وقف التنسيق الامني مع الاحتلال الاسرائيلي هو تحول استراتيجي في مسار القضية الفلسطينية
تحدث الاستاذ ناصر قنديل رئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية ورئيس شبكة توب نيوز عن ثلاثة محاور
تتوزع حولها التحليلات والرؤى والمواقف :
المحور الاول هل جاء جون كيري يحمل للرياض ماقاله علناً أن الفكرة المطروحة هي مراقبة ايران وتطويقها وعدم الثقة بماتفعله والتفكير الجدي بالضغط من أجل تقريب فرص الحل السياسي أم أن جون كيري جاء إلى الرياض وهو يحمل اتفاقا كاملا مع ايران , مطمئناً السعودية وعبرها دول الخليج بأن الأذى لن يلحق بهم .
المحور الثاني هو البعد الفلسطيني أن المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية منذ اتفاقيات اوسلو يقرر وقف كل اشكال التنسيق الامني مع اسرائيل , هذا التطور يأتي بعدما نفذت كل الرهانات على إمكانية أن تأتي إسرائيل الى صيغة سلام , قدمت السلطة الفلسطينية كل مايمكن أن تحلم به اسرائيل من تنازلات مع الكثير لكن في الحصيلة اسرائيل الى المزيد من العربده والاستيطان والتهويد , بالمقابل هل هذه الخطوه من جانب منظمة التحرير تعني الذهاب الى خيار الانتفاضة والمقاومة أم هي مجرد خطوة تكتيكية .
المحور الثالث هو زيارة نتنياهو وما انتهت اليه , هل غيرت شيئا في المقاربة الامريكيه , ماذا طرح نتنياهوأمام الكونغرس وماذا طرح أمام الايباك وماهي الخلاصة التي أراد أن يصل اليها
القسم الاول : هو زيارة جون كيري الى الرياض .
أشار قنديل الى أن زيارة كيري الى الرياض تؤدي الى عدة احتمالات الاحتمال الاول انه ذهب ليقول للسعوديين لقد فشلت المفاوضات مع ايران ولن نصل الى نتيجه وبالتالي لابد من الاستعداد لمرحلة قادمة فيها مواجهه وتصعيد واستخدام أوراق القوه اذا لماذا يأتي جون كيري الى الرياض اذا كانت المفاوضات قد فشلت واذا كانت أمريكا لاتأمل بأن تنجح المفاوضات واذا كانت ذاهبه الى المواجهه اولا لكان نتنياهوعاد من واشنطن وهو يحمل الهدايا والجوائز أو كان بقي في واشنطن لينسق ويلتقي ويضع خطط مشتركة مع الامريكيين حول التعامل مع ايران .
اوضح قنديل ان جون كيري جاء ليقول ماقاله علنا اننا نبذل كل جهدنا من أجل أن تصل المفاوضات الى نتيجه وأن المؤشرات هي اننا نتقدم .
عندما يأتي الى حليف رئيسي في المنطقة معني مباشرة بمكانة إيران لأنه على تماس معها بالكثير من الملفات كالملف السوري واليمني والبحريني واللبناني ليتحدث عن المفاوضات مع ايران فهو يأتي لأن مستجدا كبيرا طرأ وهوإما مستجد ينسف المفاوضات وعلى السعودية الاستعداد للمواجهه وإما مستجد بانتهاء المفاوضات الى اتفاق أو قرب التوصل له وعلى السعودية أن تتأقلم
ويتسأل قنديل اذا كان الاتجاه هو الفشل ألم يكن الأحرى بأن تمنح امريكا فرصة التفاهم لاسرائيل قبل أن يأتي كيري الى السعودية لأن الذي يمكن ان تقدمه اسرائيل في المواجهه مع حزب الله وسوريا وايران وهي الجهه التي تملك أوراق قوه وليست السعودية , لوكان هذا كان يجب ان يتم التفاهم الامريكي الاسرائيلي وليس الافتراق بينهما ،لوجدنا امريكا تحتفي بنتنياهو الشريك والحليف الرئيسي في مرحلة المواجهه ذهب كيري للسعودية اي ان الاتفاق قد انجز أو هو قيد الانجاز وعلى السعودية ان تستعد وأن زمن الدلع انتهى وعليها أن لاتحلم ان يكون هناك مناخ متوتر امريكي ايراني تستثمر عليه وتضع العراقيل والتعقيدات أملاً بأن الاتفاق لن يحصل ويجعل الامريكيين يعدلون في وجه تحركهم في المنطقة , والكلام الذي قاله كيري في المؤتمر الصحفي أن على دول الخليج الأ تخاف لأننا ملتزمون بأمنها
اذا هذا هو الملمح الاول ان امريكا وايران يصلان الى اتفاق والملمح الثاني هو ان زمن الفرصه الممنوحه امريكا للحلفاء قد انتهت.
