قنديل: واشنطن إلى التفاوض مع الرئيس الأسد و الحل السياسي هو الطريق الوحيد و لا حل دون الأسد

تحدث الأستاذ ناصرقنديل رئيس شبكة توب نيوز و رئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية في برنامج ستون دقيقة عن ثلاثة محاور

 أكّد قنديل في الحلقات السابقة أن لا تبديل في الموقف الامريكي  و أن التصعيد الامريكي على إيران هو ليس علامة إنقلاب على مشروع الإتفاق النووي تحت ضغط ما فعله النواب الجمهوريون و ضغط نتنياهو ومعهما الإنزعاج العام لدى إدارة أوباما من الإندفاعة التي رعتها إيران للجيش العراقي و الحشد الشعبي من أجل الحسم في تكريت , لأن قدر أمريكا هو التسوية و قد اختبرت كل الخيارات و هي مجبرة أن تسير في هذه التسويات هذا العام , ولأن أعوام الحروب الأربعة انتهت مع نهاية العام 2014 موعد الإنسحاب من أفغانستان حيث لا قدرة للجيوش الامريكية على البقاء متورطة في البر الآسيوي بلا أفق و لا سقف و لا موعد للخروج.  عام 2015 هو عام السياسة بامتياز و بالتالي التفاهم الامريكي الإيراني سيسيرفي طريقه مهما كانت التعقيدات و الإشكاليات و الإختلافات .

و أشار قنديل أننا شهدنا لقاءاً هاماً في طهران بزيارة رئيس وكالة الطاقة الذرية الدولية مع وفد مرافق لمناقشة آليات التحقق من تطبيق إيران لأي تفاهم سيجري التوصل إليه وخصوصاً ما يتصل بطمأنة دول الغرب لتحقيق كل المواصفات و شروط برنامج سلمي .  وكان لقاء سويسرا رئيس الملف النووي رئيس المصلحة العليا للطاقة النووية في إيران علي اكبر صالحي مع وزير الطاقة الامريكي و معهما وفد مرافق من وزارة الخارجية وخبراء .

و في قلب هذا الإتجاه  لفت قنديل لتصريحات كيري  بأن واشنطن مضطرة للتفاوض مع الرئيس الاسد و مارافقه عن أن الحل السياسي هو الطريق الوحيد و لا حل دون الاسد , وأن واشنطن مع بلدان أخرى تدرس إعادة إحياء العملية الدبلوماسية و لم يقل السياسية أي المقصود إعادة فتح السفارات . فنحن أمام إنقلاب و تغيير نوعي بدأت طلائعه بالعودة الى دمشق و الإقرار بالهزيمة و الإعتراف بنصر سورية و لذلك بدأ اللطم و النحيب و العويل ممن راهنوا على أن أمريكا لن تعترف بنصر الأسد و سوف تبقى تُصرّ على عدم شرعيته .

القسم الاول : عن هذا المتغير مع تداخل البعدين السوري و الإيراني مع العراقي .

القسم الثاني : لمناقشة العد التنازلي الذي أطلقه قنديل في العام 2013 و شرح الإنتقال في السياسة الأمريكية من الحرب لإسقاط النظام إلى حرب للتفاوض و خلالهما لم يتوقف القتال. ومن مرحلة التفاوض إلى بدء التفاوض و هنا أيضاً لن يتوقف القتال . بالتالي ما علاقة العد التنازلي و سقوط قرار الإسقاط , بالعودة للتفاوض و الإستعداد للإعلان عن الذهاب اليه و ماعلاقته بالقتال و ماهي عناصر الدفع باستمرار الحرب و كيف ستكون عناصر إيقافها .

القسم الثالث : اليمن الذي هو الهم الأول في الخليج وهو من سيضع السياسة المستقبلية الخليجية . وما جرى في المؤتمر شرم الشيخ لترويض و تطويع مصر بعد هبتها و انتفاضتها بعد عملية داعش و قتل 21 مواطناً مصرياً بيد تركية.

القسم الاول: العلاقة الأمريكية الإيرانية و تطورات الملف النووي مع لقاءات كيري ظريف و تصريحات كيري الأخيرة حول التفاوض مع الأسد .

