في سابقة نادرة تحدى اعضاء من حزب الجمهوريين في الكونغرس الاميريكي القائد الاعلى للبلاد رئيس الولايات المتحدة الاميريكية و في سابقة خطيرة ظهر الخلاف استراتيجي تتعلق بالامن القومي للولايات المتحدة و النظرة نحوها بين الجمهوريين و الديمقراطيين الى العلن و في سابقة خطيرة الخلاف اليوم خلافا لاي توقع يتعلق بمصلحة اسرائيل في الشرق الاوسط .
الخلاف الذي ظهر بين البيت الابيض و الكونغرس وصفه جو بايدن بانه لا يرتقي لمؤسسة احترمها و هذا النوع من التصريحات الحادة يعكس حجم الخلاف و الانقسام الذي نشأ في الساحة الاميريكية و الذي برز لاول مرة في ما يطال مصالح او محاوف اسرائيل و لربما بات هذا الخلاف بالنسبة لكثيرين في واشنطن و تل ابيب اهم بكثير من توقيع الاتفاق مع ايران بحد ذاته لانه بدأ يؤشر الى ان شيء ما في الولايات المتحدة تغير .
تغيرت النظرة الى اسرائيل من اصحاب راس عام و اعضاء في الكونغرس لا بل من حزب وازن و كبير و هو الحزب الديمقراطي و هو مهما حاول اعتبار مصالح اسرائيل فوق اي حساب في المنطقة بتصريحاته فهو بلا شك يسعى من خلال الاتفاق الى الخروج من حلقة مفرغة طوقت الولايات المتحدة لعقود طويلة ضمن مخطط الرعاية و الحماية للكيان الاسرائيلي منذ نشوئه و بلا شك لا يمكن قراءة موقف نتنياهو سوى بعين التحدي الواضح لكل من حزب داخلي سياسي او غريمع في اميريكيا الحزب الجمهوري اولا و تل ابيب و مصالحها ثانيا و هي التي تستشرف خطرا و قلقا غير محدود من الاتفاق مع ايران .
الاكيد ان الرسالة التي وجهها الجمهوريين الى ايران و التي تتضمن تذكيرها بان موضوع رفع او تعليق العقوبات عنها يتعلق بموافقة الكونغرس يهدف الى التشويش بغرض عرقلة اي جدية ايرانية تتعلق بالنظرة لمستقبل اتفاقية طويلة الامد اذا ما خسر الحزب الديمقراطي الانتخابات الاميريكية و بالتالي تصرف اعضاء الكونغرس ال 47 الذين ارسلوا الرسالة انهم الاساس في اي مستقبل اذا لم يكونوا الاساس اليوم في اي حاضر او " اتفاقية " .
الاكيد ايضا ان الرسالة هذه جاءت بالتزامن مع خطاب نتنياهو امام الكونغرس و دعم الايباك له ايضا و هي بالتالي اي الرسالة واحدة من سلسلة الاجراءات التي اتفق نتنياهو على اتخاذها مع الاعضاء الجمهوريين الذين لم يتوقفوا عن التصفيق له .
اما بالموقف فان الذي جرى اذ يعكس انقساما خطيرا داخل الولايات المتحدة حول اسرائيل مصلحتها بحيث تعتبر سابقة فان الرسالة هذه لن تزيد باراك اوباما سوى اصرارا على المضي قدما في توقيع الاتفاق مع ايران و هو الذي يعرف تماما ان وضع نتنياهو الذي يستجدي دعما في الانتخابات الاسرائيلية غير مطمئن و هو الذي استقبل عكس توقعاته بتظاهرة حاشدة اولى من نوعها في الاراضي المحتلة مدعومة من اليسار بدل التصفيق الذي قوبل به في الكونغرس .
محاولات الرهان على المستقبل بعد رحيل اوباما و تحذير ايران من تصديق نجاح اي اتفاق و كانه تاكيد على ان التوقيع على الاتفاق ات لا محال قد فشل بالنسبة للبيت الابيض و هو الذي اكد عبر جو بايدن ان الغالبية الساحقة من الاتفاقيات الأمريكية الدولية تعمل دون مصادقة الكونغرس، مشيرا كمثال قريب على نجاح الدبلوماسية، الى الاتفاقيات الروسية - الأمريكية المشتركة إزاء حل مشكلة السلاح الكيميائي السوري.
اولى مؤشرات الانقسام الاميريكي حول مصالح اسرائيل تظهر الى العلن ..
اوباما يتحدى و لا بأس من الاعلان لاول مرة عن الانقسام الاميريكي نحو مصالح اسرائيل العليا ..
2015-03-10 | عدد القراءات 1958