عبر رئيس حكومة الإحتلال بنيامين نتنياهو بوضوح عن اسباب رفضه التفاهم مع إيران للرئيس الأميركي باراك اوباما ، وقال نتانياهو ان الاتفاق يهدد بقاء اسرائيل. فقبل يومين فقط قالت ايران ان تدمير اسرائيل غير قابل للتفاوض"، معتبراً ان "الاتفاق من شأنه اضفاء الشرعية على برنامج ايران النووي وتعزيز الاقتصاد الايراني وزيادة العدوان والارهاب الايراني في جميع انحاء الشرق الاوسط وخارجه".
وكان بنيامين نتنياهو قد قال شيئا مشابها في حضور الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قبل عامين ، بعدما اطلق هولاند تصريحات نارية ضد الإتفاقات المعروضة مع إيران ، مختتما كلامه بالقول ، إن فرنسا تتعهد بأن لا تسمح بتوقيع أي إتفاق مع إيران ، إلا بعد التحقق من عدم تمكنها من إمتلاك قنبلة نووية ، فرد نتنياهو بالقول ، نشكر جميع أصدقاء "إسرائيل" على تطمنياتهم وإلتزاماتهم ، لكننا نتساءل ، كيف أصبحنا في زمن يقبل أصدقاء إسرائيل من الدول العظمى منح دولة براءة ذمة وإدماجها بالمجتمع الدولي ، وهي تجاهر علنا انها لت تبدل موقفها الداعي لتدمير إسرائيل ، وأضاف كنت أمل ان أسمع تعهدا من أحد بعدم التوقيع لأي إتفاق مع إيران طالما لم تغير موقفها من إسرائيل .
ما يقلق إسرائيل ليس الملف النووي الإيراني ، بل تطبيع علاقات الغرب مع إيران دون ان تغير موقفها من إسرائيل ، وما تقوم به إيران من تقديم الدعم لحركات المقاومة وخصوصا حزب الله ، الذي صار مصدر القلق ووجع الرأس اليومي لإسرائيل حتى ، وقفت بكل ثقلها وراء الحرب على اليمن لأن هاجس الخوف يدفعها للظن أن جبهة اليمن ستكون واحدة من خطوط الإطباق على إسرائيل التي ستحاصرها صواريخ المقاومة في أي حرب قادمة ، ولم يرو غليلها قول وزير خارجية منصور هادي أن الصواريخ التي تقلق إسرائيل من الحديدة قد دمرتها لاغارات الجوية السعودية ، بل قالت القناة السابعة الإسرائيلية ، إن الأسرائيليين أصروا على القيام بجولات قصف جوية على الحديدة ليتحققوا بأنفسهم من أن المهمة قد أنجزت .
يقول نتنياهو في حواره مع أوباما أن الإرهاب سينتشر في المنطقة ، وهو يقصد المقاومة ، المترابطة مع حزب الله ، وليس فروع القاعدة التي يتحالف معها الإسرائيلي في الحرب على سوريا سواء مباشرة كما هو حال جبهة النصرة ، التي و صفها وزير حرب الإحتلال موشي يعالون بالحليف الموثوق ، ملمحا لإقامة حزام أمني في الجولان يشبه حزام أنطوان لحد في جنوب لبنان ، و يحالفها بصورة غير مباشرة كما هو حال داعش الحليف عبر تركيا وقطر ، الخشية علنا هي من أن نهضة لإيران تنعكس مزيدا من الدعم للمقاومة وخصوصا حزب الله .
صار الكلام عن القلق الإسرائيلي الإستراتيجي ثابتا مع مجرد الإستعداد الأميركي للتفاهم مع إيران وهي تجدد إصرارها على تدمير إسرائيل لذلك يصير الأهم هو ماذا ستفعل إسرائيل ؟
تضع إسرائيل ثقلها لتشكيل قوى ضغط داخل اميركا أملا بوضع العراقيل أمام بلوغ مرحلة الإتفاق النهائي ، و يضع الكثيرون فرضيات قيام إسرائيل بخطوات جنونية وهيستيرية لفرض وقائع جديدة في المنطقة وربما في اميركا نفسها على قاعدة سقوط المحرمات ، طالما ان إسرائيل لم تعد من بين هذه المحرمات بعين الآخرين ، و لذلك يدعو بعض المتابعين لملف أمن المنطقة إلى الحذر من مغامرات إسرائيلية جنونية ، ربما يكون الداخل الأميركي مسرحا لبعضها الأمني ، والمنطقة مسرحا لبعضها العسكري .
2015-04-04 | عدد القراءات 3300