تبقى واشنطن القائد العام للعمليات العسكرية التي يقوم بها التحالف الدولي لمكافحة الارهاب في الشرق الاوسط مهما تعددت الدول المشاركة و تنوعت فيها ضمنا بمعنى اخر فان كل من يشارك في هذه الاعمال العسكرية يعتبر تلقائيا من الحلفاء الاميريكيين الجديين في الانضمام او الانضواء تحت اي قرار او متغير ترتأي الولايات المتحدة انه الافضل للمرحلة .
تعرف واشنطن جيدا ان ارتهان الدول لها عسكريا هو من اهم اشكال التبعية لها من خلال تكبير و تكتل الدول حولها و قد اسست في هذا الاطار مجموعة دولة ترتهن و تاتمر عسكريا لاوامر واشنطن منذ عقود و بينهم من دعمته بالسلاح و العتاد و الاخر من ورطته بحروبها جزافا لضمان اللحاق بها بعد التورط .
اتت العمليات العسكرية الجوية التي نفذها طيران الحلف الاميريكي غير متكافئة ان من ناحية الضربات او لناحية الدول المشاركة و المواقف الواضحة و خشية واشنطن ان يكون بعض من رفض او تردد الدخول في هذا الحلف يبادر الى اعلان غير مباشر على الخروج من العباءة الاميريكية او بداية تحول في سياسياته .
تركيا و الاردن و مصر ابرز الدول الاقليمية الوازنة التي ترددت في دخول التحالف فما كان الا و تعرضت الى اعتداءات مباشرة طالت عسكريين او مدنيين منها و المقصود الاردن و احراق الطيار الاردني معاذ الكساسبة الذي سهل تكثيف الاردن لعملياته في التحالف بعدما تردد بداية ليتبعه اليوم اعدام 21 عاملا قبطيا مصريا كانو قد اختطفوا سابقا في شهر ديسمبر في ليبيا .
لم تستطع مصر كما الاردن النجاح بمفاوضات اطلاق سراحهم على الرغم من اتصالات عديدة و مساعي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي بهذا الاطار .
الواضح ان المطلوب من ما جرى و ليس مصادفة هو ادخال مصر بالتحالف الدولي الذي كانت قد رفضته و بالتالي اعلان تبعية امنية عسكرية مصرية كاملة لواشنطن بعد ما جرى من التباس بعلاقات السيسي الجديدة مع خصوم اميريكا .
لا شك ان للعملية اهداف متعددة و قد تحقق اهداف غير مقصودة ايضا منها تهجير المسيحيين من الشرق كما حصل في العراق من اجل التخلص منهم كعائق و عامل ارباك عند الغرب بحال وقوع فتن مذهبية سنية شيعية مذهبية في المنطقة و من جهة اخرى تصويب على فشل السيسي او سياساته بعين خصومه و استغلال ما يجري لحشد الناس ضده و المقصود الاخوان المسلمين , الا ان التركيز على ادخال مصر التحالف الدولي لابعادها عن روسيا يبقى الهدف المقصود .
الرد على زيارة بوتين الكبرى الى مصر جاء سريعا فقد شعرت الولايات المتحدة بخطورة تموضع مصر الجديد و ذهابها نحو خصوم الولايات المتحدة في العالم و هي روسيا التي عبرت عن كاممل استعدادها للوقوف بجانب مصر بكافة المجالات و القدرات ما استفز الولايات المتحدة سريعا على ما يبدو برمجت توقيت الاعدام بدقة بعد الزيارة و بعدما تبين ان السيسي ذاهب نحو علاقة جيدة جدا مع روسيا ,
توريط مصر التي بدأت تنفيذ ضربات جوية على مواقع لداعش بالتحالف الدولي اوحتى توريطها باي عمل عسكري في ليبيا اخر تحت هذا العنوان هو بالعين الاميريكية ضمانة لارتهان مصر للتحالف الغربي المناهض لروسيا .
واشنطن ردت سريعا على زيارة بوتين لمصر فهل تنجح بابعاد مصر عن روسيا بتوريطها عسكريا ؟
2015-02-16 | عدد القراءات 2263