جبهة الجولان هي المفصل الجغرافي الفاصل في رسم خريطة المنطقة ، بعدما بدا أن قلب سوريا وقلب العراق محسوم لصالح الجيشين السوري والعراقي ، وان شمال سوريا وشمال العراق ، حيث جبهة الحرب على داعش ، لا يمكن تشريعها وتطبيع التعامل معها ، لا إقليميا ولا دوليا ، وأن العين الغربية والعربية هي على جبهة النصرة كبديل معتمد للجيش الحر المنهار ، ومحاور النصرة ترتكز لجنوب سوريا ، وللتواصل عبر الحدود مع كل من إسرائيل والأردن .
خاضت سوريا والمقاومة معركة تحجيم جبهة النصرة في القلمون وجرود عرسال ولبنان وريف دمشق بغوطيته ، لكن كل شيئ كان ينتظر الحدث الأبرز .
لم يعد خافيا أن غارة القنيطرة التي إستهدفت شهداء المقاومة كانت لتعطيل ترتيبات تحضيرية لهذا الحدث الأبرز ، لإنهاء الحزام الأمني افسرائيلي على حدود الجولان ، وإنهاء الرهان على جبهة النصرة كحصان للرهان بديل من الجيش الحر في الحرب على سوريا .
جاءت عملية مزارع شبعا لتضع سقف ردع يحمي الحدث الأبرز .
الحدث الأبرز ها هو يجري في جبهة جنوب سوريا ، حيث يتابع العالم المعارك المتدحرجة التي يخوضها الجيش السوري ومعه قوى المقاومة ، و النجاحات السريعة التي حققها تقدم القوات المهاجمة في المنطقة الوسطى الفاصلة بين محافظتي درعا والقنيطرة ، والتي تتقاطع عند نقطة بيادر العدس التي حسمها الجيش السوري صباح امس مواصلا تقدمه نحو تل حارة الإستراتيجي الذي سيطر عليه تحالف المخابرات الأردنية والإسرائيلية مع جبهة النصرة ، في عملية إستخبارية الخامس من شهر تشرين أول الماضي ، وشكل سقوطه يومها بداية تقدم جماعات المسلحين من جيش الجهاد وجبهة النصرة وكتائب حوران لربط محافظتي القنيطرة ودرعا وفتح التواصل عبر الأراضي السورية ، بين الحدود السورية مع الأردن والحدود مع الجولان المحتل .
تحل ذكرى إستشهاد الحاج عماد مغنية القائد العسكري الأبرز في المقاومة ، الذي سقط ونجله جهاد على الأراضي السورية ، بينما يستعد رفاق السلاح من الجيش السوري والمقاومة لإحياء ذكرى مغنية في تل حارة الإستراتيجي ، الذي تشكل إستعادته من قبل الجيش السوري والمقاومة بداية كرة ثلج معاكسة تتيح المضي لبلوغ نقاط سهلة تسقط عسكريا بسقوط تل حارة ، بإتجاه الحدود الأردنية في قلب درعا ، وتتيح بالمقابل للوحدات المعنية بمعارك القنيطرة التحرك وظهرها محمي لجهة الشرق .
هذا بينما يستعد اللبنانيون ومعهم العالم كله لسماع المعادلات التي سيعلنها السيد حسن نصرالله ، في كلمته المنتظرة مساء الإثنين ، في ذكرى الشهداء القادة ، السيد عباس الموسوي والشيخ راغب حرب والحاج عماد مغنية ، بينما عملية شهداء القنيطرة كما أسماها الجيش السوري تستمر لإنهاء الحزام الأمني الذي سقط شهداء القنيطرة لفتح الطريق نحوه ، ويقول الخبراء الإستراتيجيون ، أن السيطرة على تل حارة ستعني نهاية الحزام من جهة لكنها ستعني من جهة أخرى ، سقوط الرهان على جبهة النصرة كوريث يجري الترويج له من إسرائيل والسعودية وتركيا وقطر للحلول مكان "الجيش الحر" الذي تبخر وجوده ، وحصر الحرب على الإرهاب بداعش دون النصرة ، بينما يسجل تغاض أميركي فاضح تجاه النصرة ومواقعها في ريفي إدلب وحلب ، وتجاهلها في بيانات الحرب على الإرهاب .
حرب تختصرها عملية مزارع شبعا وحرب تختصرها عملية إستعادة تل حارة الذي بات تحت مرمى المهاجمين .
2015-02-13 | عدد القراءات 2695