قنديل: تركيا عاجزة و لم يعد أمامها سوى أن تبيع الهدوء و الشراكة في الحل و أن تضع اوراقها عند ايران .

العلاقة الامريكية الايرانية تتقدم بقوة و سرعة و نهاية آذار هو موعد انجاز الاتفاق السياسي.

بعد فرار هادي المعادلة لم تتغير و لازالت المبادرة بيد الثوار.

دعوة قائد المقاومة للتنسيق مع الجيشين اللبناني و السوري لعملية استباقية ضد المسلحين  قبل نهاية موسم الثلوج.

الـتآكل الحكومي و العجز عن التفاهم على الآلية يوظّف لتحقيق  الاستحقاق الرئاسي . المقاومة أعطت جرعة قوة لترشيح العماد عون.

تحدث ناصر قنديل رئيس شبكة توب نيوز و رئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية في برنامج ستون دقيقة عن اربعة محاور:

المحور الاول : المفاوضات الايرانية الامريكية و المدى الذي بلغته هذه المفاوضات خصوصاً مع الاجتماعات التي ضمّت وزيري الخارجية جون كيري و ظريف في جنيف.فالملف الامريكي الايراني يشكل إطاراً حاكماً لكثير من التطورات في المنطقة و خلاصة التفاعلات في كل موازيين القوى بين المحوريين المتقابلين و المتقاتلين .

أشار قنديل الى أن الرغبة الأمريكية في الاساس ليست الوصول لتفاهمات أي أنها من البداية ما قبل الملف النووي و منذ انتصار الثورة الايرانية  وضعت ايران نصب اعينها و بدأت بتوريطها في العراق بحرب فجمعت دول الخليج وراء العراق بتمويل , خاصة من السعودية و الكويت . النظرة الامريكية لايران هي نظرة عدم رضى فالدول الخليجية كانت خاضعة لنظام الشاه و قضية الجزر هي مشكلة موروثة من أيامه . بالاضافة الى علم اسرائيل الذي جرى استبداله بعلم فلسطين .

و لفت قنديل الى أن أمريكا تريد تطويق الثورة الايرانية و استيعابها و كسر ارادتها  وهذا هو المبرر الوحيد لانقلاب الموقف العربي تجاه ايران .أما اسرائيل تعتبر ايران هي من دعمت حزب الله  بالسلاح و المال و انتصر عليها في 2006.

المعادلة العربية الجديدة التي تغير سقفها فرضته ايران.  عدا عن تسليح و دعم حماس . فامريكا و اسرائيل تعتبر ايران عدواً و خلفية 30 عام من العداء و الخلاف معها  تم فيها استخدام الحرب العراقية الايرانية لمدة 10 سنوات بالاضافة للحصار و العقوبات و تحريض دول الجوار ومحاولة قطع علاقتها مع سورية وصولاً الى محاولة اسقاط سورية خلال الأربع سنوات الماضية .

في 2006 وصل الامريكيون الى يقين انه في نهاية المطاف اذا استطاعت اسقاط سورية و حزب الله و غزة أي الحلقات التي تربط ايران بالقضية الفلسطينية , فإنه ما تبقى لايران من عناصر قوة لن يعود موضع نقاش , أي قبول ايران نووية لها نفوذ كبير في العراق و افغانستان فمشكلة امريكا ليست في ايران العظمى بل مشكلتهم مع ايران المتداخلة بكل امكانياتها لدعم المقاومة و سورية و حزب الله و الفصائل الفلسطينية المقاومة .

حاول الامريكيون تطويع ايران  ومحاولة مفاوضتها للخروج من فلسطين و تهديد سوية و إبعاد حماس و استخدام أساليب ضغط اقتصادي و التهديد بحرب مباشرة .

و عندما وصل  الى طريق مسدود بالتزامن مع رحيله من افغانستان و العراق و خاصة انه لا يستطيع تحمل انتشار عشوائي واسع لقواته وضع سقفاً و مدة زمنية أي في 2011 خروج من العراق و 2014 خروج من افغانستان و في اثناء ذلك محاولته اسقاط سورية و حزب الله و غزة و ايران .لكن ذهب للتفاهم مع ايران بظل  الثبات في الموقف و صمود سورية و حزب الله و المقاومة الفلسطينية  .

