من سوريا إلى اليمن تصعيد إستعراضي سعودي تركي مقدمة نشرة أخبار توب نيوز 3-3-2015 -ناصر قنديل

مع شد الحبال  الذي فرضته زيارة بنيامين نتنياهو إلى واشنطن ، والآمال التي يعلقها التركي  والسعودي مع الإسرائيلي على تغيير موقف  واشنطن من المفاوضات مع إيران ، يرمي  كل من الأتراك والسعوديين بثقليهما ، لمساندة نتنياهو  عبر تقديم أوراق  إعتماد  تقول بأنهما يستطيعان فعل المزيد ، وأن الحرب  لم تنته ، بينما فشل نتنياهو بقول ذلك بعدما  ترتب  على غارة القنيطرة مفعول  عكسي ، فكانت عملية مزارع شبعا وتغيير قواعد الإشتباك سببا كافيا لتقييد اليد الإسرائيلية عسكريا ومخابراتيا في جبهتي لبنان وسوريا وما سيرتبه  ذلك من تداع  وإنهيارات ، في أوضاع الحلفاء الذين إشتغلت إسرائيل زمنا على تحضيرهم كحزام أمن حدودي ، تراه اليوم  يتهاوى امام أعينها وهي  لا تستسطيع تحريك ساكن .

في سوريا يضع الجيش خطته للتقدم جنوبا في  منطقة الفراغ الإستراتيجي الناتجة عن ميزان الردع وقواعد الإشتباك  الجديدة بعد  عملية مزارع شبعا ، فالعجز الإسرائيلي  عن نصرة النصرة ، يفتح الباب للإمساك بالتلال  والمواقع الإستراتيجية في  مفاصل المنطقة الجنوبية ، لإسقاط قيمتها العسكرية ، دون التورط في معارك إستنزاف  وهمية لتنظيف كامل  جيوب توزع المسلحين ، بل لفكفكة منظومة التواصل بينهم التي  تسمح لهم كما في السابق بالتصرف كجيش ، وتقطيع الأوصال يحيلهم زمرا ومجموعات صغيرة بالكاد تتمكن من الدفاع عن نفسها ومواقعها ، ويقطع أو يعقد طرق الإمداد التي بدونها تنخفض المعنويات والقدرات حتى تحين ساعة الصفر التي يقررها الجيش للحسم .

تركيا والسعودية تقدمان مشهدا  يحاول القول ان شيئا لم  ينته بعد ، ففي شمال سوريا فشلت المسرحية الإستعراضية لنقل رفات سليمان شاه ، و لم ينتج عنها أي معنى يتخطى الإستعراض ، فالعملية في منطقة تحت سيطرة داعش والدخول  والخروج بذريعة دينية وإعلام مسبق للقنصلية السورية ولمدة ساعات ، يعني أنها غيرقابلة للتكرار ، وغير ذات تأثير عسكري ، وليست رسالة يمكن البناء عليها للمستقبل ، سوى في فضح التردد التركي بالتدخل .

بقي لتركيا ورقة تعطيل الحل في حلب ، و إفشال مهمة المبعوث الأممي ستيفان ديميستورا ، وهي  تتوهم ان هذا يحسن وضعها ، بينما  هو يحسن وضع خصمها الذي تمثله  الدولة السورية ، التي  تظهر  مسهلة للمهمة الأممية ، بعدما  نجحت بجعل إقفال الحدود التركية أمام السلاح والمسلحين جزءا منها وصارالتعطيل التركي دليلا إضافيا في ملف الإتهام المتعدد الأطراف الذي  تواجهه تركيا بدعم الإرهاب .

السعودية تريد أن تمنح وضعها الضاغط في اليمن صفة القوة ، وهو في الواقع مسقوف بخيار التفاوض  مهما بالغت في نبرة منصور هادي  عن إعتبار  صنعاء عاصمة محتلة ، لأن المهم في  نهاية المطاف ، بمن سيحرر منصور هادي صنعاء  ؟ بالجيش السعودي أم التركي  ام المصري ؟ وكل منهم لما  يكون قادرا على حرب سيخوضها حيث اولويته الأمنية ، فليبيا اهم لمصر وسوريا اهم لتركيا ، والسعودية خبرت قوتها بوجه الحوثيين قبل أربع سنوات يوم تدخلت إيران تتوسط لإنسحابهم من الأراضي السعودية أثناء حرب صعدة ، وهم اليوم اقوى واشد عزما .

سقف الحركة الإستعراضية في اليمن ، التمهيد للعودة إلى طاولة مفاوضات هذه المرة في  مسقط بعدما صارت عدن وصنعاء  مرفوضتين من اليمنيين بسبب الإستقطاب الجاري ، و صار التفاوض محسوما لصالح مجلس رئاسي  جديد  بعدما فقد  منصور هادي صفة الوسيط والحكم وصار  هو عنوان المواجهة .

تصعيد مؤقت بإنتظار الإتفاق الإيراني الأميركي لتبدأ المنطقة ، بتلقي الترددات الإيجابية للمرحلة الجديدة .

2015-03-03 | عدد القراءات 5421