تحدث ناصر قنديل رئيس شبكة توب نيوز ورئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية عن ثلاثة ملفات :
الملف الاول : هو زيارة نتنياهو المرتقبة إلى واشنطن وتأثيراتها وانعكاساتها لأنها تأتي بالتزامن مع البحث الجدي في مستقبل التفاوض الامريكي الايراني حول الملف النووي وفي ظل تجاذب عالي الوتيرة تحت عنوان الموقف الاسرائيلي من التفاهم النووي مع ايران مقابله الموقف الامريكي والتوتر الذي بدأ يشتد بين إدارة أوباما وبين حكومة نتنياهو .
الملف الثاني :هو اليمن إلى أين ؟منصور هادي تمركز في عدن, السفراء بدؤا يعودون إلى عدن وهناك تجمعات وتكتلات سياسية وقبلية بعض المجموعات الامنية والعسكرية المسلحة هل هذا بداية تحول في المسار اليمني ؟والحوار المعروض على الثوار المقيمين في صنعاء هو الانسحاب والتسليم و المشاركة في حوار تحت عنوان شرعية منصور هادي للحصول على جزء من السلطات المقبلة. هل هذا هو المشهد ؟كيف نرى مستقبل اليمن؟
الملف الثالث : هو لبنان في ضوء التعثر الذي أصاب اندفاع القوات نحو العماد عون ، التعثر الذي أصاب تمام سلام في حركته لتوسيع هامش المناورة ،الحكومة تحت عنوان تعديل الآلية و التقدم الذي حققه الجيش اللبناني في جرود بعلبك وعرسال في البقاع الشمال كاستباق للمرحلة القادمة مع نهاية موسم الثلوج .
القسم الاول :اسرائيل وأمريكا
تحدث قنديل أن هناك معادلتين حاكمتين طوال الفترة الماضية نتحدث هنا عن 50سنة إلى الوراء وعن مرحلة مابعد العدوان الثلاثي على مصر قبل العدوان كانت اسرائيل تتخندق في المحور الفرنسي البريطاني وكانت أمريكا قوة صاعدة في الحرب العالمية الثانية تحجز لنفسها مكانة الدولة الاعظم بعدما تشظت فرنسا ودمرت بريطانيا ، في العدوان الثلاثي على مصر عندما تشاركت اسرائيل مع كل من فرنسا وبريطانيا في العدوان على جمال عبد الناصر وقفت أمريكا في موقع الضاغط من أجل التسوية وكان الانذار الشهير المعروف "بإيزنهاور " لوقف العدوان في اللحظة التي بدأ جمال عبد الناصر وشعبه وجيشه يقتربون من تحقيق النصر لكن رغم ذلك كان الموقف الامريكي متميزاً ولكن من ذلك التاريخ ومنذ العدوان الثلاثي كان خيار مصر الذهاب بالتسلح بوجه اسرائيل ،وبناء قوة عسكرية وإصرار على إعادة الاراضي المحتلة أي فلسطين ،والسير في خط تنمية تصاعدي لبناء قدرة اقتصادية تجعل لمصر مكانة بين دول العالم تؤمن الرفاه للشعب المصري وبوابتها صناعة ثقيلة وزراعة متطورة سواء من خلال مشروع السد العالي الذي شكل محور حركة لجمال عبد الناصر في السعي للتمويل والدعم أوفي بناء صناعة وطنية قادرة على توفير المستلزمات الاساسية لاحتياجات السوق المصرية . هاذين النهجين اللذين سلكهما جمال عبد الناصر 1_نهج التمسك والاستعداد لبناء القوة العسكرية لمواجه اسرائيل 2_نهج بناء القوة الاقتصادية في الزراعة والصناعة ، ولفت قنديل أن افتراق مصر عن امريكا بدأ في مطلع عام 54/55/ حيث كانت التجاذبات قائمة رغم أن الدراسات الخاصة بالسد العالي قد انجزت من قبل الامريكيين ورغم أن طلبات التسلح المصرية كانت موجودة على طاولة وزارة الدفاع الامريكية بدأ الافتراق لان مصر التي تريدها أمريكا دولة تبعية لا دولة استقلال والتي ترتضي أن تكون أمريكا هي الراعي لعلاقة بينها وبين اسرائيل تقوم على حفظ أمن ومكانة اسرائيل كما حدث في "كامب ديفيد" هذا الافتراق بدأ معه الاقتراب الاسرائيلي الامريكي .