و أكمل قنديل حديثه أن امريكا كانت تراهن في نهاية 2014 على حصول تغييرات داخلية في سورية و ايران و سقوط حزب الله و تراهن على تغير الموقف الروسي و تخليها عن سورية  وكانت تحاول اسقاط روسيا بحرب الاسعار و في الموضوع الاوكراني , لكن هذه الرهانات فشلت و لم يبقى لها أي شيء . و عندما كانت اسرائيل تهدد بالحرب على ايران , قال  الرئيس اوباما في 2013 ان الولايات المتحدة لن تدخل بحرب و لن توجه أي ضربة عسكرية .فكانت مدة 100 يوم من بداية 2013 وولاية اوباما الثانية و الذي أعلن فيها نهاية الحرب على سورية الى 6 أيار من نفس العام بلقاء كيري لافروف حيث قررا الذهاب لحل سياسي .لعدم قدرة أمريكا  اسقاط محور المقاومة بعمل عسكري مباشر .

لم يبقى لامريكا سوى تحسين شروط التفاوض و الانخراط بحل سياسي  فسلّموا ببقاء الرئيس الاسد .

فمنذ الاتفاق الكيميائي مع  سورية ومن ثم بدء المفاوضات الامريكية الايرانية كان الدخول في الانخراط السياسي و هو محكوم بموعد زمني سقفه نهاية 2014 فكانت الجولة الأخيرة في تشرين الثاني .

و تابع قنديل حديثه : الامريكي ارتكب حماقتين في خضم صراعها مع ايران الاولى هي : رهانه على حلفائه كاسرائيل و السعودية وتركيا و اعتبارهم قوة معتبرة , ليكتشف بعد ذلك  أنهم ضعفاء ويحتاجون للحماية .

و الحماقة الثانية هي استجلاب القاعدة و التطرف الفكري و الثقافي السياسي الذي أنشأه و استخدمه لقتال الاتحاد السوفييتي في افغانستان.

الأمريكي أنتج هذا الإرهاب الخطر المتفاقم و اكتشف ضعف الحلفاء ووصل الى طريق مسدود في اخضاع ايران و حلفائها من سورية و المقاومة و الى استهلاك الزمن الذي حددته قيادته العسكرية للخروج من العراق و افغانستان نهاية العام 2014 .

وكان ثبات روسيا في المواجهة في شرق اوكرانيا التي تميل الى كفتها لصالح جيوش الشرق المدعومة منها مقابل جيش الغرب المدعوم من اوروبا و امريكا . عندها قال هولاند لابد من الحل السياسي و بدأت ميركل بالقول ان دور بوتين ايجابي تزامناً مع اثبات الموقف الامريكي , فسلكت التسوية طريقاً ,و بدأت بالتقدم فاتفاق مينسك سرّع الاتفاق النووي مع ايران كما موضوع الاتفاق الكيميائي مع سورية .

فهذه المتغيرات أدت الى قرار مبدئي بسبب انسداد الأفق لكسر الارادة الايرانية فبنهاية مهلة 2014 و نهاية مهلة اختبار القوة مع روسيا و ضغط الحرب على الارهاب و ضعف الحلفاء ادى الى اننا امام سلة متكاملة لانجاز الاتفاق.

و طرح قنديل سؤالاً : ماذا سيحدث لاسرائيل و تركيا و السعودية بعد انجاز الاتفاق ؟ .  فالامريكي لا يستطيع تقديم جوائز ترضية لهم و الاسرائيلي يريد ضمانات من الكونغرس عبر الجمهوريين لعدم ابرام اتفاق دون ملحق خاص حول ضمان أمن اسرائيل . لكن هذا لن يحصل و امريكا ستمضي بالاتفاق رغم ذلك.

الامريكي يتصرف على قاعدة ان الاتفاق قائم و ان على  الحلفاء الذين عجزوا عن اظهار قوتهم ان يقبلوا بما قسم لهم وفقاً لهذه المعادلة , و بالتالي نهاية آذار هو موعد انجاز اتفاق سياسي امريكي ايراني .وحتى تموز كموعد نهائي .

و أشار قنديل الى  أننا في هذا العام على موعد مع تراكم الحلول السياسية . اذاً العلاقة الامريكية الايرانية تتقدم بقوة و سرعة و على ايقاعها يمكن ان نقرأ التدخل التركي في سورية و نقرأ الحراك في اليمن و فرار منصور هادي .

