حرب تبدأ ها السعودية وتنتهي بها -مقدمة نشرة أخبار توب نيوز -ناصر قنديل

إلى أين تتجه الحرب التي  تخوضها السعودية ومعها  ومن ورائها عشرة دول بعدما أضافت ليبيا إستعدادها للمشاركة ؟

هل لا زالت الحرب في بداياتها ولا زال  مبكرا الحكم على الحرب ؟

هل تسمح البدايات بالحكم على الإتجاه الذي ستسلكه الحرب ؟

لقد انتهت الساعات الثماني والأربعين التي تمنح عادة للجيوش النظامية المتفوّقة تقنياً، والتي تقرّر حرباً خاطفة، وتمتلك عنصر المبادرة، ليظهر حجم الإنجاز الذي حققته ومدى قدرته على تشكيل تحوّل في الموازين يمكن التأسيس عليه لحسم نتيجة الحرب. فالحصيلة في الحرب التي خاضتها السعودية متزعّمة عشر دول إقليمية وعربية، أن لا تغيير يُعتدّ به قد أحدثته الحرب. فلم ينجح الجيش السعودي في تحقيق ما حققه الجيش الأميركي في حربي العراق وأفغانستان، وحرب يوغوسلافيا من قبلهما، أو ما فعله الجيش «الإسرائيلي» في أيام كان يُحسب جيشاً متفوّقاً في حرب العام 1967. وبدت القيادة العسكرية السعودية، تلميذاً كسولاً للجيش الأميركي في كيفية شنّ الحروب، كما بدا أنّ بنك الأهداف المحدّد للضربات الجوية، لا يوفر شرط إحداث تغيير يُحسب له حساب، فوصف أحد قادة الثوار في صنعاء الوضع بقوله، تبدو الحرب على قناتي «العربية» و«الجزيرة» أشدّ ضراوة منها في الواقع.
 

مع نهاية اليوم الأول للعدوان السعودي، نجح الحوثيون بحشد شعبي لم تشهد صنعاء مثله حتى في ذروة تظاهرات الاحتجاج على الحكم السابق، وخرج قائد التيار الحوثي السيد عبد الملك الحوثي بخطاب الواثق والمستعدّ لكلّ الاحتمالات التي أبقاها مفتوحة. وكانت محافظات اليمن تشهد مواصلة لحالة التعبئة والتجنيد التي دعا إليها الحوثيون، وينضمّ الآلاف طلباً للقتال على الجبهات المواجهة للسعودية، ويتجهون نحو محافظة صعدة تحديداً، بينما تواصل الوحدات المكلفة بحسم جيوب مؤيدة للسعودية تقدّمها في شكل مضطرد في محافظات الجنوب، خصوصاً لحج والضالع ويافع وعدن وصولاً إلى شبوة التي بلغتها وحدات الجيش المؤيدة للحوثيين مساء أمس.

ثبت أنّ الغارات الجوية، لم تنجح في استنهاض تمرّد على الحوثيين، أو تغيير في موقف وحدات من الجيش، تغيّر الخريطة العسكرية، وبدأت الحرب تصير عداً بطيئاً للأيام والوقت يصبح روتينياً. ويحسب للسعوديين كلّ طالع شمس، بسؤال لا يملكون جواباً عليه وقد وضعوا هدفاً لهم اسمه، إنهاء التمرّد الحوثي وإعادة فرض سلطة الرئيس منصور هادي في اليمن.

منصور هادي يشبه الرئيس الأوكراني السابق الذي كان مؤيداً لموسكو، لكن الروس لم يشنوا لتثبيته حرباً على رغم الطلب الذي وجهه لهم من منفاه على أرض إحدى المزارع في جنوب روسيا، بعد هروبه من قصره الرئاسي. وقال الرئيس بوتين عنه أمام مؤتمر سفراء الاتحاد الروسي، لو كان قائداً يستحق ثقة شعبه لما فرّ واختبأ وبقي ضائعاً لأيام، وروسيا تفضل أن تدعم من يريدون حماية شعبهم من الأوكرانيين على التمسك بشرعية زائفة. وها هو منصور هادي يتسكع في فنادق شرم الشيخ بعد هروبه الثاني، من دون أن يجد في اليمن من يحمل بندقية ليقاتل لحسابه أو من يجده أهلاً ليبذل الدم لأجل بقائه رئيساً.

ليس ثمة أمل  بتغيير المعادلة في اليمن بقوة الإستناد  إلى قوى محلية / هذا صار ثابتا ، والشبه كبير بين ما  تستطيعه القوى المحلية اليمنية  المستعدة للقتال وليس للكلام  فقط ، وبين المعارضة السورية التي  شكلت الستارة للحرب  على سوريا ، وثبت أنها ظاهرة صوتية ، وأن من يريد  أجساما  مقاتلة لن يجد إلا متفرعات القاعدة .

سيكتشف السعوديون أنهم غطاء ناري لحرب القاعدة على الحوثيين مهما  حاولاو الإخفاء .

هي محاولة الحرب الأولى التي  تخوضها السعودية ، بعد سنوات ذهبية  من عمرها ، تأمر بالحروب  وتمولها ولا تذوق طعم مرارتها ، فتدخل نادي المصابين والمعاقين في  خواتيمها البعيدة ، آن أوان أن تدخل السعودية المسرح الذي تنزف فيه وتتعلعل وتذوق  ما  أذاقته للكثيرين فيما مضى .

هي فرصة ذهبية لنهاية  حقبة سوداء في تاريخ العرب والمسلمين لا يجوز تسهيل  نهايتها القريبة .

على يد الحوثيين سيبدأ العهد  الجديد بين العرب ، عهد ليس فيه مكان لآل سعود يأمرون فيطاعون .

 

       

2015-03-28 | عدد القراءات 4168