فجأة وفي خضم التطورات المتسارعة للأحداث في اليمن والتي تشهد معارك سياسية وأمنية عابرة للحدود في التداخل والتقاطع والموجبات والمسببات بُلغت التنظيمات الإرهابية بضرورة الضرب في العاصمة صنعاء باستهداف مساجد ومرجعيات حوثية موقعة المئات من المدنيين بين قتيل وجريح بأربعة تفجيرات لمسجدين وسط العاصمة.
التفجيرات وإن إختلفت القوى السياسية المحلية والإقليمية والدولية على تحميل مسؤوليتها لتنظيم محدد يقف ورائها بين تبني داعشي ورفض أميركي وتنصل قاعدي من دماء اليمنين يبدو أن الجارة السعودية المخطط والمحرك لتلك التفجيرات كصاحبة المصلحة الحقيقية أولاً والدور الريادي في القدرة على تفجير الأوضاع الأمنية في اليمن ثانياً وللمخزون الهائل من الإرهابين المستعدين لتنفيذ مهمات أل سعود القذرة في العالم العربي ثالثاً.
تبنى تنظيم "داعش" التفجيرات في بيان وهو ما رفضته واشنطن على لسان المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست الذي استبعد وجود أي أدلة واضحة على صلة التنظيم بالمتطرفين في اليمن ،تنظيم القاعدة بدوره نفى أي صلة بالتفجيرات مؤكداُ أنه لا يستهدف المساجد وقال التنظيم أن زعيمه أيمن الظواهري، أعطى أوامره لكل أعضاء التنظيم بعدم استهداف مساجد الحوثيين والأماكن العامة.
برأت واشنطن داعش وبرأت السعودية القاعدة على لسان تيارات سياسية معروفة في اليمن بانتمائها وولائها لآل سعود والتي ذهبت إلى إتهام ايران بالوقوف وراء التفجيرات لزيادة الإحتقان الطائفي والتغلغل داخل المشهد اليمني بحسب زعمها.
يكفي أن تتهم القوى السعودية إيران لمعرفة الفاعل الحقيقي في ساحة تعتبرها الرياض حديقتها الخلفية ،في زمن لا يجادل أي عاقل باستحالة تورط طهران بفتح ساحة مواجهة جديدة لسببين الأول مراعاة لظروف الفترة الراهنة وحساسية المفاوضات النووية الإيرانية التي هي قاب قوسين أو أدنى من التوقيع على اتفاق تاريخي يعترف بطهران دولة كبرى من بوابة نووية ،والثاني أن إيران يكفيها ساحات المواجهة المفتوحة في العراق وسورية والتي لا تشعر بأي حرج بتبني معاركها بوجة تنظيمات داعش والقاعدة ومتفرعاتها المدعومة سعودياً ،والتي تسير بآريحية وتحقق فيها الانتصارات من تكريت إلى جنوب سوريا فلماذا تفتح جبهة جديدة بعيدة عنها وفي مرمى نيران خصمها في وقت يلمع نجم طهران النووي والأمني .... لماذا التورط.
وحده المآزوم يذهب للتفجير والمنتصر يستثمر انتصاراته ،ولا وقت لديه للعب بما يلوث نقاء انتصاراته ،هكذا علمنا التاريخ البعيد والقريب ،ومسار الأحداث في المنطقة يشير لمهزوم وحيد يدفع ثمن تورطه وخسارته رهاناته في الساحات ،رهانات عجزت الأموال التي دفعها والنفط الذي راهن على خفض أسعاره عن تحقيق أهدافه ، فلم يبقى سوى لعبة الدم يستثمر بها عله يعرقل مسار التسويات والتفاهمات ،لعبة لطالما أجاد السعودي أدائها بغض النظر عن الأداة ،فسواء كانت قاعدة أو داعش فاليد السعودية هي الطولة في التنظيمين ،ويكفي قراءة ما صدر عن مركز بروكنجز الأميركي بان الغالبة الساحقة من الحسابات المؤيدة لتنظيم داعش على موقع تويتر تنطلق من السعودية وفيها ما يعادل مجموع الحسابات في سورية والعراق لتحتل الولايات المتحدة المركز الرابع وهو ربما ما يبرر إصرار واشنطن على تبرئة داعش.
إذا السعودية صاحبة اليد الطولة في تنظيم داعش وكذلك الأمر في تنظيم القاعدة وصاحبة المصلحة والقدرة في تنفيذ هكذا عمليات كبرى على الساحة اليمنية ،وسبق أن كشف مصدر دبلوماسي غربي بأن المعطيات تعزز تورط المملكة الوهابية في الوقوف وراء قضيتي الهجوم المسلح على مجمع وزارة الدفاع بصنعاء أواخر عام 2013 ،والتي ذهب ضحيتها نحو 62 قتيلا وأكثر من 210 جرحى ،وكشفت المعلومات وقوف جهاز المخابرات السعودية وراء الإشراف على تنفيذ العملية الكبيرة وبتورط مباشر لبندر بن سلطان ،ويبدو أن استخبارات الرياض تعيد الكرة في العاصمة صنعاء ،في خطوة انتقامية من سيطرة أنصار الله والحوثيين على العاصمة ،وليمتد الحقد السعودي إلى ما بعد بعد اليمن إلى إيران وسوريا والعراق دون أي أهداف استراتيجية ،فقط لمحاولة إشباع غريرة الدم لديها والتي تعود لعهود مؤسس مملكة الرمال الأول عبد العزيز بن آل سعود ... مملكة آل سعود تنقم من محور المقاومة بدماء أبناء اليمن
2015-03-22 | عدد القراءات 3445