نوّه قنديل في بداية الحديث عن أن المفاوضات لم تكن متعثرة بل كانت أمريكا متمسكة بالذهاب للإتفاق أكثر من إيران و مستعدة لدفع الأثمان المترتبة على الإتفاق و هذا ظهر في عملية مزراع شبعا التي جاءت رداً على غارة القنيطرة . و لنتذكر عندما وقعت عملية مزارع شبعا قال الأمريكيون للإسرائيلين أنها ضربة مؤلمة لكنها لا تستدعي الذهاب الى حرب . بينما في عملية القنيطرة كان تعليق الإيراني أنها تجاوز لكل الخطوط الحمر وعلى إسرائيل أن تدفع الثمن و أن الرد سيكون مزلزلاً.

هذا يدل على من يمسك بحلفاءه ومن لا يساوم على الثوابت و بالتالي هذا التوازن الحاكم سيؤدي بتقدير قنديل الى الإتفاق و أن النهايات ليست مفتوحة .

التزم الأمريكيون في 24 تشرين الثاني 2014 بفيينا بالوصول الى الإتفاق بعد ان عرضوا مصاعبهم . و قال جيفري فيلتمان أننا نحتاج الإتفاق أكثر من الإيرانيين و علينا التريث ليتأقلم حلفاؤنا ( تركية و اسرائيل و السعودية) مع المرحلة القادمة لذلك كانت مهلة الشهور السبعة و عندها قال كيري أن أول أربعة منها ستكون للتفاهم السياسي – أي أن يتأقلم الحلفاء- و لكي تأخذ إيران موقعها في المعادلات الجديدة و لتتهيأ أمريكا و تتجهز السعودية على أنها لم تعد طرفاً في النزاع القائم في سورية.

في كل شهر من هذه الاشهر كان هنالك تقدم و إنجاز في اتجاه , و كانت زيارة وفد الطاقة الذرية الى إيران ليتحقق من الرقابة على الملف النووي و يضمن قبول ايران بأجهزة انذار مركبة في المفاعلات و موصولة للوكالة  و قبولها بزيارات مفاجئة للتحقق من الوقود المخصب قبل و بعد استعماله .

الذي فاجأ وفد الطاقة الذرية في زيارة طهران هو الإستجابة لكل طلباته التفتيشية و غير الاستفزازية. فأعلنت وكالة الطاقة في بيان أن اتفاقاً هاماً و استثنائياً تم الوصول إليه وخصوصاً ما يتعلق بمعمل آراك الذي يعمل بالماء الثقيل و ينتج البلتونيوم . فإيران بعد ان حصلت على التسليم ببقاء معمل آراك يعمل على الماء الثقيل بعد مفاوضات شاقة التزمت فيها بإعطاء ضمانات بأن كل البلوتونيوم المنتج يستخدم في المفاعل و ليس هنالك عملية تخزين لفائض , فمنحت الوكالة لإيران شهادة الإلتزام بمعايير الطاقة النووية السلمية و تأكدت أن  لا برنامج نووي عسكري عندها و بالتالي حُلّت هذه المعضلة التي كانت نقطة خلاف مع الدول الغربية .

عدد أجهزة الطرد المركزية كانت المعضلة الثانية و التي سبق حلها. وكانت أمريكا تعرض ألا تمتلك أكثرمن 3000 جهاز أما المانيا كانت توافق على 5000 بينما إيران كانت تُصرُّ على 7500 فجرى التوصل لإتفاق على 6500 فهي الأجهزة التي لا غنى عنها لتأمين حاجات المفاعلات مع نسبة 20% إحتياط والموافقة على  تبديل كل جهاز في حال التعطل.

و مسألة مجمع فودرو الذي يستخدمه الإيرانيون كغرفة عمليات نووية و مركز أبحاث كان الغرب يطالب بإقفاله لكن أصرّت إيران على بقائه و قدّمت للوكالة الذرية عرضاً بجعله نقطة مراقبة مركزية و هنا أصبحت الوكالة عنصر داعم للموقف الإيراني حول بقاء المجمع .

