بعد سقوط الطائرة التركية يأتي دور الطائرة الأميركية فحين أسقطت الرشاشات المضادة للطيران السورية طائرة (الإف 4) في المياه السورية بمحافظة اللاذقية وعلى ارتفاع 100 متر أنهت المضادات الجوية مغامرة الطيران التركي بمحاولة دخول العمق السوري واكتفى حينها طيب تركيا الأخواني بالتهديد والوعيد وسوق الذرائع بأن الطائرة أسقطت في المياه الإقليمة عبر صاروخ موجه عبر الليزر ورغم أن التقارير أشارت لإعداد طائرات (الإف 16) للقصف في سوريا وتراجعت أنقرة لأنها لم تكن على دراية كافية بالانظمة الروسية المضادة للطائرات المنتشرة في سوريا وتوقف المشروع التركي في التدخل بالأجواء السورية ومعها ذهبت أحلام أوغلو بمنطقة حظر جوي في الشمال السوري.
ومع اسقاط المظادات الجوية طائرة الإستطلاع الأميركية ومن البوابة البحرية أيضاً تبدأ مرحلة جديدة من التعاطي السوري مع النوايا والخطط الأميركية والتي لم تكن يوماً سليمة أو بريئة حيالها ولم تنكر واشنطن فقدان الاتصال بالطائرة وأقر المسؤولون الأمنيون بسقوطها وإن ما زالو غير متيقنين من أن الجيش السوري أو قوات الأسد بحسب التعبر الأميركي من أسقط الطائرة وفي هذا التخفي محاولة يائسة لعدم تجرع العلقم مرتين مرة بإسقاط الطائرة وإنكشاف النوايا فشل مخططاتها الذريع الذي تمثله من جهة وقدرة الجيش السوري الحاضرة بعد أربع سنوات من الحرب والاستهداف الممنهج لقدرات الدفاع الجوي السورية على أيدي عملائها من جهة أخرى وأبسط الردود على عدم يقين واشنطن بالتساؤل إن لم يسقط الجيش العربي السوري الطائرة فمن يا ترى أسقطها جبهة النصرة مثلاً أو عملاء واشنطن في ريف اللاذقية غير القادرين الرد على رشاشات الجيش التي تصطاد عرباتهم .
يأتي إسقاط الطائرة الأميركية بعد أيام من تصريحات جون كيري الداعية للتفاوض مع الرئيس الأسد لإنهاء الحرب على تصريحات رد عليها الرئيس الأسد بطلب أفعال لا أقوال فإذ بالأفعال عدائية طائرة استطلاع من طراز إم كيو-1أقلعت من قاعدة تركية بالتزامن مع زيارة المبعوث الأمريكي الخاص المسؤول عن تشكيل التحالف ضد داعش جون إلين ليطمئن أنقرة بأن موقف واشنطن من الأسد مازال كما هو لياتي الجواب باسقاط الطائرة الثابت أن موقف الأسد ما يزال ثابتً كما هو.
يحاول إيلن طمأنة أنقرة ويتظاهر بالصلابة ويخفي دموعه على سقوط طائرة بلاده ويتسائل عن خطة بلاده في قادمات الأيام بعد أن فشل مشروع مواجهة تنظيم داعش لتمدد طائرات بلاده في الجغرافية السورية وضرب مواقع سورية من بوابة الحرب على الإرهاب.
ربما فهم أيلن بما أنه قريب من الأراضي السورية تحذير دمشق الواضح عقب الإعلان عن تشكيل حلف واشنطن الاستعراضي لمواجهة داعش حين اعتبر وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن أي خروج لضربات التحالف عن مسار مواجهة داعش سيقابل برد قوي غير قابل للتفاوض ولا المناورة بما يتماشى مع مواجهة خرق السيادة السورية فكان الصاروخ السوري بمثابة صفعة تتهي حلم أميركي بتكرار السيناريو الأميركي في اليمن وباكستان وأفغانستان حيث تسرح وتمرح الطائرات الأمركية وتقصف الأهداف بذريعة محاربة الإرهاب دون أن يرف لأميركي جفن أو يحسب حساب ردة فعل لدولة أو حكومة
تعرض القنوات الأميركية فيديو حطام الطائرة الأميركية بانتظار تبرير منطقي من قياداتها أو تفسير لحقيقة ما جرى بعيداً عن المواربة والخداع الذي يلازم المسؤولين الأميركين ربما يمتلك أحدهم الجرأة بقول الحقيقة ويفصح بالفم الملأن بسقوط مشروع تمدد الطائرات الأميركية في الأجواء السورية ويقر بحقيقة مفادها أن سقوط الطائرات تسقط مشاريع أصحابها
2015-03-18 | عدد القراءات 2672