وأشار قنديل أن اسرائيل تحولت ليس فقط الى محمية أمريكية بل الى مخلب و رأس حربه أمريكية،علاقة لها بعدان أساسيان يحكمانها : البعد الاول هو الحاجة الامريكية لتأديب كل من يفكر بالاستقلال وشق عصى الطاعة على الهيمنة الامريكية في الشرق الاوسط .
وتابع قنديل بعد مؤتمر "يالطة" الذي تم بين الاتحاد السوفيتي ودول الحلفاء كان التقسيم الطبيعي للنفوذ ان نفط الشرق الاوسط تحت سيطرة اسرائيل و تركية و ايران الشاه هذه الانظمة التابعة لامريكا, واسرائيل هي الضامن للمصالح الامريكية وهي الضامن لعدم بروز حركات التحرر في العنوان التقدمي بمعنى ذات صلة بالاتحاد السوفيتي وضمن هذا المفهوم وقعت المواجهة 1958عندما شكلت أمريكا حلف الناتو وحلف بغداد الذي ضم نظام الشاه والنظام العراق وتركيا واسرائيل ومهمته تأديب جمال عبد الناصر وقمع لأي ثورات في المنطقة .
ولفت قنديل أن العامل المحدد في العلاقة الاسرائيلية الامريكية كانت لاسرائيل هي القدرة الجبارة التي تستطيع أن تأدب كل دول المنطقة مجتمة ، وان تفرض عليها بقوة السلاح مشيئة الولايات المتحدة الامريكية (أي اسرائيل هي الشرطي القادر على التأديب ) وازدادت حاجة اسرئيل من قبل أمريكا وثقتها من قبل اسرائيل مع تدني ثقتها بالانظمة التابعة لها في المنطقة والتي بدت أنظمة هشة بدءاً من نظام الشاه الذي كان يشكل ركيزة يعتمد عليها وبعدها بدأت الشعوب تستيقظ ولاأحد يستطيع أن يضمن ان ثمة نظام باقي الى الابد الا اسرائيل لانها جاليات مستجلبة ليست تعبيراًعن نبض اجتماعي له جذور و تاريخ ونظام الحكم فيه عبارة عن تركيبة اجتماعية داخلية لها عمر افتراضي ،لهذا كانت اسرائيل النموذج التي تحتاجه أمريكا نموذج الدولة الشرطي ونموذج الشريك و الدولة التابع الذي توقع معه معاهدة تعاون استراتيجي في تبادل المعلومات و التكنولوجيا و الاشياء الاساسية التي لا تتقاسمها أمريكا مع دولة اخرى .
وتابع قنديل ان هذا العامل كلما مر زمن إضافي تأكد للأمريكي أهميته وبالتالي استمرار تزويد اسرائيل بالسلاح والأموال وحماية سياسية بحيث اسرائيل لاتحاسب ولاتسأل في مجلس الامن وفي المحافل الدولية ،و الفيتو بيدها لا بيد امريكا وصاحب الرأي الاول في أي مسألة او موقف هو لها .
العامل الثاني الذي عزز مكانة اسرائيل هو وجود جالية يهودية معتبرة ووازنة داخل الولايات المتحدة الامريكية تمسك بمصادر المال في بورصة وول ستريت في نيورك و تمسك بأكبر مؤسسات الاعلام العملاقة وتمسك معها بقوة ضاغطة في الكونغرس في التواصل مع النواب والتأثير على الرأي العام وتشكيل كتل الضغط التي تغير و تؤثر في قرارات الادارة وبالتالي اسرائيل عبر اللوبيات الصهيونية و اليهودية المتطرفة حاضرة في السياسة الامريكية الداخلية ويقيم لها حساب كل من الحزبين الجمهوري و الديمقراطي لذلك نرى الروؤساء الامريكيون ووزراء الخارجية لديهم برامج ثابت في التواصل السنوي في المؤتمر السنوي لأيباك وهي مجموعة منظمات التي تعرف بإسم اللوبيات الضغط التابعة للحركة الصهيونية وجالية المؤتمر اليهودي العالمي .