تم التفاهم  في الإجتماعات بين رئيس الملف النووي الإيراني علي أكبر صالحي ووزير الطاقة الأمريكي أرنيست مونيز على عدد أجهزة الطرد المركزي  و على الرقابة و شكلها و على مجمع فودرو و آراك و استمرار العمل بالبلتونيوم و اليورانيوم المخصب و آلية التخلص من الوقود المخصب المستخدم في المفاعلات كوقود نووي و آلية استخدامه لطمأنة الغرب بعدم وجود برنامج نووي عسكري .

الموعد المتفق عليه كان في 15 آذار للبدء بترجمة الإتفاقات , فمنحت إيران الوكالة ما كانت تطلبه و  بدورها قدمت الوكالة شهادتها مع شهادة وزير الطاقة الأمريكي بالتوصل للإتفاق فأصدر كيري بتصريحه ما كان ينتظره منه ظريف قبل الإجتماع بالإستعداد للذهاب و التفاوض مع الرئيس الأسد وأصدر البيت الأبيض ما التزم به حول صدورالإتفاق بقرار عن مجلس الأمن و ذلك بعد رسالة النواب الجمهوريين الأمريكيين التي أهانت القيادة الإيرانية بقولهم أنهم سيلغوا كل الإتفاقيات الموقعة بعد نهاية ولاية أوباما , فجاء الرد الإيراني أننا لانثق بإدارة أمريكية و لن نقبل إلا برفع العقوبات بقرار صادر من مجلس الأمن ليصير ملزماً من موقع القانون الدولي وليس خاضعاً لإعتبارات ومعايير القوانين الوطنية للدول. فوافقت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن و سيصوت على بنود الإتفاق ليجري حمايته و إلزام الدول المعنية التي تفرض عقوبات على إيران . وبالتالي الإتفاق التاريخي بين إيران و امريكا قد أُنجز و الآن نحن في إطار الصياغات القانونية التي ستُكرّس في اجتماع 5+1 مع إيران ثم تُكرّس في مجلس الأمن و في نهاية هذا الشهر نحن مع موعد الإعلان عن الوصول للإتفاق فإيران تُسجل نصرها بالإنتقال الى نادي الكبار و أصبحت( الخمسة +1 )  خمسة +2 اذا اعتبرنا إيران و ألمانيا دولتان لا تملكان سلاحاً نووياً و ربما (6+1 ) إذا أخذنا بالإعتبار أن ايران أصبحت مع الخمسة الدائمي العضوية في مجلس الأمن لجهة امتلاك حق الفيتو في القرارات المتصلة على الأقل بمنطقة الشرق الأوسط وهي ميزة لاتملكها المانيا . و من هنا ماقاله كيري أننا مضطرون للتفاوض مع الاسد يعني أنه  طوى صفحة الحديث عن رحيل الأسد .  جدير بالذكر ما قاله جو بريمن رئيس CIA : " أننا لا نستطيع تحمّل رؤية انهيار المؤسسات السياسية و العسكرية في سورية" , ومعلوم أن شاك هيغل في كلامه و هو وزير الدفاع السابق عن أن الطريق الوحيد لبقاء المؤسسات السياسية و العسكرية هو في التحدث مع الأسد , لأنه هو عصب هذه المؤسسات و عمودها الفقري. فالمعركة لم تكن يوماً في سورية على عنوان غير الرئيس الاسد و الغرب كان وقحاً و لا يُخفي,  و كان يقول صراحة أن ليس لديه مشكلة مع حزب البعث و لا مشكلة ديمقراطية في سورية  .

العودة للتفاوض مع الأسد هو هزيمة كاملة للأمريكيين و يشبه هذا ما حصل في تموز 2006 فكان صمود حزب الله و تحمله التضحيات كافياً لهزيمة إسرائيل و تحقيق فشلها في سحقه. والآن مع  صمود الرئيس بشار الأسد و ثباته مع شعبه وجيشه أعلنت أمريكا هزيمتها أمامه لأن هدفها الرئيسي هو اسقاطه . فلم يستطيعوا إسقاطه بالحرب ولن يستطيعوا إسقاطه بالمفاوضات و لا الإنتخابات .

القسم الثاني تقييم لمعنى التحليل السياسي و العلاقة بين التطورات التي جرت من خلال الموقف الجديد و الهام والإستثنائي الذي أطلقه جون كيري بدليل ردود أفعال كل حلفائه .

