قبل شهر من انتهاء الموعد لإنهاء المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني بين طهران والدول الكبرى نشرت صحيفة الأنباء الكويتية بنود الاتفاق النووي المرتقب الإعلان عنه خلال الأيام القادمة كثمرة للمحادثات الأخيرة بين وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والإيراني وجواد ظريف بما يتجاوز عقبة عدد معجلات الطرد المركزي المستخدمة في تخصيب اليورانيوم ،فتم الاتفاق على «سقف» لكمية اليورانيوم المخصب بصرف النظر عن عدد المعجلات التي تدور ،على أن تصدر ايران الكمية الزائدة الى روسيا لتستعيدها طهران قضبان وقود نووي لمفاعلاتها المدنية ،وهو ما يعني أن الاتفاق سيحافظ على آلية ووتيرة عمل المنشآت النووية الإيرانية على حالها ،دون أي مس جوهري في الشكل والمضمون.
ولعل التصريحات الأخيرة لكل من ظريف وكيري حول الاقتراب من التوصل إلى اتفاق تؤكد أن الإتفاق قد تم بالفعل بانتظار تهيئة المناخات والأجواء المناسبة قبل إعلانه والتوقيع عليه.
أمام سير التوافقات تبدو يحاول الساعون لتعطيل التفاهم السير بجهودهم حتى اللحظات الأخيرة فها هو رئيس وزراء العدو الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يغادر القدس المحتلة متوجهًا إلى واشنطن في مهمة وصفها بـ"التاريخية" والتي تهدف إلى إفساد الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني في محاولة في اللحظة الأخيرة التي تهدف إلى عرقلة الاتفاق من على منبر الكونغرس وهو ما رفضته واشنطن ، ولعل الرسالة القوية وصلت نتنياهو قبل مغادرته القدس المحتلة بمقاطعة 30 من أعضاء الكونغرس الديمقراطيين للخطاب على رأسهم جوبايدن المعروف عنه توافقه المطلق مع المواقف الإسرائيلية ، رسالة واشنطن مفادها أن لا جدوى لمحاولة عرقلة الاتفاق والجهود وأمامك متسع من الوقت لتهيئة الرأي العام الإسرائيلي لتقبل الإتفاق فلا داعي لإضاعته. ولعل تصريح مجلس الأمن القومي الأمريكي بوجوب إعطاء الفريق المفاوض أفضل فرصاً للنجاح بدلاً من تعقيد جهودهم الرد الأقوى على ما يطرحه نتنياهو من ترهات ، قابله صراخ وزير الشؤون الاستخباراتية يوفال شتاينس بأن الخيار العسكري ضد إيران يمكنه تدمير البرنامج النووي، صراخ وجهود لن تصرف في سوق التفاهمات فزمن الخيارات العسكرية انتهى وأوراق الحروب الإسرائيلية العبثية قتلت حرقاً وفشل الأصيل والأدوات بإحداث ثغرة في جدار الصمود الإيراني.
وبالعودة لنص الاتفاق بحسب ما سربته المصادر الأميركية فإنه يحول دون امتلاك إيران لسلاح نووي ،وهذه الجزئية موجهة للإسرائيلي الذي لطالما ركب موجة المواعيد والمهل واتهام إيران بالسعي لإمتلاك سلاح نووي بعكس التقارير الدورية التي تؤكد سلمية البرنامج النووي وأخرها تقرير الوطالة الدولية للطاقة الذرية الذي أشار لعدم وجود أي ما يظهر الطابع غير السلمي في نشاط طهران النووي في أي من منشآته.
أنجز الإتفاق وبانتظار الإعلان والتوقيع على أول وثيقة تثبت حق إيران بتخصيب اليورانيوم كحصيلة منطقية لسنوات من العمل الدؤوب والإستثمار الأمثل في القدرات والإمكانيات المادية والبشرية والعلمية في المقابل نواح وعويل في بلاد امتهنت العمالة والانبطاح حتى الثمالة ،لم تنفعها ثرواتها المرهونة في ثني سيدها الأميركي عن الإتفاق ،تاركاً لها حرية التأقلم مع تبعاته وفق ما يرونه مناسباً ،وهو ما ينسجم مع ديموقراطيته في التعامل مع أوراقه بعد حرقها بعيداً عن مصالحه ، أيام معدودة تفصلنا عن إعلان إيران دولة نووية باعتراف عالمي.
2015-03-01 | عدد القراءات 2556