المحور الثاني : تقييم الدور التركي 

الدور التركي في سورية الذي حمل ثلاثة عناوين في الفترة الاخيرة , عنوان معارك ريف الشمال لحلب و الدور التركي فيها و الاتفاقية الامريكية التركية حول تدريب و تسليح المعارضة (المعتدلة)  و الدخول التركي الأخير الى شمال سورية لنقل رفاة سليمان شاه و ما رافقه من تداعيات و معادلات . فهل تركيا تتجه نحو التصعيد و الدخول المباشر في الأزمة السورية و هل هنالك عودة مناخ مختلف قد يؤدي الى تداعيات أكبر تصل الى المواجهة العسكرية على خلفية الموقف التركي و حساباته و العناصر التي تحكمه؟ .

أشار قنديل أنه لم يعد القتال في  سورية له وظيفة  . ولا علاقة بوهم اسقاط النظام و لا وهم تقسيمها و لارهان امريكي على تدخل عسكري و لارهان على امكانية قلب المعادلات و خلق توازن في وجه المقاومة و ادائها و دورها على معادلة الردع التي انتجتها . ففي تجربة جنوب سورية , انطلق الجيش السوري و معه المقاومة و الحرس الثوري في عملية عسكرية تقول أن معادلة الردع التي تثبت في مزارع شبعا تحكم مستقبل المواجهات في جنوب سورية وأن جبهة النصرة سوف تسحق بالتتابع مثل جيش لحد.

و تابع قنديل أن السعودية التي كانت قلعتها دوما و مخالبها التي تمتد الى جوبر و الى  داريا و عين ترما و الغوطتين الشرقية والغربية اخرجت من سورية وكانت المواجهات بين جيش الاسلام و جيش الامة بالتالي نحن بالتدريج سنكون مع نتائج على مستوى الغوطتين و القلمون ستؤدي لتغيير المشهد كله .

فالسعودية خارج المعادلة السورية و اسرائيل اخرجت من الجنوب .اللغم الاكبر هو تركيا لأنها هي صانع داعش و راعيتها و عرابتها . وتركيا هي القلب و القاعدة لتنظيم الاخوان المسلمين في العالم , و الدولة التركية وضعت مستقبلها مقابل الحرب على سورية .

عملية الريف الشمالي كان لها هدف عسكري و هي اكمال الحصار على الأحياء التي يتمركز فيها المسلحون في مدينة حلب و فك الحصار عن نبل و الزهراء .

الحركة الأولى للتركي لمنع الانهيار الشامل و السريع و ليس لتغير موازين القوى باتجاه الانطلاق الى هجوم معاكس .فتركيا لم يعد أمامها سوى أن تبيع الهدوء و الشراكة في الحل أي إقفال الحدود و قطع امداد المسلحين و أن تضع اوراقها عند ايران لتكون جزءاً من معادلة الاقليم المقبول . فهي أعجز ان تغير المعادلات.

وكان الاختبار الحقيقي عند سقوط الطائرة التركية بالدفاعات الجوية السورية قبل سنتين و لم تجرؤ للذهاب للحرب .

المحور الثالث : اليمن الى أين بعد فرار منصور هادي .

وصف قنديل المشهد اليمني الذي كانت الأمور فيه تسير الى حوار يديره جمال بن عمر , بين الثوار من جهة وبين الطبقة السياسية التقليدية من جهة اخرى . فالرئيس المستقيل منصور هادي تحت الإقامة الجبرية , ومجلس التعاون الخليجي يهدّد ويسحب سفرائه ويصعّد دولياً مطالباً بعقوبات تحت الفصل السابع . أما المجتمع الدولي فأخذ موقفاً سياسياً بدون آلية تنفيذية ضاغطة بسبب الموقف الروسي من جهة و عجز هذا المجتمع عن القيام بشيء عملي من جهة أخرى. و في قلب هذا التوازن السلبي أي العجز عن إحداث أي اختراق سياسي , و بخاصة أن  الميدان مسيطر عليه من الثوار بصنعاء و مدن كثيرة أخرى , من الواضح ان هنالك قبائل مدعومة من السعودية تقوم بالتعاون مع تنظيم القاعدة الذي هو بحرب مفتوحة مع الثوار.

و ألمح قنديل الى وجود ترتيب استخباري سعودي نجح بتأمين فرار الرئيس المستقيل من صنعاء الى عدن, و هنالك تمركز منصور هادي بصفته رئيس للدولة متراجعاً عن استقالته وقام  بجمع قيادات سياسية و عسكرية و بدأ بالتصرف على أساس انه يريد السلطة ,لكن لا يغيّر الواقع كلام العنتريات . فالسعودية نجحت بتحقيق اختراق موضوعي واقعي مادي بإنتاجها رمزاً يمكن لها من ورائه أن تعيد تجميع الفريق المناوىء للثوار .