تصريحات كيري التي لم يتحملها حلفائه إن كانوا في المعارضة السورية أو في لبنان الذين راهنوا على سقوط سوريا ورئيسها, والدليل هو الحال الهيستيري الذي يعيشه كل الذين بنوا حساباتهم السياسية على سقوط سوريا هم الان يسلمون بان كلام جون كيري نصرٌ للرئيس بشار الاسد وان اميركا التي بقي رئيسها يقول ايام الاسد معدودة قد سلّم بانه هو من سيغادر البيت الابيض بينما الرئيس بشار الاسد سيكون باقياً في قصر المهاجرين,هذا هو التحول الكبير.ونحن نستطيع الادعاء ونحن على أبواب ما بشّر به كيري باحياء العملية الدبلوماسية اي التفاوض مع الرئيس بشار الاسد وفتح السفارة في دمشق باننا كنا قد توقعناه والذي حاول البعض التقليل منه وتسخيفه,وهو المرتكز على حقائق وتاتي الاحداث لاحقا لتثبت صدقيته.

ان التفاعل مع التحليل السياسي في اللحظات السياسية المفصلية يتم غالبا على السمع وليس على التحقق واليقين,فعندما وقعت هيلاري كلنتون وليون بانيتا مشروع القرار الذي قدماه الى باراك اوباما في نهاية العام 2012 والذي يقول انه لا امكانية لاسقاط الرئيس السوري الا بالتدخل العسكري المباشر,ولم يوقع عليه الرئيس اوباما مع بداية ولايته وكانت المئة يوم من الولاية هي المئة الحاسمة لاختبار الفرضيات والخيارات وصولا لاخذ القرار ويومها اطلق قنديل  العد التنازلي للمئة يوم وقال من بدايتها انه في نهاية الايام المئة سوف يُكسر قرار الحرب على سوريا وسوف نعلن النصر وفعلا في 27 من ايار أقمنا احتفالا أسميناه عيد النصرين نصر المقاومة في 25 ايار ونصر سوريا وتسائل الكثيرون كيف نحتفل بالنصر والحرب لاتزال مستمرة؟ وما هو الذي انتهى في المئة يوم اذا كان الحرب لم تنتهي؟ ان الذين سيفهمون المقصود من العد التنازلي بالمعنى العلمي لن يتخطوا العشرين بالمئة وان الثمانون بالمئة الباقية سيتعاطون على السماع والذي سيكون مختصرا ومختزلا للكثير من العناوين التفصيلية,فكانت احد عناصر الحرب النفسية ورفع المعنويات من اجل تصليب الثبات والصمود السوري خلال هذه الايام المئة.أما الحكم العلمي للعد التنازلي فلا يستطيع ان يتجاهل حقيقة اولى هي عد تنازلي للقرار الاميركي لان المئة يوم هي اول مئة يوم من ايام ولاية الرئيس الاميركي والتي يجب ان تنتهي اما بتجريد الجيوش والاساطيل استعدادا للذهاب الى الحرب او بارسال كيري الى لافروف للاعلان عن بدا المسار السياسي هذا الذي كنا بصدده.وبهذا كنا باليوم المئة وخمسة ذهب كيري الى لافروف واعلن اننا ذاهبون الى الحل السياسي,ولو كان القرار حرب لرأينا صواريخ الكروز تسقط على دمشق وتركيا تغزو شمال سوريا واسرائيل والسعودية من الجنوب,وان القرار بلا حرب لا يعني توقف القتال والاعمال العسكرية بل يعني انهاء خيار كسر العظم والانهاء المباشر بالقدرة الامريكية لتصبح بعد ذلك حرب تفاوض التي يكون فيها توتر وسخونة على الجبهات ومجازر..