قال قنديل أن ايران ليست في تطلع أن تطمع بدول الخليج أو ان تعتدي أو تضغط عليها والعكس هو الصحيح فهي تتطلع أن تقر دول الخليج بها دولة قادره وقويه وجاره يمكن التعاون معها ودولة قادره ان تساعد في حفظ الاستقرار وحل مشاكل المنطقة وبالتالي ايران ليست هي الجهه التي تشكل خطرا , المشكلة هي أن السعودية التي اعتادت التصرف بصفتها دوله تصنع السياسه في كنف الامريكي , السعودية يجب ان تعتاد اليوم ان تتعامل في منطقة لم تعد فيها صاحبة الحظوه وبالتالي صارت هي الدولة الفاشلة وهي الدولة المحاطة باليمن والبحرين والعراق وسوريا والاردن والمحاطة بكوارث
وتابع قنديل بأنها مهددة من داعش التي تملك بيئة حاضنة في المجتمع السعودي والنخب السعودية والثقافة الوهابية التي تشكل المذهب الديني المعتمد في السعودية وبالتالي هذه الدولة مأزومة ولا تستطيع تقرير مصير المنطقة ولم تعد امريكا تعتبرها ممر الزامي حيث لم تعطها دورا في المفاوضات بسبب رفض ايران لهذا الدور.بالرغم من الرهانات السعودية على تأخير الاتفاق وتعديل الاسلوب الامريكي في المفاوضات أو أن تقدم اوراق اعتماد من خلال دورها في اليمن الشيء الذي فشلت به.أو من خلال المعارضة في سوريا لتغيير المعادلات في دمشق وحلب وفشلت به كذلك الامر.
أشار قنديل أنه في العراق لا امكانية لتشكيل حكومة وطنية وان المكون السني تحت الراية السعودية وهذا ما لم يحصل حيث ان العشائر السنة تصالحوا مع الحكومة الجديدة وأصبحوا جزءا منها ويقاتلون مع جيشها ولا ينتظرون من السعودية ضوءا اخضر.أي لو كان هنالك نجاحات سعودية في المنطقة لما وصل الامريكان الى اتفاق يريح ايران.حيث ايران حليفة الدولة في سوريا التي تتقدم وتحقق الانجازات,وتكون حليفة الحكومة العراقية التي تجمع رموز وقيادات الطائفة السنية,وايضا وقوفها مع المقاومة في لبنان وهذه المقاومة هي صاحبة اليد العليا.وفشل تركيا واسرائيل والسعودية على احداث تغييرات حقيقية في سوريا والعراق.حيث أن الهجوم العسكري السوري في الجنوب بالمشاركة العلنية لحزب الله والحرس الثوري وضع اسرائيل امام خيارين إما الصمت أو الذهاب الى الحرب.لذلك فالامريكي عندما وجد أن كل الفرص التي منحت لحلفائه لتغيير موازين القوى انتهت بالفشل الذريع لم يعد يقيم حسابا لمنحهم المزيد من الوقت,وبدأ بعد ذلك يعلن ان الاتفاق انجز وان هناك معادلة جديدة في المنطقة.
