يبدو ان صراع الرئيس الاميريكي باراك اوباما امام الكونغرس اكبر بكثير مما يمكن تخطيه او تجاهله بالنسبة لرئيس للولايات المتحدة يتسلح بصلاحيات منحه اياها الدستور الاميريكي و هي صلاحيات رئاسية و التي يتجه تكرار استخدامها بمعزل عن موافقة الكونغرس باعتبارها قدرة على تعليق قرارات او رفضها عبئا على اوباما و اي رئيس اميريكي لا يمكنه استخدامها كفيتو الى ما لا نهاية يقول ديبلوماسي عمل في واشنطن لسنوات .
باراك اوباما الذي يظهر كرئيس اميريكي مختلف حاول جاهدا خلال ولايته فتح ملفات و خوض غمار حل قضايا داخلية و دولية لم تكن عادية و ليس اولها اعادة العلاقات المقطوعة تاريخيا مع كوبا و لا اخرها محاولة انجاح التوافق مع ايران و بالتالي فتح افاق جديدة امام البلدين .
حل الملف الكوبي بالنسبة لكثر من الاميريكيين الموزعين بين جمهوريين و ديمقراطيين و حتى بين شعبي البلدين و بالنظرة اليه من قبل رؤساء غربيين منذعقود كان معضلة حقيقية و التحرك نحو كوبا بهذا الشكل كان شبه مستحيلا الا ان الادارة الاميريكية بقيادة اوباما خطتت الخطوة بنجاح اقله نجاح شجاعة المبادرة اولا و بالتالي فان المبادرة نحو ايران او انجاح المفاوضات معها كفريق اميريكي يندرج ايضا في نفس الاطار و يؤشر الىعزم اوباما على انجاحها .
قرار مد الجسور مع ايران كقوة حقيقية في الشرق الاوسط ليس سوى قرارا استراتيجيا اتخذه اوباما يعرف جيدا تداعياته بغض النظر عن ان هذا الحدث سيسجل في تاريخ الولايات المتحدة و يتوج اوباما قائدا فريدا اضافة الى باقي محاولاته في عدة قضايا سابقة و بالتالي يتضح ان اوباما يعتزم رسم عناوين عريضة لحقبته و هو لن يأبه بقرارات الكونغرس دائما اذا ما اعتبرت بالنسبة اليه تعطيلا مدروسا .
بغض النظر عن من يظهر بموقف المعطل او المسيء لمصالح اميريكيا بالنسبة للاخر اوباما او الكونغرس فان التحديات بينهما باتت من يوميات الادارة الاميريكية و الاعلام الاميريكي الا انه يبدو بالنسبة لاوباما فان التذكير بنجاحاته قبل التوقيع مع ايران يصلح في هذه المرحلة و تحديدا ما صدر عن وزير الخارجية جون كيري حول سوريا حيث اكد التزامها مئة بالمئة بالاتفاق حول حل ملف نزع السلاح الكيميائي في هذا عدة رسائل في رسالة .
اولا: يفيد تذكيرالكونغرس بالنسبة لاوباما ان بعض قرارات ادارته المصيرية نجحت و بالتالي لا مانع من ان يظهر بمظهر الرئيس الاميريكي الذي يستطيع ان يحقق اليوم ما لم يكن ممكنا قبله و بالتالي فان النجاح مع ايران و تقديمها بموقف المتقيد باتفاق كما تقيدت سوريا و الاسد تحديدا ممكنا جدا و بالتالي يظهر اوباما الرئيس الذي يستطيع ترويض خصومه حسب اعتقاده .
ثانيا : يرسل جون كيري رسالة تؤكد موقف البيت الابيض من اعتبار الاسد غير خارج عن القوانين الدولية ولا رئيسا عبثيا او يسعى لنقض عهوده و التزاماته و بالتالي يمكن ايضا التفاوض معه لانه ظهر بمظهر الجدي جدا في موضوع الاسلحة الكيميائية في سوريا .
باراك اوباما يذكر خصومه .... ليقرر
2015-03-20 | عدد القراءات 2100