و تابع قنديل كلامه : بدأنا نشهد جبهة سياسية عسكرية جغرافية في مواجهة الثوار في صنعاء ومجموعة مناطق ومحافظات . فمنصور هادي موجود مع جماعته في أحياء من عدن مع مؤيدين لأحزاب أخرى موجودين في محافظات أخرى. فالجذور الشعبية لهذه  الواجهة السياسية هي القبائل الموالية للسعودية التي تشكّل البيئة الحاضنة للقاعدة,  مع قوة عسكرية من الجيش تجمع ضباط بدون معدات و آليات .

و أشار قنديل الى ان هنالك  حل من ثلاثة في اليمن : 1- إما السعودية مع منصور هادي و القبائل و الأحزاب المناوئة للثوار و معهم القاعدة يعملوا جبهة على طريقة الائتلاف و الجيش الحر في سوريا لمقاتلة الثوار كما جرى ضد الرئيس السوري و جيشه .و بالحصيلة سيصبحوا ديكور و تنمو بالنتيجة القاعدة .و هذا من المنطقي أن يقف الغرب ضده و يضع فيتو قوي عليه و خصوصاً الامريكان لأنه لا يمكنهم  احتمال ان تصبح   القاعدة على باب المندب و مضيق هرمز. فأوباما من الهند قال بشكل واضح أن المطلوب هو حل سياسي في اليمن يأخذ بالاعتبار الأولوية لقتال القاعدة . فالسعودية لن تتجرأ على تشكيل جبهة سياسية عسكرية مهمتها فتح حرب أهلية في اليمن مع الثوار الذين يملكون نفوذاً واسعاً في الجيش و قدرات عسكرية هائلة خارجه و يمكلون امتداداً شعبياً في كل مناطق شمال اليمن فالحرب الأهلية تعني تحويل القاعدة الى القوة العسكرية الأساسية المسيطرة على المناطق الجغرافية الموجودة باسم منصور هادي و التيارات السياسية المناوئة للثوار .

2- الخيار الثاني : تدخل خارجي يسقط صنعاء و صعدة و تعز و المناطق المسيطر عليها الثوار. هذا الخيار مستحيل لأنه فوق طاقة السعودية و منصور هادي و حتى دول الغرب الذين لم يقدروا على التدخل في سوريا أو أوكرانيا .و هنالك أيضاً استحالة التدخل باسم مجلس الأمن لأن روسيا موجودة.

3- الخيار الثالث : هو بالمفاوضات التي يجريها الآن جمال بن عمر للتوصل الى اتفاق بين طرفين أولهما منصور هادي الذي يمثل جبهة معادية للثوار و هو  موجود في عدن. و الآخر هم الثوار و القوى السياسية و العسكرية التي معهم وهم موجودون في صنعاء . هذا الاتفاق يجب أن يفضي الى مؤسسة تشريعية و مجلس انتقالي يضم البرلمان و آخرين , و يشكّل حكومة كما نص عليها الإعلان الدستوري  أما الرئاسة  فالسعودية تحلم أن تعيدها  لمنصور هادي , لكن تحوّله الى طرف خصم يسقط فرصته بأن يكون هو الرئيس و يجعل المخرج هو بمجلس رئاسي حكماً.

فالأمور ستأخذ وقتاً حتى يسلّم السعودي و منصور هادي بذلك , و بالتالي فرار منصور هادي و تمركزه بعدن و تجميعه لقيادات سياسية و عسكرية سيوصله الى العودة نحو تسوية بقيادة المبعوث الأممي مضمونها مجلس رئاسي و مجلس انتقالي يضم البرلمان و آخرين و حكومة مؤقتة و هذا هو بالاساس الاعلان الدستوري الذي أعلنه الثوار لكن الفارق يمكن ان يكون بالأوزان يعني ان وضع هادي أحسن عما كان عليه بالسابق . أي سيأخذ حصة أفضل بالمجلس الانتقالي , أما مكانة الثوار وحجمهم  فيقرره سيطرتهم على النقاط الاستراتيجية في اليمن و قتالهم ضد القاعدة , فهم قوة تملك حق الفيتو ولا يُتخذ قرار مصيري لمسقبل اليمن بدونهم.