الخ ولكن ليس فيها وهم الاسقاط بل يقين بان الرئيس الاسد وجيشه ونظامه باقون وانه في نهاية المطاف ستاتي اللحظة لنتفاوض مع الرئيس الاسد ولكن من ايار 2013 الى البدا بالتفاوض سيكون كل الاعمال العسكرية لها وظيفة تعزيز الوضع التفاوضي لذلك وبناء على هذا العد التنازلي عندما جاءت الاساطيل في آب 2013 والذين قالوا ان العد التنازلي لم يصب وان الحرب مستمرة ذهبوا كلهم بلا استثناء الى القول بان الحرب الكبرى قادمة وحددوا لها الايام والمواعيد ولقد ذكرت بان الاساطيل سترحل كما أتت..وحدث هذا ولكن عندما حسمنا بالعد التنازلي ان قرار الحرب قد كُسر وان اسقاط النظام قد سقط, وهنا أشار قنديل إلى المترتبات والنتائج. عندما توقّع  حدوث أمران: الاول ان وكيل الحرب في المنطقة سيرحل اما ان تسقط الامارة في قطر او أن يرحل الامير,و قال و قتها قنديل  ان الدفعة المسبقة التي اعطيت للاخوان المسلمين من اجل مشروع اسقاط الرئيس الاسد بتسليمهم الحكم في سوريا ومصر سوف تسترجع منهم فعندما اخذوا العهدة بتسليمهم الحكم في مصر وتونس على امل ان يسقطوا الحكم في سوريا ستسترد منهم الشيء الذي تجاهله منتقدوا العد التنازلي عندما توقعنا سقوط الاخوان في تونس ومصر.اضافة الى ذلك هنالك فارق كبير بين امرين واقع وصورتين اي عندما نتحدث عن سقوط قرار الحرب فنحن لانستطيع ان نتحدث عن وقف اشكال حضور الحرب في الواقع لماذا لان سقوط قرار الحرب ياتي بعد ان تكون الحرب قد بدات والتي ستطلق مجموعة من الديناميكيات لاتعود تحت السيطرة مع سقوط قرار الحرب حيث ان الاميركي هو صاحب قرار الحرب وعدمه فعندما يتراجع فهو يحتاج الى وقت  ليبدأ من لا حل سياسي مع الاسد من ثم لا خارطة طريق لاسقاط الاسد ثم لا خطة لعزل الاسد ثم القول بان لاحل سياسي بدون الاسد ثم يعترف باننا ذاهبون للتفاوض مع الاسد هذا مسار وهذا يعني بان الاستدارة في السياسة ليست كاستدارة عجلات السيارة بل تحتاج الى مساحة كبيرة. التركي رفع سقوف عالية للحرب وقال اردوغان ان المنطقة تتسع لاحدنا اما انا او الرئيس الاسد فعندما يسلم بنهاية الحرب فهو يسلم برحيله لذلك فهو سيقاتل بكل قوته لكي لا يتخذ الامريكي قرار اسقاط خيار الحرب, السعودي كذلك الامر,  لذلك بدأ الندب واللطم بعد تصريح كيري,اذا الاطراف الحليفة كالسعودية واسرائيل وتركيا وقطر ومصائر انظمتها مرتبط بالحرب فاذا قرر سيدهم الامريكي اسقاط قرار الحرب,فليس معنى ذلك ان يسلموا بذلك بل سيبقوا يمانعوا ويحاولون ويعرضون عليه البدائل,وفي داخل سوريا نفسها كما اي بلد يحدث به حرب تنشأ شبكات على ضفتي الحرب تستفيد منها ويكون لها مصلحة باستمرار الحرب كمهربين الاسلحة وتجار الاعضاء البشرية هذه كلها شبكات محمية بالسلاح وبالتالي هذه الشبكات تمانع في ان تذهب الامور باتجاه كسر قرار الحرب,اذا الفارق التوقيتي لسقوط قرار الحرب وسقوط الحرب في الواقع دونه ممانعة صاحب القرار الذي بحاجة وقت ليتوائم وليخفض السقف تدريجيا وينجز الاستدارة بأقل الخسائر,والحلفاء المتورطين,والشبكات الناشئة على ضفاف الحرب.

 ثالثا اذا سقط قرار الحرب ولم تولد التسوية بماذا يملئ الفراغ؟ بالحرب..تستمر الحرب لان ليس هناك قدرة على ايقافها.