وتابع قنديل اسرائيل وكيل معتمد له هامش واسع من الاستقلال يتمتع بالحماية الكاملة عسكرياً وسياسياً ودبلوماسيا و يحصل على المساعدة عند الضرورة ومدلل له مكان لدى الرؤساء الامريكيون وتمنحه حق الفيتو في المسائل الكبرى في المنطقة .لفت قنديل ان هذة العلاقة بدأت تدخل بالاهتزاز وارتباك مع بدء مؤشرات أن اسرائيل لم تعد اسرائيل حدث هذا في بداية التسعينات عند التحضير لمؤتمر مدريد للسلام الذي كانت تراه أمريكا بأنه فرصة من أجل ان تمتلك اسرائيل شرعية تاريخية و ان الامريكي في ذروة ما يحلم به حيث ان الاتحاد السوفيتي مفكك و الوضع العربي منهك و الدول العربية التقدمية لم يبقى منها الا سورية وبالتالي يجب عليها أن تجد لنفسها مكانة في المعادلات الجديدة في لحظة الانهيار وبعد سقوط جدار برلين فالسقف السوري ليس مرتفعا و الوضع الفلسطيني في أسوأ حالاته ومؤشرات الانتفاضة الفلسطينية مقلقة بالنسبة لامريكا على أمن اسرائيل وخطر تطورها في مواجهة مفتوحة هذه الحظة اعتبرتها امريكا لحظة ذهبية وانه فرصة تتحقق لغرض سلام يرتضيه العرب ليس فيه ضريبة تتخطى حدود الانسحاب من الجولان لحساب سورية لكن في الساحات الاخرى سوف تكرس اليد العليا الاسرائيلية بمعنى دولة فلسطينية منزوعة السلاح حدودها محاطة بإحتلال اسرائيلي لاتملك مقومات اقتصادية وليس لها الحق ان تبني جيشاًوان تكون جزء من معادلة دفاع وان تكون ذات سياسة خارجية مستقلة هي بالبعد المدني لتخديم المواطنيين الفلسطنيين وايزاحتهم كعبئ يتعامل مع اسرائيل كقوة محتلة لكن بدون أي قدرة سياسية للتصرف كدولة .
وتابع قنديل ان هذا المفهوم الامريكي لمدريد, واشنطن تعتقد ان الظروف مؤاتية لفرضه وان سورية دولة الممانعة الوحيدة في المنطقة لن تستطيع ان ترفض صيغة لاسترداد الجولان كاملاً واما موقف فلسطيني بدء يتبلور باتجاه المفاوضات التي أدارتها واشنطن في اوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية و القيادة الاسرائيلية ومفاوضات اردنية اسرائيلية في وادي عربة وبات يبدو انها تصل الى حلول مرضية لاسرائيل فيتم جني هذه المكاسب الاسرائيلية مع تنازلات نسبية في الساحة السورية لضمان مشاركة سورية واستطراداً لبنان وتأخذ اسرائيل شرعيتها التاريخية ، فكان اغتيال اسحاق رابين الذي قدم وثيقة لسورية يؤكد فيها الاستعداد الانسحاب من خط الرابع من حزيران التي كانت تصر سورية على انه الخط الذي يجب ان تنسحب منه القوات الاسرائيلية وجاء ذلك في مناخ بدء بوضوح انه سياسي أي نعي عملية السلام .
هنا بدأ الافتراق الاستراتيجي بالنظرة ان اسرائيل غير قادرة على صنع السلام وعاجزة لخوض حرب وانها فقدت الركن الاول : الذي اسماه "بن غوريون " مؤسس اسرائيل القدرة على احتلال الارض و البقاء فيها هو الركن الاول في بقاء اسرائيل اذا خسرته بدء وجودها يطرح على طاولة البحث .
الركن الثاني :هو قدرتها على التأديب والردع وعلى الذهاب الى حرب ،فقدت اسرائيل هذان الركنان وامريكا تقول لاتستطيعي الاحتفاظ بالارض ولا الردع فاقومي بعملية السلام .
اذًاً سقطت اسرائيل الجيش الذي لا يقهر والقوة الجبارة التي تعتمد عليها امريكا و أصبحت تريد من يحميها وقال قنديل أن اسرائيل تحولت من قيمة استراتيجية مضافة في الحسابات الاميركية الى عبئ استراتيجي على المصالح والسياسات الاميركية ، وتابع قنديل ان الذي تغير هو خضوع السياسة الامريكية في الشرق الاوسط للفيتو الاسرائيلي والرسم السياسي الاسرائيلي .
