يستقبل الايرانيين محمد جواد ظريف العائد من لوزان السويسرية استقبال المنتصر و في جعبته انتزاعا رسميا لحق بلاده بانتاج الطاقة النووية و ضمها الى نادي الدول الكبرى
يعرف الايرانيين جيدا ان المهمة لم تكن سهلة و ان طريقهم اصعب مما توقعوا و ان السوء لم يلقاه فقط الاسرائيليين الذين اعتبروا ان هذا الاتفاق اسواء مما يتخيلون
حوربت ايران و هوجمت باكثر من طريقة و اسلوب كل الاساليب كانت شاقة و مكلفة و مرهقة من دون محاولات بث انتصارات تاتي على طبق من فضة بتسويات و من دون تضحيات فالهجمة الاميريكية الاسرائيلية على ايران بدات منذ عشر سنوات و توزعت بين استهداف حلفائها في الشرق الاوسط تزامنا مع عقوبات وصولا الى ما هو اخطر و مباشر من حيث التعلق بالبرنامج النووي الايراني و الذي يعتبر رسالة موجهة و هو اغتيال كبار علماء الطاقة و الكيمياء في ايران في موجة اجتاحت البلاد منذ سنوات من اجل احباط عزيمة العلماء الايرانيين و حتى الطلاب الذين يسيرون بالبلاد نحو التقدم العلمي و التقني الذي شكل اهم اسباب تتويج ايران دولة علم و علماء قبل اي شيء.
طريق المفاوضات كانت شاقة و مضنية وسط الاحداث التي عصفت بالشرق الاوسط و التي يتهم فريقا كبيرا ايران في الضلوع فيها او لعب دورا سلبيا على اقل تقدير فيها مثل دورها في العراق و سوريا بحسب تعبيرهم .
بالنظر الى المعطيات الجديدة او بالتنازلات و المعادلات فان السؤال ما الذي تغير اليوم حتى يسلك الاتفاق الايراني مع الغرب طريقه هل هي ايران ام هم الغرب ؟
في الحقيقة الذي تغير ليس ايران بتاتا فهي لم تتنازل عن حقها النووي باعتراف اسرائيلي بانها قادرة اليوم ان تمتلك سلاحا نوويا بكل وضوح و ايران هذه نفسها لم تتغير تجاه سياساتها التي لطالما اتخذت من تصريحات احمدي نجاد اي قبل هذا العهد انه كان يكثر من خطاباته النارية و الحادة تجاه اسرائيل و ازالتها عن الخارطة بدليل ان الاتفاق اليوم نجح على وقع نفس الحديث و نفس اللغة بعهد روحاني و على بعد يومين من لوزان التاكيد انه بالنسبة لايران فان موضوع القضاء على اسرائيل ليس للبحث اي انه مسلمات .
لا يهم الاميريكيين كثيرا من الذي تغير فلطالما كانت واشنطن تبدل مواقفها و تتعاطى بازدواجية في كثير من الامور المصيرية التي تخوض غمار البحث فيها و لم تكن مصر "مرسي" و مصر" السيسي" اللذان تلقيا نفس الدعم منها سوى دليل قريب و ملموس .. لا يهم بالنسبة للاميريكي اذا من الذي تغير المهم ان الاسرائيلي يعرف اليوم ان اميريكا هي من تغير و ان في واشنطن مزاجا اخر لا ينظر كثيرا بمصالح اسرائيل مهما حاول نتنياهو الادعاء ان العلاقة بينه و بين واشنطن متينة كالصخر
تعرف اسرائيل جيدا ان ايران لم تتغير كذلك السعودية توقن هذا الامر و بالتالي فان نتيجة ما جرى يؤكد امرين اساسيين بالنسبة لكليهما
الاول ان الخطوط الحمراء التي رسمتها اسرائيل و فرضتها على الغرب منذ نشوؤها سقطتت اليوم و ان الحديث مع من يقاتل اسرائيل و يحاربها من ايران او غير ايران بات ممكنا جدا و بمعنى اخر لا مانع مثلا من ان تستيقظ اسرائيل و ترى اجتماعا لسفير اميريكي مع مسؤولي حزب الله طالما ان اميركا خاضت غمار التفاوض مع ايران
ثانيا ان السعودية لم تعد وحدها سيدة الخليج او تلك الدولة التي تؤخذ مصالحها بعين الاعتبار و يتم مشاركتها وحدها في تسويات المنطقة و تقسيم النفوذ و المصالح و انها رسالة صريحة بضعف النفوذ السعودي بعين الاميريكي .
اسرائيل و السعودية ادركتا ان عملية تحجيم نفوذهما بدات اليوم بعد خضوع اميريكي لقدرة اثبتتها ايران في الصمود و السيطرة على كيانها رغم العقوبات و شتى انواع الاستهدافات .
و بالمحصلة ها هي ولاية الفقيه نووية باعتراف دولي تخطى مسالة دعمها لحركات المقاومة التي تهدد امن اسرائيل و ليس على باقي الدول المجاورة سوى تقبل هذا الامر و التعايش معه و التحضير لما بعده فما قبل لوزان ليس كما بعده على الاطلاق
2015-04-03 | عدد القراءات 2309