اذا لماذا حديث كيري عن الضغط العسكري على الرئيس بشار الاسد وفرض الرقابة على ايران؟
ان الرغبة الامريكية في الاساس هي ان تنفصل ايران عن سوريا ودولتها وحزب الله وأن لا تستطيع التأثير في العراق والدخول في المعارك الدائرة في منطقة صلاح الدين.هذه الرغبات لم تتحقق بل انه جرب عكسها وتحقق..وان امريكا جاءت اساطيلها تحت عناوين ان الرئيس الاسد تجاوز الخط الاحمر الذي رسمه الرئيس اوباما تحت عنوان لا لاستخدام الكيميائي بعد ذلك تراجعوا لانهم عاجزون ولانهم اكتشفوا انها ستكون حرب تشمل كل المنطقة.واسرائيل جربت ذلك في جمرايا والديماس ومؤخرا عملية القنيطرة فكانت عملية شبعا فانكفأت اسرائيل وتركيا ادخلت طائرة واسقطت.فمن بعد ذلك يستطيع ان يضغط عسكريا؟ هل المعارضة المعتدلة قادرة؟ الجيش الحر انتهى منذ زمن وحركة حزم قد ابيدت ولم يبقى منها شيء.الان بقي جبهة النصرة حيث بدأت تقارير من صحافة ممولة قطريا تفيد بان قطر تسعى لاقناع النصرة بفك ارتباطها بالقاعدة.فما دلالة التقارب السعودي التركي و الحديث الايجابي السعودي عن الاخوان المسلمين رغم كل الاذى الذي تسببت به قطر لمصر,السعودية تدافع عن قطر.اي ان السعودية تخلت عن خيارها التصادمي مع قطر هذا يعني أن الحلف السعودي القطري التركي الغير قادر على الحل العسكري بشكل مباشر.فالنصرة هي الطرف العسكري الذي يسوق له سعود الفيصل امام كيري للضغط العسكري.لكن الذي حدث انه بعد انتهاء المحادثات في السعودية تمت الضربة الجوية للجيش العربي السوري في ريف ادلب ومقتل كبار قادة جبهة النصرة.
ولفت قنديل أن كل المحللين يقولون ان النصرة التي تشكل شمال سوريا معقل قوتها وليس الجنوب,قد بدأت تتهاوى سياسيا وشعبيا وبنيويا وبالتالي لن تقوم لها قائمة والجيش السوري في الجنوب يقوم بتدمير ما تبقى لها من مصادر قوة ما يعني أن الرهان السعودي قد خاب في ابعاده الثلاث.الرهان على تعطيل الاتفاق مع ايران والرهان على مكانة متميزة في المشهد الاقليمي رغم الاتفاق مع ايران والرهان على جبهة النصرة واستخدام الضغط العسكري في مواجهة سوريا.
وتابع قنديل أن كيري في الرياض ليقول للسعودية ان امريكا تفعل ما هو مصلحتها والتي هي انجاز اتفاق مع ايران الذي سينجز قريبا.وعليكم أن تكونوا جاهزين للوصول الى تسويات في اليمن والبحرين ولبنان.وفي سوريا يجب ان تتقبلوا الامر الواقع بأننا وانتم لا نستطيع ان نفعل شيئا وان الاتجاه هو التسليم بأن الدولة التي يرأسها الرئيس بشار الاسد هي المستقبل السوري ولا امكانية لحل أخر.وان السعودية لم تعد قادرة على صنع السياسة في المنطقة.
