ردا على تقدم ايران قوات برية اميريكية في العراق ؟ - روزانا رمال

بعد الازمة  التي اجتاحت اروقة الكونغرس و الانقسام الحاصل  حول خطاب نتنياهو عن ايران و وضوح الانقسام بين اعضاء مجلس الشيوخ الاميريكي  من جمهوريين و ديمقراطيين  طلب الرئيس  باراك اوباما  من الكونغرس منحه تفويضا لاستخدام القوة البرية بسبب التقدم العراقي الايراني في العراق.

اذا كان هذا التقدم بالنسبة للاميريكيين في العراق غير مقبول فانه بالتالي اعتراف بان مكافحة "داعش"  جديا بالطريقة التي تقوم فيها ايران و حلفائها و التي كشفت قدرة  على استعادة الاراضي من المسلحين غير مقبولة  هذا اولا,  اما ثانيا : فان في هذا اشارة الى ان  المقبول فقط بالنسبة للاميريكيين  هو عمليات عسكرية بطيئة و غير محسومة النتائج للتحالف الدولي على داعش الذي يشن غارات في سوريا و العراق لم تؤكد قدرتها على استعادة اي منطقة من  يد المسلحين ما يؤكد على كلام القيادة العسكرية الاميريكية الاخير حول تخفيف العمليات على داعش بمعنى انه لا داعي للاستعجال بالقضاء على الارهاب و التروي .

الاكيد ان التقدم التي احرزته القوات العراقية و مجموعات المقاومة ابرزها ما يعرف بحزب الله العراقي و قيادات عسكرية  ايرانية التي لم تتوانى عن الظهور في العراق و التقدم العسكري هناك يرسم تساؤلات كثيرة  ابرزها " هل وافق الاميريكيون على هذه العمليات في تكريتو الا لكانوا منعوا تقدم الجيش العراقي  ام انه كل  هذا هو فعلا انعكاس لحالة النفوذ الايراني الواضح و الكبير في الميدان العراقي و التنسيق الواضح بين الحكومة العراقية الحالية و الحكومة الايرانية في العراق بحيث لم تعد زمام الامور كلها بيد الاميريكي وحده بهذا الاطار ؟

ديبلوماسي اوروبي رفيع المستوى يؤكد ان الاميريكيين يراقبون المشهد تماما و لم يتدخلوا لتوقف تقدم القوات العراقية و ما يعني من تقدم ايراني  و  انه لو ارادوا ذلك لفعلوا معتبرا ان في هذا تاكيد على المرحلة الجديدة المقبلة التي توحي بالمساحة الكبيرة للنفوذ الايراني محتمل  في الشرق الاوسط بعد اي اتفاق مع الغرب .

تسارع العمليات العسكرية لحلفاء ايران قبل توقيعها مع الغرب امام تحالف دولي هو تقدم ملفت خصوصا الصراحة في الحضور التي بات الايراني  يجاهر فيه من دون تردد في اي منطقة يعتبرها تقع ضمن محور حلفائه و قد برز ذلك اكثر بعد عملية القنيطرة التي استهدف فيها قائدا رفيع المستوى من الجيش الايراني و بالتالي فان التقدم في العراق امام عجز عن تقدم مقابل لقوات التحالف الدولي  يرسم تساؤلات حقيقية حول قدرة الايرانيين على حسم الامور في الميدان و اذا كان الاميريكي  كفرضية ممكنة يسهل تقدم الجيش العراقي من اجل التذرع بطلب قوات برية من الكونغرس و الدخول مجددا الى العراق اكيدا فان الغير مؤكد ان يجمع الكونغرس على اعطاء هذا التفويض لاوباما و بالتالي يبقى هذا الامر ضمن اطار محاولات الايحاء الاميريكي بان الثوابت في محاربة الايرانيين و تقدمهم في النطقة لا يتنازل عنها البيت الابيض و ذلك رغم  اي تقدم في الملف النووي الايراني ..

                 

 

2015-03-13 | عدد القراءات 2231