وأخيراً حزمت مملكة آل سعود أمرها وأطلقت عاصفتها بعد أن توكلت على الله ومن الولايات المتحدة أصدرت نفير حربها المقدسة لا غرابة في الخطوة ولا ضرر ولا ضرار في ولاء آل سعود للسيد الأميركي فمنذ تأسيس المملكة وواشنطن قبلة خدام الحرمين الشريفين ومن لف لفيفهم.
عاصفة الحزم السعودية قوبلت بتأييد خليجي باستثناء عمان ولم تمضي ساعات على إطلاق وزير دفاع آل سعود محمدبن سلمان العملية تمام الثانية عشرة ليلاً بتوقيت مكة المكرمةمن مقر غرفة العمليات المشتركة ،حتى أعلنت مصر والسودان والأردن والمغرب وباكستان التطوع للمشاركة في العملية ،ولم تمضي ساعات حتى بارك الخطوة السيد الأميركي خادم البيت الأبيض الشريف راعي إسلام المتأسلمين باراك حسين أوباما ،وشدت بريطانيا وفرنسا وتركيا والسلطة الفلسطينية والصحافة الإسرائيلية على يد آل سعود ،وليس ببعيد عن الأجواء الإسرائيلية ومن شرم الشيخ ،لما يختصر المكان برمزيةالمشهدوما يمثل في الوجدان العربي ،أيد إجتماع وزراء الخارجية العرب العملية ،وصادق نبيل الجامعة العربية على شرعية التدخل بخاتم معاهدة الدفاع العربية المشتركة ، معاهدة وجدت لتؤمن الدفاع عن الدول العربية في وجه التدخل الخارجي ،وكباقي معاهدات العرب لم تستخدم مرة في تاريخهم ورغم أن نص المعاهدة ،يصعب على مكتبة الجامعة وأرشيفها استحضار بنودها لكثرة الغبار المتراكم على صفحاتها ،ولأن النبيل من الإشارة يفهم أسعفت ذاكرة العربي ،بايجاد مخرج عربي يبرر ما يحصل في بلاد اليمن السعيد ، وعلى طريقة الفتاوى حسب الطلب أخرج عرعور الجامعة الإتفاقية من قمقم الجامعة ونفض عنها غبار السنين ،وبات التدخل شرعياً لا غبار عليه بشرع عربان البترودولار.
مئة وخمس وثمانون طائرة تشارك في ضرب اليمن بمباركة عربية وباتفاقية ، ربما استندت اليها لتبرير استهداف طائرات التحالف الأميركي الأراضي السورية ،كما استندت من قبل لضرب ليبيا التي طالب وزير خارجيتها قبل أيام بتفعيلها ،واستجابت الجامعة للطلب وقررت ضرب اليمن فهنياً للعربان بجامعتهم واتفاقيات دفاعاتهم.
لا يختلف عاقلان بأن الخطوة السعودية عربدة واضحة ضد إيران وحرب استنزاف قبل توقيع الاتفاق النووي وما استنفار كل الدول المتخندقة في مواجهة طهران سوى إشارة لحقيقة النوايا السعودية في إسداء خدمة مجانية للسيد الأميركي والصهيوني على أمل جر إيران لمواجهة عسكرية مباشرة في اليمن تعيد خلط الاوراق في المنطقة من جديد في خطوة مشابهة لمحاولة العدو الإسرائيلي بتوريط سورية وإيران في لبنان خلال عدوان تموز 2006.
تدرك الرياض استحالة تورط طهران في التدخل لحماية الحوثين إلا أنها تلعب على صعوبة إمتداد النيران الحوثية إلى أراضيها وهي لعبة خسرها العدو الإسرائيلي في 2006 حيث وصلت صواريخ المقاومة إلى العمق الإسرائيلي وربما تصل في الأيام القادمة الصواريخ إلى الموانئ والمطارات السعودية التي أغلقت أجواءها تحسباً لأي طارئ.
لطالما ترتبط الأسماء بالذاكرة عند العرب أما عاصفة الحزم السعودية فلا تتعدى الطريقة التي يطلق عليها السعودي أسماء أبنائه من متعب لهواش لدحام فعاصفات آل سعود جرت وراءها خيباب كونها لا تهب إلا على الأشقاء العرب من عاصفة الصحراء إلى درع الصحراء، وأما مصير حزم في سورية غير المشرف لآل سعود بعد أن أكلتها النصرة وهو ما يبدو مصير حزم آل سعود في اليمن.
لعبة الشطرنج الإقليمية رغم حرارتها في المنطقة اختارت السعودية أن تلعب بقلعتها في اليمن متجاهلة القاعدة الذهبية التي تقول لا تحرك القلعة كي لا تغامر بالملك ، فهل باستطاعة آل سعود حماية مملكتهم بعد خسارة قلعتهم..... من اليمن عاصفة الحزم السعودية كش ملك.
2015-03-26 | عدد القراءات 3820