رابعا القرار هو الانتقال من الحرب الى التفاوض الذي لم يبدأ فتنتقل الحرب من الاسقاط وكسر العظم الى حرب تفاوض نارها أقل لكن وجعها مستمر وبالتالي حتى الآن فان بدأ  التفاوض لا يعني ان اشكال القتال ستقف لكن هل يعني ان لانتحدث عن ان الرئيس الاسد خرج منتصراً كما خرج حزب الله في حرب تموز لأن عنوان حرب تموز كان سحق حزب الله وعنوان الحرب في سوريا هو إسقاط الرئيس الاسد فعندما يعترف الامريكي بالرئيس الاسد والتفاوض معه يكون الأسد قد خرج منتصراً الى ان تقف الحرب هو منتصر حتى لو لم تقف الحرب .و هنا أكّد قنديل  أنه مع نهاية هذا العام نحن على موعد مع نهاية الحرب لأننا على موعد مع نهاية داعش وكل تشكيلات العصابات التي تشكلت على ضفاف هذه الحرب.

 القسم الثالث  المحور السعودي اليمني المصري

أشار قنديل أن المحور السعودي اليمني القطري وعلاقته ببعدين البعد الأول : الذي يجري في اليمن علاقته بالذي يجري في مصر هذا المال الخليجي المتدفق على مصر وعلاقة هذا المال بالحسابات ذات الصلة برهان ما في السعودية ودول الخليج على كيفية التعامل مع الواقع اليمني

البعد الثاني :الحضور الامريكي و الغربي الذي بدونه ما كان ممكناً للخليجيين أن يضعوا أموالهم في تعويم الواقع السياسي و الاقتصادي في مصر.

أوضح قنديل أننا أمام معادلة يجب أن تبدأ من ثنائية يمنية مصرية الثنائية اليمنية المصرية هي جغرافية سكانية اقتصادية اليمن قلب الخليج ومصر قلب عرب أفريقيا و الخليج وعرب افريقيا بينهما البحر الاحمر ويتشاطران شواطئ البحر الاحمر وأمنه و بالتالي عندما نتحدث عن الخليج لايمكن إلا أن  نتحدث عن اليمن ، السعودية كانت مهتمة بالعراق وسوريا ولبنان الى أن بدأت أحداث اليمن عندما بدأت أحداث اليمن أصبح الهم السعودي أحادياً يمنياً بإمتياز و بالتالي قاتل السعوديون بكل مالديهم من مال وقدرات وابتزاز ومن مقايضات ايضاً مقابل أن يحصلوا على تسوية الرياض عنواناً للحوار اليمني اليمني ولم يتم الوصول اليه ورغم ذلك عندما ذهب السعوديون الى المعادلة اليمنية ورفعوا سقف الاعتراف بمنصور هادي أساساً فهم يحتاجون إلى قدرة عسكرية من أين ستأتي القدرة العسكرية الجيش السعودي كان يطارد الحوثيون وأخرها المناورات على الحدود

وأوضح قنديل الرهان السعودي أن مصر قالت أن أمن الخليج من أمن مصر (إعطاء مال مقابل إرسال قوات الى اليمن وفرض السيطرة عليها ، والمصريين كالأتراك حاول السعودي أن يجمع على مائدته المصري و التركي و قيام  مصالحة بينهما أملاً بتجييش و تجنيد اليمن ، و التركي قال أنه عندما يصبح جاهزاً للتدخل العسكري فهو سيتدخل في سورية ولكنه غير قادر .و المصري عندما يصبح جاهزاً للتدخل العسكري يتدخل في ليبيا ولكن ليس في اليمن ورغم ذلك بقيت الحاجة و السعي السعودي لتأمين نوع من الحصار البحري على اليمن بالتعاون مع مصر وتركيا لأنه من الواضح أن التيار الحوثي و الثوار في الوقت نفسه بدأو يعدون العدة لتعويم صنعاء كعاصمة وفتح المطار و استقبال الطائرات, لذلك بدؤوا بالتضييق على صنعاء و المحافظات التي يسيطر عليها الثوار أملاً بضغط تفاوضي للقبول بأن تكون الرياض عاصمة الحوارو التفاوض  و بالمقابل أن تكون الحالة العسكرية المصرية التركية هي نوع من الرادع لهذا التمادي، و الذهاب بعيداًفي العلاقة بين الحوثيين وبين ايران ،و الرهان هذا ترجم بإغراق مصر بالمال الخليجي أملاًبالوصول الى تشجيع مصر بتقايض المعادلات بعضها بالبعض الاخر خصوصاً أن مصر التي كانت بعد أحداث قتل  21مواطن مصري من قبل داعش في ليبيا وإنفجار الغضب المصري الذي ترجم بمشاهد سياسية شعبية ،فرضت على الحكم أن يتحدث على العمل النوعي ،و لفت قنديل أن رد الفعل المصري يشبه رد الفعل الاردني بعد إحراق معاذ الكساسبة و المزاج العام المصري كان يتوقع هجوم عسكري حيث استلهمت الحكومة الموقف وذهب وزير الخارجية الى نيورك وبدأ الحديث عن قرار أممي بمجلس الامن بتشكيل تحالف دولي خاص بليبيا وقمع الارهاب فيها،  فمصر رفضت الدخول في التحالف الدولي للحرب على داعش الذي أنشى بعد إجتياح المحافظات العراقية وإشترطت الحرب على الارهاب شراكة أن تتضمن الاخوان المسلمين وبالتالي حدث الضغط الامريكي ورد الفعل التركي وكانت السعودية و الامارات الى جانب هذا الموقف .

