تعمل الكيانات المتطرفة و الطارئة على منطقة الشرق الاوسط جاهدة الى استغلال ما يجري فيها من احداث و فوضى تساهم فيها بشكل رئيسي لتبرر وجودها و تشرعن تمسكها بالارض التي سيطرت عليها كحق يكرسها دولة طبيعية من نسيج المنطقة او بدل كيان دخيل يساعدها في هذا مجموعات ارهابية ناشئة او طارئة ايضا "صممت " لتعمل على نفس الهدف كغاية لتبرير الوسيلة و المقصود طبعا كيان اسرائيل .قد لا يكون اكثر نجاحا لبعض اجهزة الاستخبارات سوى مدخلا لشرعنة الكيان الاسرائيلي القائم على اعلان القدس عاصمة يهودية و اسرائيل دولة اليهود في العالم عن طريق حرب دامية تنشئ بين المسلمين بكافة طوائفهم فالامر لم يعد يتوقف عند سنة و شيعة وهذا ليس مهما بالنسبة للصهيونية العالمية سوى بما فرضته معادلة العدد او الاكثرية التي كرست السنة و الشيعة الطائفتين الاكثر عددا من سكان العالم العربي فالهدف فوضى تؤدي الى تقسيم و اقامة دول ذو وجه طائفي واحد و بالتالي بدل ان تصبح اسرائيل فريدة من نوعها ككيان عنصري يقوم على اساس دولة يهود , يصبح هناك من يشاركها ايضا نفس الايديولوجيا فتشعر بالامان وسط نفوذها المتفوق عليهم بطبيعة الحال فتتفرد بحكم المنطقة .لم يعد استهداف المسيحيين في المنطقة صدفة بعد اليوم او ضرورات معارك عسكرية تندلع بين نظام و جماعات ارهابية فتفرز المعارك اسرى من هنا او هناك .صرار تنظيم داعش على دخول البلدات المسيحية في العراق و سوريا و خطف مطارنة او التخطيط عن سابق تصور و تخطيط و دقة لاختطاف مسيحيين كما تقول الحالة مع اقباط مصر المذبوحين في ليبيا و توالي الاحداث المشابهة المتشارعة التي تستهدفهم تؤكد ان في الافق مخطط قيد التنفيذ نحو المسيحيين في المنطقة و تؤكد انهم في خطر حقيقي من دون اللجوء الى شعارات قد تؤذيهم اكثر من الفائدة .ختطف تنظيم داعش حسب رويترز 90 اشوريا اي مسيحيا في الحسكة بعد الهجوم على بلداتها و افيد عن حرق اقدم كنائس سوريا " كنيسة تل هرمز التاريخية ".م يتسنى للعالم العربي بعد نسيان ما حدث للاقباط المصريين حتى يعتدى على الاشوريين بوقت قريب و الواضح من خلال هذا ان الهدف التاكيد لم ساوره الشك ان المسيحيين مستهدفين و انه قرار استخباري اكبر من مجموعة داعش و التي ان استفادت من هذا فهو ابقائها حاضرة اعلاميا و مؤثرة غربيا فتستفيد من هذا تكريس لقدراتها و قوتها المبنية على الترهيب , الا ان المشهد اكبر بكثير من داعش فهو ليس سوى امر عمليات استخباري كبير يعمل لصالح تهجير المسيحيين في الشرق الاوسط لتسهيل مرور مشاريع التقسيم التي تسهل على كل من يطالب بدولة مستقلة الحصول عليها .
بالنسبة لاجهزة الاستخبارات التي تخدم الصهيونية يعتبر المسيحيون عائقا كبيرا و دقيقا اما سير هذا المشروع الفتنوي الكبير بين اهل المنطقة من سنة و شيعة لان الصهيونية الدولية تدرك مدى التعاطف الغربي الذي ما يزال يحصده المسيحي في المنطقة و الذي يشكل حرجا كبيرا بالنسبة للفاتيكان و التي لن تقف دون معارضة المشروع بطبيعة الحال و التي لا يمكن ان تسمح بالعودة لاصول الديانة المسيحية باخلاء المنطقة التي ولد فيها السيد المسيح من المسيحيين .يعرف المجتمع الدولي جيدا و شعوب المنطقة ما هي السيناريوهات التي قد تحل بالاشوريين الذين خطفوا في سوريا و لم يعد سرا انه بات ممكننا التوقع في اي لحظة اخبار الذبح و القتل و الحرق بديهيا طالما انه لم يتحرك احدا من الدول القادرة على كبح جماح داعش الاستخبارية التي تساهم في تضخيم داعش اعلاميا اولا و من خلال مسرحية الوقوف عاجزة تجاهها ثانيا .
المسيحيين مجددا ..و حلقة اخرى من تمثيلية داعش الاستخبارية العنصرية .
2015-02-24 | عدد القراءات 2194