في الخامس عشر من آذار وقبل أربعة أعوام قرر أصحاب مشروع الشرق الأوسط الجديد وعرابيه من أعراب وأغراب إطلاق شعار الشعب يريد في سورية بعد أن نجحت وصفتهم السحرية في تونس ومصر ،بالاعتماد على شعارات جذابة وإعلام براق وشخصيات صنعت على أنها ناشطة في منظمات المجتمع المدني كإطار عام ضمت باقة من المعارضين السوريين والعملاء الخفيين وأبناء الجيل الثاني من رموز الإخوان المسلمين.
ربما نجح أصحاب الشعارات البراقة من خطف الأنظار وكسب تعاطف شريحة من السوريين التواقين للتغير والحالمين بحياة سياسية حقيقية تنتقل بسورية من بلد اللون الواحد إلى قوس قزح يعكس تلون المجتمع السوري وجماليته ونقاء صورته بعيداً عن أي صبغة دينية أو طائفية أو مناطقية ، إلا أنه سرعان ما بدأت الصورة الحقيقة تنجلي وثوب العفاف الأبيض الذي تسربل به منظروا ما يسمى الثورة السورية تلطخ بدماء السوريين وكسرت فضائحهم المالية ومتاجرتهم بمعاناة وألام وأعضاء السوريين هالة الزهد التي إختبوا ورائها لعقود مواجهتهم للدولة السورية وقضت الشيكات القطرية السعودية والرعاية التركية الفرنسية الإسرائيلة على كل ما يمت للسيادة والاستقلالية والرأي الحر وغيرها من الشعارات الفضفاضة والكلمات الرنانة.
ما ذا بقي من ثورة كرامة ؟!...حولها أصحابها لحرب انتقام من الدولة وأبنائها ومن يناصرها بشعارات طائفية من اللحظة الأولى لانطلاقها بعد أن أسقطت الشعارات الطائفية في حمص وبانياس منذ بداية الأحداث مقولة تحول الثورة عن مسارها والمسجد العمري ومخازن السلاح فيه تشهد على السلمية المزعومة.
ما ذا بقي من ثورة كرامة ؟ّ! أمعن أصحابها بقتل السوريين وبات دم السوري يسفك دون خوف أو وجل وألف أنصار الثورة مشاهد الذبح والتنكيل بالجثث قبل ظهور جبهة النصرة وداعش فمن قتل نضال جنود كان على رأس مظاهرة سلمية الشعارات ومن ارتكب مجزرة جسر الشعور دعاة إسقاط النظام قبل ظهور داعش والنصرة.
ما ذا بقي من ثورة كرامة ؟ّ! عرابها برنار هنري ليفي والمحاضر والمنظر برموزها والصديق الصدوق لرموزها الذين لم يجدوا حرجاً من العلاقة مع العدو الإسرائيلي والتنسيق معه بل تقديم الضمانات وولاء الطاعة لقاداته وجنرلاته صباح مساء من أعلى المستويات إلى أدناها .
ربما من عبثية القدر أو يكون الخامس عشر من آذار عيد ميلاد شعبان عبد الرحيم أو شعبولا الفن رمز العبث والفوضى في كل شيء من الموسيقى والألحان إلى الصورة والألوان ... شعبولا يبدو أنه أصبح رمز لثورة شعب لا يعرف ما يريد.
مع مرور الوقت وتسارع الأحداث السورية عرف الشعب السوري ماذا يريد والتف حول جيشه وقيادته وصمد الشعب والجيش والقيادة في وجه أعتى حرب عرفتها البشرية حرب أعادت تصويب البوصلة وكشفت المستور وأماطت اللثام عن خيارات الشعوب الحقيقية وأين أراد أخذها مزوروا الحاضر والتاريخ فسقط مشروع الإخوان المسلمين في تونس ومصر وسقطت رهانات السعودية وتركيا في اليمن والبحرين و العراق.
أراد السوريون وفعلوا وصمدوا وأراد الجيش السوري كشف لعبة إسقاط الدولة السورية ورمزها الرئيس بشار الأسد والنيل من خياراتها من بوابة الشعوب فأمن بخيار الشعب الحقيقي وواجه وحلفائه في محور المقاومة الإرهاب وكان له النصر وكسر معاقل ورموز العمل المسلح وحصونه المنيعة من وسط سورية إلى شمالها وجنوبها ،ورسم نصره وصموده خارطة العالم الجيوسياسية الجديدة وبات الجيش العربي السوري رمزاً للحرب على الإرهاب وأيقونة الدفاع عن الوطن والخيارات وعرفت الشعوب حقيقة النيل من الرئيس بشار الأسد وتحول شعار إسقاطه لمرادف العمالة والارتهان للعدو.
بعد أربع سنوات سقطت الثورة وعرف الشعب ماذا يريد .... وأدركت شعوب العرب أن كرامتهم ومصير العروبة مرهونة بصمود وبقاء ثالوثها المقدس الشعب والجيش والقيادة
2015-03-15 | عدد القراءات 2250