لفت قنديل أن أمريكا وضعت بزمن نوعي جديد ان فيما اسرائيل تنهاروالامريكي ايران صامدة على ثوابتها أي اسرائيل لم تعد تلك القوة الجاذبة لامريكا التي تهاب في المنطقة .
وأشار قنديل الى تقرير بيكر هاملتون الذي يقول سنتعامل مع ايران ونتعاقد مع سوريا ونفتح على القوى الحية في المنطقة وعلينا ان نعترف باننا فشلنا واسرائيل فشلت وذهبت لاسرائيل وقالت ماذا لديكي من بدائل : حرب تموز –حرب غزة _الرهان على ايران _الرهان على أخونة المنطقة _الرهان على صلح عباس ونتنياهو _الرهان على تنظيم القاعدة وكلها وصلت الى طريق مسدود .
نفذ الوقت ولم تتغير المعادلات واسرائيل أعجز و أضعف وبات المطلوب انقاذها من نفسها بالعقل الامريكي وعقل اللوبيات والجاليات اليهودية في امريكا وتأتي زيارة نتنياهو الطلقة الاخيرة لانقاذ الموقف وهي فاشلة لان مايجري على ارض الواقع يرجح الكفة لصالح الخطاب الاميركي وليس لخطاب نتنياهو
وقال قنديل اننا امام معادلة أمريكية جديدة ستولد من زيارة نتنياهو ،وسنرى تدخل امريكا في السياسة الاسرائيلية حيث اصبحت اسرائيل "نظام عربي" وان الانتخابات فيها ستكون بيد الامريكان بحيث تضع الحكومة ورئيسها القادم شرط قيامه افضل العلاقات مع امريكا ومالها واقتصادها وادماجها في المنطقة مسؤولة عنه امريكا ايضاً.
القسم الثاني اليمن
تحدث قنديل :انها المنطقة الاكثر اهمية في الخليج وفي البعد الاستراتيجي مضيق باب المندب من جهة وبحر عمان من جهة اخرى و هي المناطق التي تؤثر في التواجد الاستراتيجي العسكري الامريكي مضيق باب هرمز موجود بيد الايرانيين و بالتالي المعادلة الدولية العسكرية ومعادلات الممرات المائية و المضائق وحركة القوات العسكرية الاسرائيلية الامريكية كلها متأئرة لجهة اليمن .
وأشار قنديل ان انتقال منصور هادي الى عدن هو تحول وان هذا التحول جرت مرافقته بمجموعة من الرهانات و المواقف أي من جهة انتقال قادة الاحزاب السياسية المناوئة للثوار الى عدن وإحاطتهم بمنصور هادي من موقع بأنه له الشرعية وانه معترف به ومجلس التعاون الخليجي هو الذي هيأ له, وترجم بنقل السفارات الى عدن بصفتها العاصمة البديلة
وطرح الاستاذ ناصرقنديل اربع سيناريوهات وهي :
السيناريو الاول ان مجلس التعاون جاؤوا بمنصور هادي بعد الاحاطة بعدن وتجميع القوى السياسية والقبائل الممولة من قبلهم, ووجود جو لتنظيم القاعدة يعمل على توازن رعب بينهم وبين الحوثيين و بالتالي يقيم منطقة امنة ومن ثم يؤخذ منه تفويض لطلب التدخل العسكري والرهان على مجلس الامن وتشكيل قوة للضغط على روسيا وتفاهم معها وبالتالي يكسر الحوثيين وتسقط صنعاء ويستتب الامر بمنصور هادي. ولفت قنديل ان الامريكي غير قادر على اتخاذ قرار في مجلس الامن ولا الروسي يقبل المساومة .