المحور الثاني : القضية الفلسطينية
أشار قنديل أن المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية إتخذ قرار بالأمس بالإجماع على وقف كل أشكال التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي وهذا التنسيق الأمني مع الاحتلال الاسرائيلي كان المهمة الأساسية التي ترى فيها اسرائيل مبرر للسماح لبقاء سلطة فلسطينية
وتابع قنديل أن منذ اتفاق اوسلو قبل 20عام كانت النظرة بالنسبة لاسرائيل هي أنه يجعل من أجهزة منظمة التحرير وأجهزة السلطة الوطنية الفلسطينية أجهزة رديفة للأمن الاسرائيلي في ملاحقة المقاومين وتجميع المعلومات والقيام بالمطاردات والاعتقالات والاقتحامات للبيوت و القرى وللبلدات والمدن .
منظمة التحرير الفلسطينة كانت دائماًأمام مثل هذا التحدي تحت ضغط ثلاثة عوامل :العامل الاول : أن اسرائيل لم تبدي في يوم من الأيام (منذ نهاية المراحل التمهيدية من تطبيق إتفاقية اوسلو) لم تبدي جدية في السير قدماً في تطبيق سائر بنود الاتفاقية وهي بنود يجب أن تنهي بإتفاق سلطة وطنية فلسطينية كاملة الصلاحيات أي أن اسرائيل في مرحلة يجب أن تنسحب من المنطقة أ والمنطقة ب و المنطقة ج وأن تسلم السلطات كاملة وأن تدفع عائدات الجمارك و الضرائب وأن تنسحب من المدن وأن تشارك الأمن الفلسطيني في المسؤولية عن الطرق الرئيسة و تمتنع عن الاستيطان وبناء الجدار وكل هذا لم تقم اسرائيل بأي من الالتزامات فيه بل كانت تحجز الأموال وتمتنع عن وقف الجدار وتعمق في بناء المستوطنات حتى في مفاوضات الوضع النهائي الذي نص عليها إتفاق اوسلو وحدد لها مدة زمنية وهي ثلاثة سنوات سقفها التمهيدي لخمس سنوات ومضى على الاتفاق أكثر من 20عام وحتى إتفاقية الوضع النهائي تراوح مكانها لم يقبل الاسرائيلي بأن يدرج حدود 67كإطار نهائي للإنسحاب لم يقبل بأن تكون السلطة كاملة الوظائف السلطوية أي بأن تمتلك جيشاًوإطرها الخاصة سقف ماأبدى استعداده هو أن يكون حرس الشرف للرئاسة وأن يكون هنالك علم ونشيد أما الدولة بمفهوم الدولة فهي أمر بقيى بالنسبة للإسرائيلي محرماًعلى الفلسطينين مفاوضات تراوح مكانها من حلقة لحلقة من أيام الراحل أبو عمار الى المفاوضات المتواصلة مع رئيس السلطة محمود عباس اليأس من الوصول بالمفاوضات الى نتيجة هو رأي عام فلسطيني
اذاً العامل الاول الذي كان يدفع بالسلطة الفسطينية بكل مرحلة من المراحل الى وضع التنسيق الامني على بساط البحث هو أن اسرائيل لم تنفذ شيئ من الالتزامات ولم تكن جدية في يوم من الايام
من المراحل اللاحقة من تطبيق بنود الاتفاقية في مفاوضات الوضع النهائي أي مفاوض فلسطيني كان يصل الى اليأس بأن اسرائيل ستتجاوب مع مساعي للوصول الى تسوية كاملة و بالتالي هذا العامل عامل الشعور بأن السلطة الفلسطينية تتواطئ ضد شعبها وتقدم المعلومات عن المناضلين و المقاومين تسهم بقتلهم واعتقالهم أملاً بأن تثبت للرأي العام الدولي وللإسرائيل حسن النوايا لتحصل على ماتتمناه ووعدت به من خلال الاتفاق وأظهر أنه طريق مسدود وهذا كان عامل ضاغط ، وبعدما بزل الامريكيون كل هذا الضغط من أجل الوصول الى