القيادتان السعودية و الفرنسية العاجزتان عن التطلع لمفاوضة ندية متكافئة مع إيران ، وهما يريانها ، تقترب من التفاهم التاريخي مع أميركا ، وما سيتضمنه من إقرار بمكانة دولة عظمى لإيران ، تشبه مكانة الدول التي تفاوضها ، الخمسة زائد واحد ستصير خمسة زائد إثنين ، بعد الإتفاق ، وربما تصير ستة زائد واحد لأن الحاجة لإيران كشريك في نادي الكبار تنبع من خصوصية الجغرافيا التي تلعب فيها إيران دورا محوريا ، وهي منطقة الشرق الأوسط ، قلب آسيا التي تشكل أكثر من نصف العالم ، ومنطقة الطاقة المركزية ، وعصب المواصلات التي تربط اربع إتجاهات الأرض .
السعودية وفرنسا لن تستطيعا مجاراة مفاوضات متكافئة مع إيران ، وهما تخسران في سوريا والعراق ، واليمن ، وفي الثلاثة تجدان قبالتهما حزب الله ، الذي تجدانه ممسكا بالملف الرئاسي في لبنان ، حيث جماعة السعودية وفرنسا لا يملكون القدرة إلا على الإنتظار ، ولذلك قررت السعودية وفرنسا التحرش بحزب الله مباشرة وليس عبر جماعتهما في لبنان الذين لا يستطيعون تحمل تبعات التحرش .
أوعزت السعودية لدولة الإمارات العربية المتحدة ، العودة لما سبق أن فعلته ، بإبعاد عشرات اللبنانيين من المنتميم طائفيا إلى بيئة حزب الله ، دون أن يكون لدى أي منهم سبب يبرر الإبعاد ، كما تؤكد مصادر إماراتية دخلت على خط الوساطة لإلغاء قرار الإبعاد ، وكان سقف ما قيل لها ، فليتحدث حزب الله مع السعودية ويترب الأمور ، لتتوقف هذه الحملة ، التي ستتسمر حتى يقرر حزب الله قبول التفاوض مع السعودية .
يمكن أن تتمدد العمليات المشابهة إلى بلدان خليجية أخرى ، و قد تبعتها بلدان أفريقية تابعة للقرار الفرنسي ، و الوسطاء يقولون ، ولو كانت صفتهم قادة في بلادهم الأفريقية ، راجعوا فرنسا ، وقولوا لحزب الله أن يتحدث مع الفرنسيين .
السعودية وفرنسا تريدان التحدث مع حزب الله ، عن سوريا والعراق واليمن و البحرين ولبنان ، وتعلمان أن هذه الملفات هموم مشتركه لكل اطراف الحلف الذي تقوده واشنطن ، والوصول لتفاهمات مع حزب الله ، سيعني تحقيق الخطوة الرئيسية على طريق التفاهم مع إيران التي لا يبقى مطلوبا منها سوى المباركة ، طالما أن أطراف حلف المقاومة ، تنسق فيما بينها بكل شأن كبر أم صغر .
السعودية وفرنسا ترتضيان ضمنا الإعتراف أن دورهما في المنطقة تراجع ، وأن دور حزب الله كبر كثيرا ، وتقران ضمنا أن التحدث مع سوريا فوق قدرتهما السياسية بسبب سقوف عالية ذهبا إليها في الخطاب العدائي ، والتحدث مع إيران فوق مستوى طاقة كل منهما ، تفاوضيا بينما إيران تدخل نادي الكبار ، من الباب الواسع ، وطالما أن واشنطن تتولى التفاوض مع طهران .
إختارت باريس والرياض طريقا لا أخلاقيا ، ولا إنسانيا للتفاوض مع حزب الله ، يستخدم خبز الناس وباب رزقها ، ومستقبل اعمالها لفتح باب التفاوض عبر التحرش ، كمثل ما إختارت قطر وتركياالإيعاو لجماعات القاعدة بمفرعاتها القيام بخطف من يهم أمرهم حزب الله لإتسخدام قضية المخطوفين سابقا وحاليا لفتح قنوات التفاوض .
لن يستجيب حزب الله لتفاوض أدواته خسيسة ودنيئة ، وسيتحمل معه جمهور المقاومة التضحيات لصون الكرامات ، حتى يرتضي من يريد المفاوضة دق الأبواب بما تقتضيه الأصول .
2015-03-14 | عدد القراءات 4369