 توجّه قنديل  للقلقين على اليمن بعد فرار هادي و بعد ما بذله السعوديون لتغيير المعادلة بقوله : أن الجوهري في المعادلة لم يتغير و لازالت المبادرة بيد الثوار و لازالت التسوية المعروضة من قبلهم هي الخيار الوحيد و لازالت المساعي السياسية لبلورة صيغة هذه التسوية هي الطريق الذي سيسلكه اليمن .

المحورالرابع : لبنان أمنياً و سياسياً

 تطورات متسارعة و بدء محور جبهة عرسال , هل نحن أمام مواجهة قادمة كما حذّر قائد المقاومة مع نهاية موسم الثلوج . وهل يمكن ان نكون مع ضربة استباقية  و الآلية الحكومية هل تنجح ؟

لفت قنديل الى تحذير سماحة السيد من انتظار موسم ما بعد الثلوج , لأن هذه المجموعات المسلحة التابعة لداعش و النصرة في جرود عرسال تُعدّ الى استئناف دورها الهجومي و هذا يعني تهديد كل جبهة الشمال الشرقي , مع امكانية تحريك خلاياهم النائمة في الشمال و صيدا و المخيمات و البقاع الغربي . و بناءاً عليه دعى سماحة السيد إلى تنسيق ثلاثي بين المقاومة و الجيشين اللبناني والسوري لعمل مبادرة تسبق نهاية موسم الثلوج .

أشار قنديل على أن  ما يجري على جبهة عرسال وفقاً للتقارير و المعلومات وتقديرات الجيش تقول أن  الاستعدادات تتم من قبل المجموعات المسلحة لتكون مع نهاية آذار أمام تحوّل في أدائها و سيكون بداية نيسان هو شهر المواجهة في العديد من المناطق اللبنانية,  لذلك مسؤولية الحكومة و الجيش مدّ اليد و التنسيق الميداني مع الجيش السوري . أما علاقة المقاومة مع جزء من قيادات الأجهزة الأمنية  بالجيش السوري و القيادة السورية  فتشكل رصيداّ و تسهّل هذا الأمر .

وحذّر  قنديل من خسارة الوقت للقيام بعمل نوعي استباقي قائم على التنسيق بين الجيشين السوري و اللبناني و المقاومة حتى نهاية آذار من أجل تحقيق إنجاز عسكري في منطقة القلمون يشكل مصدر راحة و اطمئنان للبنان و عبره يكون المدخل لحل قضية العسكريين . فتضييق الخناق سيدفع للتفاوض .

و لفت قنديل  في موضوع  السياسة بقوله أن : التآكل التي دخلت فيه الحكومة و تسرّع رئيس الحكومة بطرح مسألة تعديل الآلية التي بدا فيها عدم قابلية الا باختراق الدستور و الذهاب الى تطبيق أشد الأشكال تعقيداً في ممارسة السلطة هي ان تصبح الحكومة لتصريف الأعمال فقط و قراراتها لا تؤخذ إلا بالإجماع . أو الذهاب لتطبيق الدستور مع قرارت النصف +1 و قرارات الثلثين ., أو  الخيار الثالث المطروح من رئيس الحكومة لتطبيق الثلثين و ليس بالإجماع .

مما يعني بهذا المناخ وجود مؤشرات لتفاهمات على تسريع الاستحقاق الرئاسي . ومؤشرات الحوار بين القوات و العونيين مع إشارات أمريكية الى أن الجنرال عون هو الأوفر حظاّ و يجب الإسراع بالتفاهم معه.

 نوّه قنديل  الى ان:  الـتآكل الحكومي و العجز عن التفاهم على الآلية بدا يتم توظيفه باتجاه الدفع لتحقيق الاستحقاق الرئاسي . بالإضافة للمستجدات,  خاصة بعد عملية مزارع شبعا , فقوة المقاومة أعطت جرعة قوة لترشيح العماد عون , مع تقدم المشهد العام في المنطقة نحو التسويات,  فالأمريكي بات أشد قناعة أن الفرصة الأمثل هي لرئيس ترتاح اليه المقاومة و لا يشكل مصدر إزعاج من أجل ضرورات المعركة على الإرهاب التي تشكل فيها المقاومة القيمة المضافة .

تحرير : ب ف

2015-02-24 | عدد القراءات 3508