تسوية ماأقناع الاسرائيلي بتفاوض جدي جاءت مبادرة كلنتون ومساعي كيري و العودة الى المفاوضات ووضع جدول زمني تفاوضي رغم ذلك لم يحصل شي الاسرائيلي لم يتقدم خطوة واحدة جدية بل توقفت المفاوضات حتى عندما تم خطف المستوطنيين واتهمت حماس بهم وقرر الاسرائيلي الذهاب الى حرب غزة لم يكن هنالك سبب في التعليق على المفاوضات هو قرار تعليق المفاوضات لانها بالنسبة له لا وظيفة لها هو لايريد اصلاً الوصول عبرها الى نتيجة في التجربة السابقة عندما قامت هيلاري كلنتون وطرحت مشروعها والذي تضمن إمكانية حلم اسرائيلي وقالت أن اسرائيل ينتظرها مستقبل قاتم في شرق أوسط يتغير أي (موارد الهجرة التي يعتمدون عليها استجلاب اليهود من انحاء العالم نضبت وبالتالي أصبح هناك اختلال بالتوازن السكاني، العرب يتزايدون وانتم جذء من امتداد الغرب بنمط حياتكم وزيادتكم محدودة وكنتم تعوضوا بالهجرة ولم يعد هنالك هجرة وبالتالي اليوم اذا جمعنا عدد سكان فلسطين واسرائيل كماقالت كلنتون جمعنا ارض 48و67انتم فيها أقل من 40بالمئة واذا انكفئتم من ارض 67وبقيتم فقط في ارض 48بعد 25سنة أنتم النصف بالنصف وبعد خمسين سنة انتم ثلث وبالتالي فكرة دولة يهودية تصبح سخافة لانها ليست تعبير عن الاغلبية السكانية فاذن أنتم أمام مستقبل قاتم
ثانيا ان اسرائيل عندما تختنق تذهب الى حرب وهي تملك قدرة الحرب وحرب خاطفة ونصر حاسم ولكن زمن النصر الحاسم انتهى زمن الحرب الخاطفة وزمن النصر الحاسم .
وبالمقابل من يسمون أنفسهم بحلف المقاومة اي سوريا وحزب الله و القوى الفلسطينة المقاومة وايران يكسبون شعبياًوترتفع اسهمهم لانهم ينتصرون ويحققون انجاز وبنظر الشعوب العربية حنوب لبنان وغزة ماكان يمكن ان يعودا الامن خلال حلف المقاومة وبالتالي اسرائيل غير قادرة على القيام بحرب أوسلم وغير قادرة بالتوازن السكاني الديموغرافي أن تتحمل فهي دولة يهودية كذبة لايوجد لديها عدد سكان يكفي بين العرب لتكون دولة يهودية .وبالتالي قدمت حل اسمه مشروع تسوية يمكن لاسرائيل أن تتحملها أنه خط ممتد من طول كرم الى الخليل بعرض 4الى 17كم يعني شريحة رقيقة من الضفة الغربية وعاصمتها أريحا تقوم فيها دولة فلسطينية مؤقتة ويكون التفاوض طويل على حدود 67وعلى القدس وعلى اللاجئين لفت قنديل أن مشكلة القيادة الاسرائيلية عندما تكون قوية منتصرة لاتقدم تنازلات لانها تعتبر أنها من موقع المنتصر بل يجب أن يقدم لها التنازل وعند كام ديفيد هي فرضت التنازلات لانه أعتبرت أن انهيار الجيش الثالث بسبب مؤامرة أنور السادات على جيشه يعطيها فرصة بأن تمضي الشروط ، وبجنوب لبنان خرجت من دون شرط أوقيد أو مفاوضات .
وتابع قنديل أن اسرائيل دولة غير صالحة للسلام ولاتستطيع أن تقدم تنازل لاإن كانت قوية ومنتصرة ولاإن كانت ضعيفة ومهزومة كلما ضعفت وهزمت أصبحت أشد تطرفاً وكلما قويت وانتصرت أصبحت أشد تعجرفاً
وأضاف قنديل أن العامل الثاني الذي كان يضغط على السلطة هو الانقسام الفلسطيني أي ورقة القوة في يد حماس بوجه فتح هي السلطة بأنهم يتعاملون مع الاحتلال ومتهمين وهذا يعطي قيمة مضافة لحماس .
