياسي لولا بعض تحفظات الحكومة السورية على بعض المشاركين . هؤلاء المشاركين هم نفسهم أزلام امريكا و تركيا و السعودية . و أضاف قنديل ان ديمستورا يريد تخفيض صلاحيات الرئيس و نقل السلطة الى مجلس الوزراء و يكون فيها رئيس الوزراء من الطائفة السنية و توزع الحصص طائفيا و هذه هي الطريقة اللبنانية ...... لكن جواب الدولة السورية كان ان لا مكان في الحوار لمن لا يعلن ان الاولوية هي للحرب على الارهاب و بالتالي يجب ان تتشابك الايدي و تقام المصالحات الوطنية بين الدولة و المعارضة ليكون الجيش محميا بكل شرائح المجتمع في حربه على الارهاب ...وان نتائج صناديق الاقتراع هي تعبير عن سيادة الشعب و عن الديمقراطية ... و أضاف قنديل ان سوريا لن تسمح بالحل على الطريقة اللبنانية الطائفية التي تعتبرها اشد من حربها على الارهاب . و أكد قنديل :أن ديمستورا سينسحب ويرجع الى الثوابت هذه الثوابت هي :لادور في الحوار الإ من يسلم بأولوية الحرب على الارهاب وأن الجيش هو عماد هذا الحرب .والحوار له خارطة طريق للوصول الى حكومة تشرف على انتخابات وفي الانتخابات من يحوز الثلثين يحق له الكلام بالدستور و الرئاسة. و من يحوز ( نصف +1) سقفه الحكومي وعليه أن يتقبل أن الرئيس باق لأن الدستور يعطي مدة لولايته بصلاحياته . ومن يحصل أقل من النصف فهو شريك حقيقي . و من يحوز أقل من الثلث يجب ان يقبل بحصته. واختتم قنديل بقوله :أن هذه المعادلة هي خارطة الطريق للحل السياسي ومتفق عليها بين سورية وروسية وإيران .. تحرير : ب ف
2015-02-10 | عدد القراءات 3873