السيناريو الثاني هو التقسيم الرضائي أي الحوثيين في الشمال والقسم الثاني في الجنوب أي صنعاء وعدن وهي في السابق دولتين وبالتالي يصبح تنسيق قضائي وهذا لن يمر اولاً لان في الجنوب غير قادرين على الاستقرار في الحراك الجنوبي ثانياً القاعدة ومراكزها الاساسية في الجنوب وبالتالي القاعدة لاتريد دولة بل تريد الفوضى في الشمال والجنوب لتكون لديها حرية الحركة فالرهان على تقاسم سلمي لدولتين اول عقبات امامه هي في الجنوب اما في الشمال فهو غير وارد بالنسبة للحوثيين ان يقبلوا بصيغة دولة اتحادية مع الحراك الجنوبي بمعنى حكومتين محليتين وحكومة مركزية فيدرالية تتولى المالية و الدفاع و الامن و الخارجية وهم عرضوا ذلك وهو الحل الوحيد لليمن في ضوء وجود مزاج عام جنوبي تراكم خلال 30سنة من الغبن بالاستقلال بنسبة كبيرة وعالية وبالتالي هذا التقسيم غير وارد .
السناريو الثالث :الحرب الاهلية. ان فكر منصور هادي فيها حيث سيصيغها على انها "حسم عسكري" ولكنه يعرف انها حرب اهلية أي يحمي مناطق ويجيش مناطق ، ولكن ميزان القوى العسكري سيؤدي الى ان تتحول من حرب اهلية الى حسم عسكري لصالح الثوار.
السيناريو الرابع التسوية أي حكومة مؤقتة مدتها سنة ومجلس مؤقت مدته سنة ومجلس انتقالي برلمان مؤقت مدته سنة ومجلس رئاسي يأخذ الثوار نسبة ومنصور هادي نسبة والحكومة كذلك وبالتالي التحضير لانتخابات و الاستفتاء ويتقرر شكل السلطة الجديد .واذا لم يكن كذلك سيأخذ مسار متعرج سياسي تصعيدي انقسامي.
هذا هو افق اليمن وهذا الافق ليس طويلا أي هذه السنة لن تنتهي قبل ان يكون اليمن قد رسى على صيغة تسوية .
القسم الاخير هو لبنان الى اين ؟
قال قنديل ان جعجع بحساب المصالح و النصائح الامريكية بأن ميزان القوى في المنطقة يرسم بأن قوة حزب الله تتخطى الحدود وان المقاومة عامل اقليمي لايمكن إغضابه. وإن رئاسة مطمئنة لهذا العامل الاقليمي لا بد منها في الحرب على الارهاب والعماد عون هو القوة المسيحية الاوزن و الاوسع تمثيلاً.
وتابع قنديل ان نظرية جعجع في التفاهم كانت ان يكرر الرئيس القوي فؤاد شهاب مع الحليف القوي بير الجميل وبالتالي يأخذ تقاسم المقاعد المسيحية مع العماد عون وتحقيق للمسيحيين اول مرة ماكانوا يتمنوا من ان لا يأتي بالنواب المسيحيين الا أحزاب و اصوات مسيحية.
ولكن جعجع تراجع لأن سعد الحريري رفض بعدما حزر وليد جنبلاط من خطورة ان يتم الاتفاق مسيحي مسيحي لان القوة المسيحية المتفقة على صيغة داخلية في ادارة المعادلات رغم الخلاف الكبير على السياسة الخارجية انه أمر ممنوع عند السعودي والحريري وجنبلاط .
اختتم قنديل ان في لبنان التحول ذو قيمة هو مابدأه الجيش في جرود بعلبك و الذي يقول ان الجيش قادر _رغم عدم وجود امكانات _ان ينجز لأنه احتل تلال استراتيجية مهمة تمنع المسلحين من التفكير بهجمات في المرحلة القادمة وتضيق الخناق على المسلحين وربما تفتح الباب لتغيير شروط قواعد التفاوض وبدأ الكلام الجدي ضمن تفاهم وتنسيق مع الجيش السوري وحزب الله أي المسلحين لديهم حلين :1- القبول بعرض الانسحاب الى البحر وبالتالي الى تركيا وقطر وتسليم الرهائن من العسكريين المخطوفين ، أو نحن جاهزون للمواجهة ولا قدرة لكم على تحول النتائج . و الجيش بإنجازاته قدم أوراق الاعتماد التي لايملك الوسط السياسي و القرا ر السياسي الا بأن يتفاعل معها إيجاباًويكون على قدر من الجرأة و المسؤولية ويعطي الجيش التفويض اللازم ليكمل ويفتح الحوار التنسيقي مع الجيش السوري و المقاومة .
تحرير : ب ف
2015-02-28 | عدد القراءات 3276