تشعر فتح بعد التبدل الذي حصل في الازمة السورية بأن حماس تراجعت أسهمها عند حلف المقاومة ولكن فتح قامت بفتح علاقات طيبة مع سوريا وحزب الله وأعيد فتح مكاتبها في طهران وتعتبر فتح أن وصمة عار في جبينها هي التنسيق و التنسيق غير مجدي ويحرج حماس بالحديث عن الوحدة و التنسيق يعطي لفتح مكانة أكثر تقدماً كفصيل وطني ويأتي هذا عامل مع عامل ثالث كان يضغط دائما هو أن في مسألة الوحدة الوطنية الفلسطينية تشعر فتح ان حماس ليست راغبة بالوحدة وانها لاتريد الوحدة التي تؤدي الى انتخابات برلمانية ورئاسية وإعادة توحيد منظمة التحرير وتوزيع الانصبة و الاحجام فيها على اساس انتخابي ،تشعر فتح أنها استردت جذء من رصيدها وان حماس بعد التجربة الازمة في سورية وحماس بعد فشل تجربة الاخوان المسلمين في مصر وفي كثير من البلدان العربية حماس بعد انكشاف التواطئ التركي و القطري ضد القضية الفلسطينة و المقاومة بعد انقلاب قناة الجزيرة وهي قناة الاخوان المسلمين بصورة أو بأخرى لم تعد لها الشعبية التي كانت لها من قبل وأنها تخشى لهذا السبب الانتخابات اذا تخشى اتفاق الوحدة لتحرج حماس فتح أن لها مصلحة بأن أوقفت التنسيق مع اسرائيل فاذهبوا لتطبيق الاتفاق الوحدة هذه عوامل ضاغطة داخل فتح
وأشارقنديل أن هناك عوامل مشجعة على وقف التنسيق وهي اولاً:بدء الاعترافات الدولية في دول اوروبا مثل السويد و البرلمان البريطاني و الايطالي بدأت الاعترافات بدولة فلسطين لاتقدر بأن تقوم بدولة وان تشتغل خدم عند الاسرائيلي على طرقة جيش لحد وبالتالي هذا معيب كان بمقام من يفكر بأن ينشئ دولة فلسطينية ودخلت الامم المتحدة و المحكمة الجنائية الدولية نقيصة في أنت متنازل عن صلاحيتك كدولة لما تقبل هذا التنسيق الامني المهين و المذل لذلك وقف التنسيق هو شرط من شروط مراكمة معنوية أخلاقية لحساب السلطة التي بدأت تشعر بأن مكانتها في العالم مقابل عزلة اسرائيلية يشكلان سمة المرحلة القادمة .
العلاقة الامريكية الاسرائيلية تتدهور وتكاد تصل حد الانفجار و الافتراق الاميركي الاسرائيلي .هذا التحول و الافتراق في المصالح بأن الاثنين خسروا الحرب وعجزوا عن فرض إرادتهم .
ايران جاهزة لاتفاق مع أمريكا ولكن ايران غير جاهزة ان تقوم بالاتفاق مع اسرائيل و المقاومة تقول أن امريكة دولة عظمى وعليها ان تتأدب وتفك علاقتها مع اسرائيل .