وأضاف قنديل عندما ذهبت مصر الى مجلس الامن فوجئت بالموقف القطري الذي رفض أن يعطي صفة الطلب العربي لما تقدمت به مصر وجاءت مصر تحاسب قطر فاكتشفت أن  السعودية تقف ضدها وتقف مع قطر وهذا كان بقرار أمريكي وسببه اليمن ولأن جماعة السعودية لم يبقى منهم غير جماعة الاخوان المسلمين واذ كان على السعودية أن تختار بين قطيعة وحرب على الاخوان المسلمين كرمة لعيون مصر وتعبير عن القطيعة بين تركيا وقطر و بين الحاجة للإخوان المسلمين لإقامة توازن بوجه الحوثيين فاذهبوا للإخوان المسلمين وبذلك أعلن سعود الفيصل أن لايوجد خلاف وبذلك ترتبت العلاقة السعودية القطرية وأخذت السعودية موقف مع قطر ضد مصر . ترويض مصر تم وهذا أدى الى أن الحملة المصرية تحت عنوان التحالف على داعش في ليبيا و الذي فرضه الامريكان وقالوا لهم الحل السياسي في ليبيا هو الاخوان أي تعويم الاخوان في ليبيا  بالحل السياسي و السعودية معه أي مع قطر وتركيا ارتدع النظام في مصر وتأمل أن الروس سوف يقوم بإرسال الأساطيل لتتولى الحصار وبالتالي ستكون معها في هذا التحالف ولكن لم يتم هذا التحالف .

وتابع قنديل أن معادلة اليمن لمصلحة السعودية لن تتغير و معادلة ليبيا لصالح مصر ايضاً لن تتغير ، ولن تتورط مصر وتركيا في حرب اليمن .

وأن  السعودية ستجد نفسها مجبرة على العودة لحوار يكون الحوثيون جزء أساسي منه وينتهي بمجلس رئاسي و ستجد مصر نفسها مجبرة على التورط في مواجهة من أجل إنهاء الحالة الارهابية في ليبيا واذا وصل الاخوان المسلمين  كجزء من السلطة ضمن معادلة حكومة وطنية فهذا سينعكس في مصر على استنهاض الاخوان المسلمين وستجد مصر معنية في مواجهة الحالتين لذلك الامور تجري بصورة لا تخدم الذين يسيرون في الركب الامريكي سواء كان على الضفة المصرية أم على الضفة السعودية.

واختتم قنديل بأن قدر مصر أن تكون شريكة لسوريا في حرب عنوانها داعش و النصرة و الاخوان، وكذلك السعودية قدرها أن تعترف بأن الحوثيين باتوا جزء حكمياً لمعادلة التسوية والتفاوض والحوار في اليمن، وأن العلاقة مع ايران اذا تمت لايمكن أن تخفض سقوفهم المحلية كقوة وطنية يمنية، يمكن أن تخفف توتر التفاوض وليس عناوينها ومواضيعها .

تحرير : ب ف

 

 

2015-03-17 | عدد القراءات 3292