أوضح قنديل أن جوهر القزارة في السياسة الاميركية هو دعمها لاسرائيل وبالتالي أميركا تشعر بأن مأزقها مع شعوب العالمين العربي والاسلامي بسبب حمايتها العمياء و الغير المحدود لاسرائيل
اشار قنديل أن الزمن الاسرائيلي انتهى عندما تشعر السلطة الفلسطينية بكل هذا ولا تلغي التنسيق العسكري و الامني مع اسرائيل هذا يؤدي الى خلل كبير هذه التحولات تعني أن وقف التنسيق الامني هو تحول استراتيجي في مسار القضية الفلسطينية حتى لو ترتب عليه غداًانهيار اسرائيلي أدى الى تبدل أميركي واستئناف المفاوضات سيتم ذلك من موقع وحسابات مختلفة تشد على أيدي القيادة الفلسطينية كي تمضي قدماً بخيار قطع كل صلة مع اسرائيل لانها في موقع أقوى .
القسم الثالث : زيارة نتنياهو الى واشنطن وخطابه أمام أيباك ومجمع اللوبيات التي تعمل لصالح اسرائيل في الولايات المتحدة الاميركية وأمام الكونغرس ، بالنسبة لخطاب نتنياهو هذه المرة هي المرة الاولى التي يقاطع فيها نواب أمريكيون ونتحدث عن نخبة الشيوخ و النواب خمسون من كبار المشرعين الاميركين للمرة الاولى يقاطعون خطاباًاو احتفالاًيحضر فيه مسؤول اسرائيلي رفيع هذا لم يحدث في تاريخ أميركا .
تحدث قنديل عن العلاقة الاميركية الاسرائيلية أنها مرت بمحطات المحطة الاولى ماقبل العدوان 56العدوان الثلاثي على مصر التي اشتركت فيه اسرائيل الى جانب فرنسا وبريطانيا وانتهت هذه الحرب بنصر مصري من خلال المقاومة الشعبية و الجيش المصري ،ان الاميركيين يومها كانوا خارج الحرب وكانوا يرون أملاً بعلاقة أميركية مصرية متميزة ويرون بأن اسرائيل أخطأت بأن تكون الى الضفة الفرنسية البريطانية في الحرب على مصر لأن فرنسا وبريطانيا تخرجان من الحرب العالمية الثاني مكسرتان الجوانح ضعيفتان أميركا تعيد بنائهما الاقتصادي و العسكري من خلال الحلف الاطلسي وخطة مارشل وبالتالي خطة اسرائيل الصاعدة في المنطقة ارتكبت حماقة تاريخية بالاشتباك مع مصر وكانت مصر جمال عبد الناصر ليست بعيدة الى هذا الحد اميركا كانت المخطط التي تهيئ للسد العالي الذي يشكل المشروع التنموي الرئيسي لمصر في عهد جمال عبد الناصر وقد وضعت في المكاتب الاميركية ومشاريع التموين في البنك الدولي تقودها اميركا وكانت طلبات السلاح للجيش المصري موجودة على طاولة المسوؤلين الاميركيين في وزارة الدفاع وكانت مصر ترغب بعلاقة متوازنة بين كل من الاتحاد السوفيتي واميركا ومن هنا كان مفهوم عبد الناصر للحديث عن الحياد وعن الكتلة الثالثة وعن مشروعه المشترك مع كل من الهند ويوغوسلافيا واخرين في العالم بتأسيس دول عدم الانحياز الذي حدث هو أنه بعد 56بدأت مرحلة جديدة في هذه المرحلة ظهر إصرار جمال عبد الناصر على تنمية مستقلة تبني اقتصادا وطنيا خالصا للدولة المصرية، حاولت أميركا أن تطوع مصر ووصلت الى طرق مسدودة فانكسرت العلاقة وخلال سنتين نشأت حلف بغداد عام 58الذي قادته أميركا وضم الشاه وتركيا وكانت اسرائيل محور خفياً فيه وكان فيه نظام بغداد أنذاك نوري السعيد و الهدف هو اسقاط عبد الناصر ومنع الدم الناصري من الانتشار وكانت السعودية الملك فيصل في الطليعة الذي يواجهون جمال عبد الناصر في تلك المرحلة وحرب اليمن التي خاضتها السعودية في وجه جمال عبد الناصر كانت أحد ابرز أوجه هذا الاشتباك .
المحطة الثانية كانت مرحلة استثمار أميركي على اسرائيل وجعلها المخلب ورئيس الحربة و الاداة و القاعدة العسكرية ونقطة الارتكاز جاءت حرب 67لترفع من قيمة اسرائيل القوة القادرة الجبارة التي تطيح الجيش المصري و السوري و الاردني وتحتل سيناء التي تعادل مرة ونصف مساحة الاراضي الفلسطينية التي كانت تحتلها اسرائيل عام 48وتحتل الضفة الغربية وقطاع غزة تعادل مرة وربع مساحة فلسطين 48وتحتل الجولان وتصبح هي القوة المطلقة العظمى عام 80ذهبت اسرائيل الى تدمير المفاعل النووي في العراق و82اجتاحت لبنان عام 79وقعت كام ديفيد برعاية أميركية اتفاقية مع مصر تضع لاسرائيل شروط لايمكن أن تنهي في التدخل في التفاصيل الامنية و السيادية المصرية .
وتابع قنديل أن اسرائيل كانت موضع رغبة اميركية في ان تكون هي الشريك لذلك في عام 82 وقع الاميركيون مع اسرائيل معاهدة تاريخية هي معاهدة تعاون استراتيجي لم يوقعوا مثلها حتى مع دول حلف الاطلسي يعني بريطانيا فرنسا ليست لهما معاهدة تشبه معاهدة التبادل الامني و التقني اقتصادي التي تقيمها أميركا مع اسرائيل هذا الرهان الاميركي كان معه التأثير الاسرائيلي في قلب أميركا أنه في جالية البنوك ، و البورصة، وول ستريت ،الاعلام ،مؤسسات العملاقة ،ومؤسسات الضغط في الرأي العام و القدرة التأثيرية على مسار العملية الانتخابية .
وتابع قنديل أن هذه الثنائية في القدرة الاسرائيليية منحتها مكانة الطفل المدلل وليست مكانة الدولة التابعة ،سقوط الملك الشاه أُشًر لأميركا بأن كل الدول التابعة مهما كانت قوية فهي مهددة بالاحتفاظ بمصادر قوتها لانها في يوم ما قد يصحو شعبها ويثور وتكون اولى عناوين ثورته اسقاط العلاقة مع أميركا إلا اسرائيل ،اسرائيل التوأم أميركا كيانان مبنيان على هجرة المستوطنيين وترحيل السكان الاصليين وذبحهم وتهجيرهم كيانان قائمان على استثاغة العدوان وكيانان مبنيان على تشكيلة اجتماعية ليست لها أوصول واحدة وجذور واحدة لا في الهوية أو اللغة ولا القومية ولا في التاريخ ولا في الذاكرة لذلك هذا التكوين الهجين ليست له الا قضية الامن البقاء اسرائيل كلها وبكل مواطنيها تشعر بأن أميركا هي الحضن لاغنى عنه وأنها في حالة خوف وزعر في منطقة معادية لها مالم تكن أميركا في ظهرها لذلك باتت تثق أميركا أكثر بعد بدء تغيير الانظمة في المنطقة بأن اسرائيل هي الابقى
اختتم قنديل أن اسرائيل لم تعد تلك القوة انتهت هذه المرحلة ،لأن ايران صمدت ورفضت اي اتفاق تكون اسرائيل طرفاً مباشراً أوغير مباشر فيه، كان شرط ايران أنها لاتناقش علاقتها بالمقاومة ولاتناقش علاقتها بسورية ،اسرائيل أعطت الضوء الاخضر لاسقاط سورية ،جاءت بالقاعدة ،فعلت كل المحرمات والموبقات ،وهاهي ايران تفرض منطقها ايران يد عليا يعني لامكان مميز لاسرائيل في أميركا هذا عنوان جديد سوف يحكم المنطقة وربما يؤشر لاتجاه مستقبل العالم .
تحرير : ب ف
2015-03-07 | عدد القراءات 2912